[إبداع] الطِبُ وَ الشِعـرُ لَـا تَفـريقَ بينَهُمَـا فالطِبُ شِعـرٌ وَ بَعْض الشِعْر تَطْبِيبُ

[ شظايا أدبية ]


النتائج 1 إلى 5 من 5

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية أَوَّابـ

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    439
    الــــدولــــــــة
    السودان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Wink [إبداع] الطِبُ وَ الشِعـرُ لَـا تَفـريقَ بينَهُمَـا فالطِبُ شِعـرٌ وَ بَعْض الشِعْر تَطْبِيبُ





    " لَولَـا إِشتِغَالي بالفِقهِ وَ حَاجةُ النَاسِ لِي فِيه ، لـأشتَغلُت بالطِب " الـإمَام الشَـافعِي رَحِمَـهُ الله


    فقَد كَـان لِعلم الطِب مكَـانَتهُ وَ مَنزِلَتَهُ عِند الـإمَام رَحِمَـهُ الله فقَـد قَـال فِيه


    " إِنمَا العِلْمُ عِلمَان : عِلمُ الدِين وَ عِلْمُ الدُنْيَا . فَالعِلمُ الذَّي للدِين هُو الفِقه وَ العِلمُ الذَّي للدُنيَا هُو الطِب " .


    وَ يَقُول أَيضَـاً


    " لَـا أَعلَمُ بَعد الحَلَـالِ وَ الحَرام أَنبَلُ مِن الطِب ، إلـاَّ أنَّ أَهل الكِتَاب قَد غَلَبُونَا عَليه " .


    كَـانت تِلكَ كَلِمَـات الـإمَام الشَـافعي فقَد وَضع رَحِمَـهُ الله الطِب كثَـاني العُلوم بَعد الكِتَـاب وَ السُنه


    فهَـل مِن شَـرفٍ أَجـل مِن هَـذَّا !؟








    فتِلكَ البَسمة التي تَرسِمُهَا عَلَى وَجهِ مَرِيضٍ وَ الطُمَـانِينَه التَي تَبِثُهَـا بِنَفسه لَهُمَـا خَيرٌ لَك مِن الدُنيَا وَ مَا فِيهَا


    وَ لَـأن تُصْغِي إِلى المَريضِ يَبثُكَ شَكَواهُ فَتُخَفف عَنه وَ تَحْمِلُ عَنه لَهي خَير مِن لَك مِن حُمر النِعَم


    وَ لَـو أَنني عُدتُ وَ خُيرتُ مِن جَديد أي عَلم أَختَـار وَ أي طَريق أَسلُك لمَـا أحتَـرتُ وَ أَختَـرتُ الطب مِن جَديد


    نَعم الطِب طَـرِيقٌ طَويل وَ مَـا زِلتُ أَحـبو فِي أَولَـه وَ هُـو خِضَمٌ عَميق أُقَـاوِمُ شَـاطئه وَ لَكنهُ ثَغرٌ مِن ثغـورِ الـإسلَـام


    لَـا بُد لَـه مِن حَـارسٍ وَ حَـارِسٍ أَمين


    فَهل هُنَـاك أَحمَـلُ مِن أَن تَدخُل تِلكَ المخَـابرَ فَتُسَبِح الله


    وَ تَنظُر إلى ذَّلِك التَكـوين الـإلَهي البَدِيع فَتُمَجد الله


    وَ تُسَاعد أَحدَهُم وَ تَملَـأَهُ حـبورَا فتَحمـد الله


    فالطِب مِحـرَابٌ بَديع الكُل فِيه يُمَجد الله وَ يُسَبحَـه








    وَ لَكِن دَعُونَـا نَـأخذ الطِب أَكثَر مِن جَـانِب الَـأدب


    غَريب أَليس كَذَّلِك !؟


    هُنَـاك مَن سَيقُول أَو للطِب جَـانِبٌ أَدَبي .. أَمَـا سَمِعت قَولَهُم


    الطِبُ قَـاتِلُ المَواهِب !؟


    أَقُول لَك مَن قَـال هَـذَّا مُؤكَدٌ لَـا يَعـرِفُ شيئا لَـا عَن الَـطب وَ لَـا عَن الَمَواهِب فَكيف ذَّاك وَ أَنـا مَا أَعرِف أَكثر مِن طَبيب


    مَـا رَأيتُ مِنهُم إلَّـاُ مَـا تَقرُ لَه العَين وَ يَـأنَسُ لَـه الفُؤاد


    فَيكفِيكَ قَول أَحدِهم رَاداً عَليك



    النَاسُ تَسأَلُ وَ الهَواجِس جَمة


    طَبٌ وَ شِعرٌ ! كَيفَ يَجتَمِعَان ؟

    الشَعِرُ مَرحَمةُ النِفُوسِ وَ سِرَهُ

    هِبَةٌ السَماءِ وَ مِنحَة الدَيانِ

    وَ الطِبُ مَرحَمةُ الجِسُوم وَ نَبعهُ

    مِن ذَلِكَ الفَيضُ الَعلِي الشَأن







    ذَّاكَ تَـأثيرُ الَـأدب عَلى الطَبيب فمَـا فِعلُ الطِب بالَـأديب


    هَذَّا أَبُو العَتاهِية فِي مَرضِه الـَأخِير وَ قَد أَحس بِقُربِ الـَأجَل


    يَنْظِمُ قَصِيدةً رَائِعَة يَرجُو فِيَها عَفو رَبِه ، وَ يَندَمُ عَلْى مَا أَسرَف مِن عَملٍ فِي دُنيَاه


    إِلَهِي لَـا تُعذِبني فَإِني

    مُقِر بالذَي قَد كَـان مِنْي

    فَما لِي حِيلَةٌ إلَـا رَجائِي

    لِعَفوكَ فَأحْطُط الَـأوزَار عَنْي

    وَ كَم مِن زَلةٍ لِي فِي الخَطايَا

    وَ أَنْتَ عَلْي ذُو فَضْلِ وَ مَنِ

    إِذَّا فَكرَت فِي نَدمِي عَليهَا

    عَضضتُ أَنامِلي وَ قَرعتُ سِني








    وَ مِن الشُعَراء مَن أَصاب المَرض أَبنَاءَهُم وَ بَناتَهُم ، فَهِذه الشَاعِرَة عَائِشة التَيمُورِيَة تَنْسِج قَصِيدةً مِن أَجمَل

    قَصائِدهَا فِي بِنتهَا التِيبَلْغَت ثَمانِي عَشرةَ سَنة فَتزَوجت . فَما مَر عَلْى عرسها شَهرٌ حَتى أَصابهَا مَرضٌ مُفَاجِئ

    فَماتت .


    لَما رَأت يَأس الطَبِيب وَ عَجزِه

    قَالت وَ دَمْعُ المُقْلَتَين غَـزِيرُ

    أُمَاه قَد كل الطَبِيبُ وَفاتَنِي

    مَما أؤمل فِي الحَياةِ نَــصِير

    لَو جَاء عَرافُ اليَمامةِ يَبتَغِي

    برئي لَرد الطَرف وَ هُو حَسِيرُ

    يَا رَوع رُوحِي حَلها نَزعُ الضَنى

    عَما قَلِيل وَرقهــا سَتطِير

    أُمَاهُ قَد عَز اللِقَاءُ وَ فِي غَدٍ

    سَترينَ نَعشِي كالعَرِوس يَسِيرُ

    وَ سيَنتهي المَسعَى إِلى اللَحد الذَّي

    هُو مَنزِلي وَ لَه الجُموع تَصِير

    قُولِي لِرَب اللَحد رِفقاً بِابنَتي

    جَاءتَ عَرُوسَاً سَاقها التَقدِيرُ

    وَ تَجلدي بِإزاء لَحدِي بُرهَةً

    فَتراك رُوح رَاعها المَقـدُور


    فَأجَابتهَا أُمهَا بِقَولِهَـا :-



    فَأحَببتُهَا وَ الدَمعُ يَحبِسُ مَنطِقي

    وَ الدَهرُ مِن بَعد الجِوار يَجُـور

    لَـا تُوصِ ثَكلى قَد أَذاب فُؤادُهَا

    حُزنٌ عَليك وَ حَسرَةٌ وَ زَفِـير

    وَ الله لَـا أَسلُو التِلَـاوةَ وَ الدًعا

    مَا غَردت فَوق الغُصونِ طُيور

    أَبكيكِ حَتى نَلتَقِي فِي جَنةٍ

    بِريَاضِ خُلْد زَينتهَا الحُــور






    وَ أَكثر مَـا يُعجِبني قَـول أَبو العتَـاهِيه




    إِنَّ الطَبِيب بِطْبه وَ دَوائهِ

    لَـا يَستَطِيع دِفاع مَكرِوهٍ أَتى

    مَا للطَبيبِ يَمُوت بِالدَاءِ الذَّي

    قَد كَان يُبرئ مِنهُ فِيمَا قَد مَضى

    ذَهب المُدَاوِي وَ المُداوَى وَ الذَّي

    جَلْبَ الدَواء وَ بَاعهُ وَ مَن إشتَرى




    للِحَديث بَقيه فالَـأَمر لَيس بِهَذه البسَاطه فمَـا زَالت الخُيوط مُتشَابِكَه لِتَرسُم لنَـا لَوحـه فَنيه بَدعيه






  2. الأعضاء الذين يشكرون أَوَّابـ على هذا الموضوع:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...