[ تعظيم السنة وموقف السلف ممن عارضها أو استهزء بشئ منها ]

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 11 من 11
  1. #1

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي [ تعظيم السنة وموقف السلف ممن عارضها أو استهزء بشئ منها ]





    إن من الفتن المستشرية في هذا الزمان فتنة الاستهزاء بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كثيرا من أبناء المؤمنين وقعوا الآن في هذه الفتنة فهم
    يستهزئون
    بالله وآياته ورسوله صلى الله عليه وسلم ويعلنون على الملأ استهزاءهم من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه ، وهذا من المنكرات والفتن المضلة التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ...



    إنَّالحمد
    لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئاتأعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يُضلل فلا هادي له ..
    وأشهد أن لا
    إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، أرسله بين يدي الساعةبشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا ..
    وصلى
    الله عليه وعلىآلهوصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
    أمَّابعد:
    فإنَّ الله أعلى للسنة مكانها، وأوجب على العباد حبَّها واتباعها، وقيَّض لها على مرِّالعصور والدهور رجالها وأنصارها، الذين تعلَّموها وعملوا بها ودعوا إليها، فكانواأحقَّ بها وأهلها.
    بذلوالِمن والاها صادق محبتهم، ولمن عاداها جليَّ بُغضهم وظاهر عداوتهم، فهم أهلالسُّنة شعارًا ودثارًا، وحماة عرينها ليلاً ونهارًا.
    وهذهالرسالة المباركة جُملة من نصوص الكتاب والسُّنة، وشذا من عبير السلف الصالح لهذهالأمة.
    فجزى الله الشيخ عبد القيوم بن محمد السحيباني خير الجزاء على هذه الحمية الدينية،والغيرة الصادقة السلفية.
    وأسأل الله العظيم أن يجعل فيها فوق ما يُرجَى من الانتفاع، وأن يفتح لها القلوبوالأسماع .. وصلِّي الله وسلِّم وبارك على نبيه وآله وصحبه أجمعين.





    إنَّ الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له ..
    وأشهد ألاَّ إله إلا
    الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.

    قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
    وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
    وَاتَّقُوا
    اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )
    وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )
    إنَّ أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
    وشر الأمور محدثاتها، وكلُّ محدثةٍ بدعة، وكلُّ بدعةٍ ضلالة، وكلُّ ضلالةٍ في النار.
    وبعد:
    فإنَّ
    الله أرسل رسوله إلى الناس ليُبيِّن لهم ما نُزِّل إليهم، ويُخرِجهم من الظلمات إلى النور
    ويهديهم إلى صراط مستقيم، وأوجب عليهم طاعته ومحبته وتعزيره وتوقيره.
    قال تعالى: (
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا
    اللَّهَوَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )
    وقال رسول
    الله صلى الله عليه وسلم : «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين»
    وقد أخذ بهذا الصحابة رضوان
    الله عليهم ، وساروا عليه، فكانوا لرسول الله صلى اللهعليه وسلم مُحبِّين طائعين
    وكانت سُنته وقوله وهديه مُقدَّمةً عندهم على كلِّ شيء؛ فكلام النبي صلوات ربي وسلامه عليه هو الأول لا يُقدَّم عليه كلام أحدٍ من البشر كائنًا من كان.
    كانوا عن السُنة منافحين، ولها حامين، فإذا رأوا أحدًا يعارضها أو يستهزئ بشيءٍ منها – قصدًا أو بغير قصد – وبَّخُوه وقرَّعوه وزجروه
    ثم هجروه، لا يكلمونه ولا يساكنونه، وقد يضربونه أو يقتلونه رِدَّةً أو تعزيرًا.

    وبذلك حموا السُّنة عن كيد الكائدين وعدوان المعتدين.
    وكانوا بواجب النصيحة لرسول
    الله قائمين.
    ثم جاء بعدهم التابعون فساروا على طريقهم وحذوا حذوهم.
    حتى إذا بَعُدَ الزمان، وطال بالناس العهد، وضعف الإيمان، وكثر الخبث والنفاق، وقلَّ الورع؛ تجرَّأ كثيرٌ من الناس على القول والكلام
    فقال كلٌّ بهواه، وتكلَّم بما لا يرضاه
    الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
    وفي هذا الزمان، زمان الفتن التي يرقِّق بعضها بعضًا، رأينا العجائب والعظائم، رأينا أمورًا لا يسع أحدًا السكوت عنها بحال.
    فمن ذلك السخرية والاستهزاء بالسُّنة النبوية، ومعارضتها بالعقول والآراء والرغبات والعادات، كالسخرية والاستهزاء باللحية
    ورفع الرجل ثوبه فوق الكعبين، وحجاب المرأة، والسواك، والصلاة إلى سترة، وغير ذلك.
    فتسمع من يصف تلك الأعمال بأوصاف رديئة، أو يتهكَّم بمن التزم بها، فلم يجد هؤلاء ما يملئون به فراغهم
    إلاَّ الضحك والاستهزاء بمن عمل بالسُّنة وحافظ عليها، فيجعلونه محلاًّ لسخريتهم هازلين لاعبين، فيصدق في مثلهم قوله صلَّى
    الله عليه وسلَّم:
    «
    وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم » .

    ويغفل كثيرٌ من الناس عن أمرٍ خطير، وهو أنَّ الاستهزاء بالدين كفر، سواء كان على سبيل اللعب والهزل والمزاح
    أو على سبيل الجد، فهو كفرٌ مُخرِج من الملَّة.
    قال ابن قدامة:
    من سبَّ الله تعالى كفر، سواء كان مازحًا أو جادًا، وكذلك من استهزأ بالله تعالى، أو بآياته، أو برسله، أو كتبه.
    لهذا قمت بكتابة هذا البحث مشاركةً في التحذير من هذه الظاهرة السيئة، والتنبيه على خطرها
    وبيان موقف المسلم من أصحابها، ذاكرًا بعض الآيات والأحاديث والآثار في أهمية السُّنة وتعظيمها، وتعجيل عقوبة من عارضها أو استهزأ بشيءٍ منها
    وموقف سلف الأمَّة منه.

    وسأقتصر على سرد النصوص وبعض تعليقات الأئمَّة، وهي كافية إن شاء
    اللهفي توضيح الحقِّ وبيان الهدى
    لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد، وإن علَّقت بشيءٍ بعد ذلك فهو يسير بالنسبة لِما ذكرته من النصوصوالله أسأل أن ينفعني به ومن بلغ.وتوضيحًا للمراد من السُّنة أقول:
    ليس المراد بالسُّنة هنا المرادف للمندوب والمستحب، المقابل للمكروه فحسب.
    وليس المراد كذلك المقابل للقرآن، كما يقولون: «
    الدليل من الكتاب كذا ومن السُّنة كذا».
    ولكن المراد بالسُّنة هنا: الطريق والهدي، أي هدي النبي صلى
    الله عليه وسلم وطريقته.
    فهو عام يشمل الواجب والمستحب، ويشمل العقائد والعبادات والمعاملات والسلوك.
    قال علماء السلف: «
    السُّنة» هي العمل بالكتاب والسُّنة، والاقتداء بصالح السلف، واتِّباع الأثر.
    وقال أبو القاسم الأصبهاني:

    قال أهل اللغة: «
    السُّنة» السيرة والطريقة، قولهم «فلان على السُّنة»، و«من أهل السُّنة»
    أي هو موافق للتنـزيل والأثر في الفعل والقول، ولأنَّ السُّنة لا تكون مع مخالفة
    الله ومخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم.
    قال ابن رجب:
    و«السُّنة» هي الطريق المسلوك؛ فيشمل ذلك التمسُّك بما كان عليه صلَّى الله عليه وسلَّم هو وخلفاؤه الراشدون
    من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السُّنة الكاملة، ولهذا كان السلف قديمًا لا يُطلقون اسم السُّنة إلا على ما يشمل ذلك كلَّه.

    ورُوي معنى ذلك عن الحسن والأوزاعي والفضيل بن عياض.

    :: عبد القيوم السحيباني ::









    ـــــــــــــــــــــــ










    التعديل الأخير تم بواسطة [ اللــيـــث ] ; 8-10-2011 الساعة 03:32 PM

  2. #2

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: [ تعظيم السنة وموقف السلف ممن عارضها أو استهزء بشئ منها ]


    قال
    اللهجل وعلا: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )
    (
    مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)
    (
    لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )
    (
    وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )
    (
    فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
    (
    أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ )
    (
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ )
    قال ابن القيم تعليقًا على هذه الآية:
    فحذَّر المؤمنين من حبوط أعمالهم بالجهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجهر بعضهم لبعض.
    وليس هذا برِدَّة، بل معصية تحبط العمل، وصاحبها لا يشعر بها .
    فما الظن بمن قدَّم على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه وطريقه قول غيره وهديه وطريقه؟!
    أليس هذا قد حبط عمله وهو لا يشعر؟ اهـ.
    وعن العرباض بن سارية رضي اللهعنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا:
    يا رسول
    الله، كأنها موعظة مودِّع، فأوصنا.
    قال: «أوصيكم بتقوى الله عز وجل، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة»
    قال أبو بكر الصديق رضي
    اللهعنه : «لست تاركًا شيئًا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به، إلا عملت به، وإني لأخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ».
    علَّق ابن بطة على هذا بقوله:
    هذا يا أخواني الصدِّيق الأكبر يتخوَّف على نفسه من الزيغ إن هو خالف شيئًا من أمر نبيه صلى الله عليه وسلم .
    فماذا عسى أن يكون من زمان أضحى أهله يستهزئون بنبيهم وبأوامره، ويتباهون بمخالفته ويسخرون بسنته؟!
    نسأل
    اللهعصمة من الزلل، ونجاة من سوء العمل.
    قال عمر بن عبد العزيز رضي اللهعنه: «لا رأي لأحد مع سُنة سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم ».
    وعن أبي قلابة قال:
    إذا حدَّثت الرجل بالسُّنة فقال «دعنا من هذا وهات كتاب الله» فاعلم أنه ضال .
    علَّق الذهبي على هذا بقوله:
    وإذا رأيت المتكلِّم المبتدع يقول
    «دعنا من الكتاب والأحاديث الآحاد وهات العقل» فاعلم أنه أبو جهل
    وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول
    «دعنا من النقل ومن العقل وهات الذوق والوجد» فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر أو قد حلَّ فيه
    فإن جبنت منه فاهرب، وإلاَّ فاصرعه، وابرك على صدره، واقرأ عليه آية الكرسي واخنقه.

    قال الشافعي:
    أخبرني أبو حنيفة بن سمَّاك بن الفضل الشهابي قال: حدَّثني ابن أبي ذئب عن المقري عن أبي شريح الكعبي أنَّ النبي صلى
    الله عليه وسلم قال عام الفتح:
    «من قُتل له قتيل فهو بخير النظرين؛ إن أحبَّ أخذ العقل، وإن أحب فله قود».
    قال أبو حنيفة:
    فقلت لابن أبي ذئب: أتأخذ بهذا يا أبا الحارث؟ فضرب صدري، وصاح علي صياحًا كثيرًا ونال مني وقال: أحدِّثك عن رسول الله وتقول: تأخذ به؟!.. نعم، آخذ به، وذلك الفرض عليّ وعلى من سمعه، إنَّ الله اختار محمدًا من الناس فهداهم به وعلى يديه، واختار لهم ما اختار له وعلى لسانه، فعلى الخلق أن يتَّبعوه طائعين أو داخرين، لا مخرج لمسلم من ذلك.
    قال: وما سكتَ حتى تمنيتُ أن يسكت .
    قال الشافعي:
    أجمع المسلمون على أنَّ من استبان له سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحلّ له أن يدعها لقول أحد.
    قال الحميدي:
    رَوى الشافعي يومًا حديثًا فقلت: أتأخذ به؟
    فقال: رأيتني خرجت من كنيسة أو علي زنار حتى إذا سمعت عن رسول
    الله حديثًا لا أقول به؟!.
    وسُئل الشافعي عن مسألة فقال: رُويَ فيها كذا وكذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال السائل: يا أبا عبد الله، تقول به؟
    فارتعد الشافعي وانتفض وقال: يا هذا، أيُّ أرضٍ تقلُّني، وأيُّ سماءٍ تظلُّني إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه حديثًا فلم أقل به؟ نعم، عليّ السمع والبصر.
    قال أحمد بن حنبل: من رد حديث النبي صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة.
    قال البربهاري: وإذا سمعت الرجل يطعن في الآثار أو يريد الآثار، فاتهمه على الإسلام، ولا تشك أنه صاحب هوى مبتدع.
    وقال أبو القاسم الأصبهاني:
    قال أهل السُّنة من السلف: إذا طعن الرجل على الآثار، ينبغي أن يُتهم على الإسلام .
    قال محمد بن يحيى الذهلي:
    سمعت يحيى بن يحيى – يعني أبا زكريا التميمي النيسابوري – يقول: الذّبُّ عن السُّنة أفضل من الجهاد في سبيل الله.
    قال محمد: قلت ليحيى: الرجل يُنفق ماله، ويتعب نفسه ويجاهد، فهذا أفضل منه؟! قال: نعم، بكثير .
    قال أبو عبيد القاسم بن سلام: المتَّبِع لِلسُّنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من الضرب بالسيوف في سبيل الله .
    قال الحميدي: والله لأن أغزو هؤلاء الذين يردُّون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّ إليّ من أغزو عدَّتهم من الأتراك .
    قال مالك بن أنس: السُّنة سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلَّف عنها غرق .






    عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنَّ رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله
    فقال: «
    كل بيمينك»، قال:لا أستطيع. قال: «لا استطعت؟ ما منعه إلاَّ الكبر» قال:ما رفعها إلى فيه.
    عن أبي هريرة رضي
    الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يُشرب من فِيّ السقاء.
    قال أيوب:
    فأُنبِئت أنَّ رجلاً شرب من فِيّ السقاء فخرجت حيَّة.
    عن أبي هريرة رضي
    الله عنه عن رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه قال: «بينما رجل يتبختر في بردين خسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة».
    فقال له فتى:
    يا أبا هريرة، أهكذا كان يمشي ذلك الفتى الذي خُسف به؟ ثم ضرب بيده فعثر عثرة كاد يتكسَّر منها.
    عن عبد الرحمن بن حرملة قال:
    جاء رجل إلى سعيد بن المسيب يودِّعه بحجٍّ أو عمرة، فقال له: لا تبرح حتى تصلِّي؛ فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    «
    لا يخرج بعد النداء من المسجد إلا منافق، إلا رجل أخرجته حاجة وهو يُريد الرجعة إلى المسجد».
    فقال
    : إنَّ أصحابي بالحرَّة. فخرج، فلم يزل سعيد يذكره، حتى أُخبِر أنه وقع من راحلته فانكسرت فخذه.
    قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل التيمي في شرحه لصحيح مسلم:
    قرأت في بعض الحكايات أنَّ بعض المبتدعة حين سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم :
    «
    إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها، فإنه لا يدري أين باتت يده»
    قال ذلك المبتدع على سبيل التهكم:
    أنا أدري أين باتت يدي، باتت في الفراش!
    فأصبح وقد أدخل يده في دُبره إلى ذراعه..!
    قال التيمي:
    فليتَّق المرء الاستخفاف بالسُنن ومواضع التوقيف، فانظر كيف وصل إليه شؤم فعله.
    وعن أبي يحيى الساجي قال:
    كنا نمشي في أزقَّة البصرة إلى باب بعض المحدثين، فأسرعنا المشي ومعنا رجلٌ ماجنٌ مُتَّهمٌ في دينه، فقال مستهزِئًا:
    ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها.
    فلم يزل من موضعه حتى جفَّت رجلاه وسقط.
    قال النووي:
    قال الحافظ عبد الحافظ: إسناد هذه الحكاية كالوجد أو كرأي العين، لأنَّ رواتها أعلام أئمَّة.
    وقال القاضي أبو الطيب:
    كنا في مجلسٍ بجامع المنصور، فجاء شاب خراساني، فسأل عن مسألة المصراة، فطالب بالدليل، حتى استدلَّ بحديث أبي هريرة الوارد فيها
    فقال (
    وكان حنفيًا): أبو هريرة غير مقبول الحديث.
    فما استتمَّ كلامه حتى سقطت عليه حيَّة عظيمة من سقف الجامع، فوثب الناس من أجلها، وهرب الشاب منها، وهي تتبعه، فقيل له: تب، تب.
    فقال: تبت، فغابت الحية، فلم يُرَ لها أثر..!

    قال الذهبي:
    إسنادها أئمة .
    وقال قطب الدين اليونيني:
    بلغنا أنَّ رجلاً يُدعى «أبا سلامة» من ناحية بصري كان فيه مجون واستهتار، فذُكِر عنده السواك وما فيه من الفضيلة فقال:
    والله لا أستاك إلاَّ في المخرج – يعني دبره - فأخذ سواكًا فوضعه في مخرجه ثم أخرجه .. فمكث بعده تسعة أشهر وهو يشكو من ألم في البطن والمخرج..!
    فوضع ولدًا على صفة الجرذان له أربعة قوائم ورأسه كرأس السمكة، وله دُبر كدُبر الأرنب، ولَمَّا وضعه صاح ذلك الحيوان ثلاث صيحات
    فقامت ابنة ذلك الرجل فرضخت رأسه فمات، وعاش ذلك الرجل بعد وضعه له يومين، ومات في الثالث
    وكان يقول:هذا الحيوان قتلني، وقطَّع أمعائي.
    وقد شاهد ذلك جماعة من أهل تلك الناحية وخطباء ذلك المكان، ومنهم من رأى ذلك الحيوان حيًّا، ومنهم من رآه بعد موته.





    عن أبي قتادة قال:
    كنا عند عمران بن حصين في رهطٍ منا، وفينا بشير بن كعب، فحدثنا عمران يومئذ قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    «
    الحياء خيرٌ كلُّه» أو قال: «الحياء كلُّه خير»، فقال بشير بن كعب:
    إنا لنجد في بعض الكتب أو الحكمة: أنَّ منه سكينة ووقارًا لله، وفيه ضعف.
    فغضب عمران حتى احمرت عيناه وقال:
    ألا أراني أحدِّثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتُعارض فيه؟
    وعن أبي المخارق قال :
    ذكر عبادة بن الصامت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن درهمين بدرهم، فقال فلان: ما أرى بهذا بأسًا، يدًا بيد.
    فقال عبادة: أقول قال النبي صلى اللهعليه وسلم ، وتقول: لا أرى به بأسًا؟.. واللهلا يظلُّني وإياك سقف أبدًا .وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخذف وقال:
    «إنها لا تصطاد صيدًا، ولا تنكأ عدوًا، ولكنها تفقًأ العين، وتكسر السن»
    فقال رجل لعبد الله بن مغفل:
    وما بأس هذا؟ فقال: إني أحدِّثك عن رسول الله، وتقول هذا؟ والله لا أكلمك أبدًا .
    قال النووي:
    فيه هجران أهل البدع والفسوق ومنابذي السُّنة مع العلم، وأنه يجوز هجرانه دائمًا
    أمَّا النهي عن الهجران فوق ثلاثة أيام فإنما هو فيمن هُجِر لِحَظِّ نفسه ومعايش الدنيا

    وأمَّا أهل البدع ونحوهم فهجرانهم دائمًا .. وهذا الحديث مِمَّا يُؤيِّده مع نظائره له، كحديث كعب بن مالك وغيره.
    .
    وقال ابن حجر:
    وفي الحديث جواز هجران من خالف السُّنة وترك كلامه، ولا يدخل ذلك في النهي عن الهجر فوق ثلاث؛ فإنه يتعلَّق بِمَن هُجِر لِحَظِّ نفسه. اهـ .
    وعن قتادة قال:
    حدَّث ابن سيرين رجلاً بحديث عن النبي صلى اللهعليه وسلم فقال رجل: قال فلان كذا وكذا
    فقال ابن سيرين: أحدِّثك عن النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: قال فلان كذا وكذا؟!.. لا أكلمك أبدًا.
    وعن سالم بن عبد
    الله أنَّ عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول اللهصلى اللهعليه وسلم يقول: «لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنكم إليها»
    فقال بلال بن عبد الله:
    والله لنمنعهنّ.
    فأقبل عليه عبد الله فسبَّه سبًّا سيئًا ما سمعته سبَّه مثله قط، وقال:
    أُخبِرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلموتقول: والله لنمنعهن؟!.
    قال النووي:
    فيه تعزير المعترض على السُّنة والمعارض لها برأيه.
    قال ابن حجر:
    أُخِذ من إنكار عبد الله على ولده تأديب المعترِض على السُّنن برأيه، وجواز التأديب بالهجران، فقد وقع في رواية أبي نجيح عن مجاهد عند أحمد
    «فما كلَّمه عبد الله حتى مات»
    وهذا – إن كان محفوظًا – يُحتمل أن يكون أحدهما مات عقب هذه القصة بيسير.
    وعن عطاء بن يسار أنَّ رجلاً باع كسرة من ذهب أو ورق بأكثر من وزنها، فقال له أبو الدرداء:
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
    يُنهى عن مثل هذا إلاَّ مثلاً بمثل، فقال الرجل:ما أرى بمثل هذا بأسًا.
    فقال أبو الدرداء
    : من يعذرني من فلان؟ أحدِّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخبرني عن رأيه!.. لا أساكنك بأرض أنت بها.
    وعن الأعرج قال:
    سمعت أبا سعيد الخدري يقول لرجل: أتسمعني أحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    «لا تبيعوا الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم إلا مثلاً بمثل، ولا تبيعوا منها عاجلاً بآجل»
    ثم أنت تفتي بما تفتي، والله لا يؤويني وإياك ما عشت إلا المسجد.
    وقال أبو السائب:
    كنا عند وكيع، فقال لرجل عنده مِمَّن ينظر في الرأي: أشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول أبو حنيفة «هو مُثلة».
    قال الرجل:
    فإنه قد رُوي عن إبراهيم النخعي أنه قال: «الإشعار مُثلة»
    قال: فرأيت وكيعًا غضب غضبًا شديدًا وقال:أقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول: قال إبراهيم؟!ما أحقّك بأن تُحبس ثم لا تخرج حتى تنـزع عن قولك هذا.
    وعن خُرَّزَاذ العابد قال:
    حديث أبو معاوية الضرير عند هارون الرشيد، بحديث «احتجَّ آدم وموسى».
    فقال:
    رجل شريف من وجوه قريش فأين لقيه؟.. فغضب هارون الرشيد وقال: النطع والسيف، زنديق يطعن في الحديث
    فما زال أبو معاوية يُسكنه ويقول:
    بادرة يا أمير المؤمنين ولم يفهم، حتى سكن .
    وقال عاصم:
    مرَّ رجل على زرِّ بن حبيش وهو يؤذِّن فقال: يا أبا مريم، قد كنت أكرمك عن ذا، فقال: إذن لا أُكلِّمك كلمة حتى تلحق بالله.
    قال الحاكم:
    سمعته – يعني أبا بكر الصبغي – وهو يخاطب فقيهًا، فقال:حدِّثونا عن سليمان بن حرب، فقال له: دعنا مَن حدَّثنا إلى متى حدَّثنا وأخبرنا؟
    فقال:
    يا هذا، لست أشمُّ من كلامك رائحة الإيمان، ولا يحلُّ لك أن تدخل داري .. ثم هجره حتى مات.

    قال الواقدي:
    حدَّثني إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال: قال مروان بن الحكم، وهو على المدينة وعنده ابن يامين النضري:
    كيف كان قتل ابن الأشرف؟ قال ابن يامين: كان غدرًا.وكان محمد ابن مسلمة جالس، شيخ كبير، فقال: يا مروان، أيغدر رسول الله صلى الله عليه وسلم عندك؟.. والله ما قتلناه إلاَّ بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
    والله لا يؤويني وإيَّاك سقف بيت إلا المسجد، وأما أنت يا بن يامين فلله عليّ إن أفلتّ وقدرتُ عليك وفي يدي سيف إلا ضربت به رأسك.
    وقال أبو عبد الله المؤذن:
    كنت مع ابن أبي شريح في طريق غور، فأتاه إنسان في بعض تلك الجبال فقال له: إنَّ امرأتي ولدت لستة أشهر..
    فقال:
    هو ولدك، قال رسول الله «الولد للفراش»، فعاوده، فردَّ عليه كذلك.
    فقال الرجل:
    أنا لا أقول بهذا. فقال: إنَّ هذا الغزو، وسلَّ عليه السيف، فأكببنا عليه، وقلنا: جاهل، لا يدري ما يقول.
    وقال أبو الحسين الطبسي:
    سمعت أبا سعيد الأصطخري يقول: ...وجاءه رجل وقال له:أيجوز الاستنجاء بالعظم؟ قال: لا.
    قال: لِمَ؟ قال: لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «هو زاد إخوانكم من الجن»
    فقال له:
    الإنس أفضل أم الجن؟
    قال:
    بل الإنس. قال: فلِمَ يجوز الاستنجاء بالماء وهو زاد الإنس؟
    قال: فنـزا عليه وأخذ بحلقه وهو يقول:
    يا زنديق، تُعارض رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟.. وجعل يخنقه، فلولا أني أدركته لقتله، أو كما قال.
    قال ابن القيم:
    هل كان في الصحابة من إذا سمع نصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عارضه بقياسه أو ذوقه أو وجده أو عقله أو سياسته؟
    وهل كان قط أحدٌ منهم يقدم على نصِّ رسول
    الله عليه اطيب الصلاة والسلام عقلاً أو قياسًا أو ذوقًا أو سياسة أو تقليد مقلِّد؟
    فلقد أكرم
    الله أعينهم وصانها أن تنظر إلى وجه من هذا حاله أو يكون في زمانهم.
    ولقد حكم عمر بن الخطاب رضي الله عليه وسلم على من قدَّم حُكمه على نصِّ الرسول بالسيف، وقال: هذا حُكمي فيه.فيا الله!
    كيف لو رأى ما رأينا؟ وشاهد ما بُلينا به من تقديم رأي كلِّ فلان وفلان على قول المعصوم صلى الله عليه وسلم
    ومعاداة من اطَّرح آراءهم وقدَّم عليها قول المعصوم؟
    فالله لمستعان .. وهو الموعد .. وإليه المرجع.



  3. #3

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: [ تعظيم السنة وموقف السلف ممن عارضها أو استهزء بشئ منها ]



    هذه نصوص الكتاب والسُّنة جليَّة في تعظيم السُّنة.
    وهذا موقف السلف (
    الصحابة والتابعين) مِمَّن عارضها، ترى فيه القوَّة والحزم والشدَّة على من بدر منه شيءٌ فيه معارضة السُّنة.
    قال ابن القيم:
    وقد كان السلف الطيب يشتدُّ نكيرهم وغضبهم على من عارض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
    برأيٍ أو قياسٍ أو استحسانٍ أو قول أحدٍ من الناس كائنًا من كان

    ويهجرون فاعل ذلك، وينكرون على من يُضرب له الأمثال، ولا يسوغون غير الانقياد له والتسليم والتلقِّي بالسمع والطاعة، ولا يخطر بقلوبهم التوقف في قبوله.
    فقارن أيها المسلم بين موقف السلف مِمَّن عارض السُّنة وموقف أهل هذا العصر مِمَّن استهزأ بالسُّنة ، وقبل ذلك انظر قول أولئك، ثم انظر قول أهل هذا العصر.
    أمَّا أولئك فقد رأيت، وأما هؤلاء فخُذ أمثلة على استهزائهم:
    1- ردَّ بعضهم حديثًا فقيل له: إنه في صحيح مسلم، فقال: ضعه تحت قدمك!
    2-
    ويقول أحدهم بكلِّ وقاحة تعليقًا على حديث «إذا وقع الذباب في إناء أحدكم...»: أنا آخذ بقول الطبيب الكافر ولا آخذ بقول الرسول!
    3-
    وقال آخر: إذا عارض الحديث العقل فردّه. فقيل له: وإن كان في صحيح البخاري؟.. قال: وإن كان في صحيح البخاري، ولا كرامة!
    هكذا يستهزئ هؤلاء بالسُّنة ويسخرون!
    فما موقف أهل زماننا منهم وكيف يعاملونهم؟
    بالهجر والزجر والمقاطعة؟.. لا.
    بل أكثر يُمجِّدونهم ويُعظِّمونهم، اتباعًا للهوى وتحكيمًا للرأي (
    وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ).
    قد اغترُّوا بكثرة أعمالهم وشهرتهم عند الناس، ونسوا أنَّ من شرط قبول الأعمال الإيمان (
    وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ).
    والاستهزاء بالسُّنة ناقض للإيمان، وهذا ناتج عن عدم اتباع الكتاب والسُّنة، (
    إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ) .
    ( أ
    فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ).
    وفي الحديث: «
    ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيُحرِّمون الحلال ويُحلِّلون الحرام».
    وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: «
    إياكم وأصحاب الرأي؛ فإنهم أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها، فقالوا بالرأي فضلُّوا وأضلُّوا».
    وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : «
    لو كان الدِّين بالرأي لكان أسفل الخفِّ أولى بالمسح من أعلاه».
    وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : «
    إنكم ستجدون أقوامًا يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدُّع، وإياكم والتنطُّع، وإياكم والتعمُّق، وعليكم بالعتيق».
    قال ابن بطة:
    فاعتبروا يا أولي الأبصار، فشتَّان بين هؤلاء العقلاء السادة الأبرار الأخيار الذين مُلئت قلوبهم بالغيرة على إيمانهم والشحُّ على أديانهم
    وبين زمانٍ أصبحنا فيه وناس نحن منهم وبين ظهرانيهم..

    هذا عبد
    الله بن مغفل صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد من سادتهم يقطع رحمه ويهجر حميمه حين عارضه
    في حديث رسول
    الله صلى الله عليه وسلم
    وحلف أيضًا على قطيعته وهجرانه، وهو يعلم ما في صلة الأقربين وقطيعة الأهلين.
    وعبادة بن الصامت، وأبو الدرداء – سَمَّاه رسول
    الله صلى الله عليه وسلم «حكيم هذه الأمة» – وأبو سعيد الخدري
    يظعنون عن أوطانهم، وينتقلون عن بلدانهم
    ويظهرون الهجرة لإخوانهم، لأجل مَن عارض حديث رسول
    الله صلى الله عليه وسلم ، وتوقَّف عن استماع سُنته..!
    فيا ليت شعري كيف حالنا عند
    الله عزَّ وجل ونحن نلقَى أهل الزيغ في صباح مساء يستهزئون بآيات الله ويعاندون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    حائدين عنها وملحدين فيها؟!
    سلمنا
    الله وإياكم من الزيغ والزلل.
    وإذا كان بعض المنتسبين إلى أهل السُّنة والجماعة لا يتورَّع عن تمجيد الساخرين بالسُّنة وتعظيمهم، فإنَّ من المنتسبين كذلك
    مَن وقع في شيء من السخرية والاستهزاء بالسُّنة
    وذلك فيما يُسمى بـ«ا
    لسُنن الجبلية» كإطالة الشعر، فإذا رأى شابًا يحرص على ذلك ويُطبِّقه لمزه وغمزه وتهكَّم به
    ولا يدري المسكين أنه يسخر من شيءٍ فعله النبي صلوات
    ربي وسلامه عليه !
    وإذا كان هذا البائس لا يرى مشروعية الاقتداء بالسُنن الجبلية – كما هو رأي بعض أئمَّة العلم – فليعلم أنَّ هذا لا يبيح له الاستهزاء بمن يرى ذلك ويفعله
    وإن كان قصده التوجيه والإرشاد فباب النقاش العلمي مفتوح.
    وأخطر من هؤلاء من يسخر بالأفعال التعبُّدية التي جاء الأمر فيها صريحًا كتقصير الثياب إلى نصف الساق، وكالصلاة إلى السترة، وغير ذلك.
    وإني لأعجب من هؤلاء الذين تضيق صدورهم عندما يرَون من يجتهد في تطبيق السُّنة، حتى وإن كانت جبلية، فإنّ من يعمل بها لَم يرتكب مُحرَّمًا ولا مكروهً
    فهو على أقلِّ الأحوال لم يخرج عن المباح ، فلماذا تضيق صدورهم عند رؤية هؤلاء ما لا تضيق عند رؤية أهل البدع والمعاصي؟ !
    أيريدون أن يكونوا كالذين يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان؟!
    فالله المستعان.

    أيها الأخوة:
    إنَّ الاستهزاء بالسُّنة والسخرية بها نذير شرّ، وأيّ شر.
    قال عبد
    الله بن الديلمي: بلغني أنَّ أول ذهاب الدين ترك السُّنة.
    يذهب الدين سُنةً سنة، كما يذهب الحبل قوَّةً قوة .

    فعودة أيها الناس إلى الكتاب والسُّنة على فهم سلف الأمة.

    فَكُلُّ خيْرٍ فِي اتِّبَاعِ مَنْ سَلَف ****
    وَكُلُّ شَرٍّ فِي ابْتِدَاعِ مَن مُخْلِفِ

    قال أبو حفص عمرو بن سلمة النيسابوري الحداد:
    من لم يزن أفعاله وأحواله في كلِّ وقتٍ بالكتاب والسُّنة، ولم يتهم خواطره، فلا تعدّه في ديوان الرجال.
    وقال محمد بن عبد الوهاب في رسالته «
    نواقض الإسلام»:
    ومن أبغض شيئًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به كفر، ومن استهزأ بشيءٍ من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثواب الله أو عقابه كفر.
    والدليل قوله تعالى: (
    قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ).
    ويقول سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب:
    أجمع العلماء على كفر من فعل شيئًا من ذلك، فمن استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله أو بدينه كفر ولو هازلاً لم يقصد حقيقة الاستهزاء – إجماعًا.

    ^ ^ ^

    أيها المسلمون:
    إنَّ الأمر خطير جدّ خطير.
    فإنكم لو قارنتم بين ما قاله ذلك الرجل في غزوة تبوك والذي بسببه نزلت هذه الآية وبين ما يقول بعض المنتسبين للدعوة اليوم – لوجدتم أنَّ قول هؤلاء أعظم وأشد من قول أولئك،
    فالله المستعان.
    قال ابن بطة:
    فالله اللهإخواني، احذروا مجالسة من قدر أصابته الفتنة فزاغ قلبه، وعشيت بصيرته
    واستحكمت للباطل نصرته؛ فهو يخبط في عشواء، ويعشو في ظلمة. أن يصيبكم ما أصابهم.

    فافزعوا إلى مولاكم الكريم فيما أمركم به من دعوته، وحضَّكم عليه من مسألته فقولوا:
    (
    رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )


    أســأل الله ان يكون في هذا الموضوع لفت نظرك وغيرك إلى خطورة هذا الأمر الذي كثر الإبتلاء به
    والذي كثر التساهل فيه ، والذي قد يقع من الإنسان ولو بدون قصد .
    راجياً من
    الله حسن المقصد وتنبيه الأمة إلى خطورة ما يهدم دينها ويفسد عقيدتها . وجدير بنا أن نأخذ ديننا بجدية تامة ، وأن نبتعد عن السفاسف والهزء والسخرية ، وأن نربي أنفسنا وأجيالنا على الجدية وعلو الهمة ، فإن ذلك من معالي الأمور ، وصدق القائل :

    وإذَا كَانت النّفُوسُ كِبَاراً **** تعبتْ في مُرَادِهَا الأجسامُ

    فما وجدت – حفظك الله – من خلل أو زلل فقدمها لأخيك كانت هذه السطور هدية ونصحاً
    ولك منه الانصياع للحق والدعاء بظاهر الغيب ، وما وجدت من صواب وخير فادعوا لكاتبه وناشره
    ونبه إخوانك وذويك إلى خطورة الإستهزاء وحفظ الألسنة والأعين عن هذا العيب المشين والله يتولانا جميعاً بحفظه ومنّه وكرمه ...


  4. #4

    الصورة الرمزية M.Bahaa

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    1,795
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [ تعظيم السنة وموقف السلف ممن عارضها أو استهزء بشئ منها ]

    وعليكم السلام ..~

    اهلا بكــ ليــث يا حبـيـب الـقلـب ^_^

    موضوع رااائع ومهم فعلا ..~

    بارككــ الله .. والله موضوع رااائع ..

    وفقق الله يا ليث ^_^
    التعديل الأخير تم بواسطة M.Bahaa ; 14-10-2011 الساعة 12:46 AM

  5. #5

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [ تعظيم السنة وموقف السلف ممن عارضها أو استهزء بشئ منها ]

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    موضوع مهم جدا بارك الله فيك
    وجعله الله في ميزان حسناتك
    ساعود لقرائته على مهل بإذن الله
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  6. #6

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [ تعظيم السنة وموقف السلف ممن عارضها أو استهزء بشئ منها ]

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    أحسن الله إليك ونفع بك ، وجزاك كل خير


    وكن لسنـة خير الخلــق متبعــا ... فانهــــا لنجــاة العبــــد عنــوان
    فهو الذي شملت للخلق أنعمه ... وعمهم منه في الدارين احسان

    ومدأتى أبصـرت عمـى القلوب به ... سبل الهدى ووعت للحق آذان

    كل الخير في الإتباع ،، والشر كل الشر في الإبتداع


  7. #7

    الصورة الرمزية أبو رويم

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    4,560
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [ تعظيم السنة وموقف السلف ممن عارضها أو استهزء بشئ منها ]

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    موضوع مهم جدا أخى الليث
    جزاك الله خيرا عليه وبارك فيك
    وجعله فى ميزان حسناتك ووفقك لكل خير

  8. #8
    مسلم ناصح
    [ ضيف ]

    افتراضي رد: [ تعظيم السنة وموقف السلف ممن عارضها أو استهزء بشئ منها ]

    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
    جزاك الله خيراً أخي الحبيب سامر على الموضوع المهم ...
    نسأل الله أن ينفع به أكثر عدد من الناس .
    وفّقكم الله لما يحب و يرضى

  9. #9

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: [ تعظيم السنة وموقف السلف ممن عارضها أو استهزء بشئ منها ]

    معتزة بديني

    وفيكِ بارك الله وجزاكم الله خيراً على المرور

    عـمـر

    بارك الله فيك ونفع بك الاسلام والمسلمين
    وجزاك الله الخير


    أبو رويم

    حياك الله اخي الحبيب اشتقنا لك يا رجل !!
    بارك الله فيك وحفظك من كل شر
    جزاك المولى الخير وسدد على الحق خطاك

    مسلم ناصح

    حياك الله وبارك الله فيك اخي الحبيب !!
    وفقك المولى لكل خير

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    حفظكم المولى جميعاً


  10. #10

    الصورة الرمزية M.Bahaa

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    1,795
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [ تعظيم السنة وموقف السلف ممن عارضها أو استهزء بشئ منها ]

    تمـــ فكــ الحجــز .. ^___^

    اسـف جـدا علـى التـأخـير ..~

  11. #11

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: [ تعظيم السنة وموقف السلف ممن عارضها أو استهزء بشئ منها ]

    حياك الله أخي الكريم ،،
    بارك الله فيك على المرور ،،
    حفظك المولى ،،

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...