~ لأجلك غزة ♥ " أقصوصتان "

[ منتدى قلم الأعضاء ]


مشاهدة نتائج الإستطلاع: تحتدم الأقلام فإلى أي منهما يذهب صوتك

المصوتون
7. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع
  • الأقصوصة (1)

    4 57.14%
  • الأقصوصة (2)

    3 42.86%
النتائج 1 إلى 20 من 36

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية غاسا آليرو

    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المـشـــاركــات
    481
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي ~ لأجلك غزة ♥ " أقصوصتان "







    أحباب غزة ..

    كيف حال قلوبـ ♥ ـبكم ؟!

    أتنبض بالفرح ؟!

    أم أنها مثقلة بأوجاع لا تُحكى كـ قلبي ؟

    أتمنى لكم الخيار الأول !!





    الأقصوصة (1) :



    تنظِمُ ظفائرَ دميتِها بتوتر

    تنقضُها وتعيدُ ظَفرها

    رعشةُ يديها أبتْ أن تسمحَ لها بالاستمرار

    تلتفتُ إليه

    يذرعُ المكانَ جيأةً وذهابًا بصمت

    تتوسلُ عيناها الدمعَ فلا تقويانِ على ذرفه

    تبدِّدُ صمتَهما قرقعةُ الانفجاراتِ هنيهةً بعدَ أخرى ..

    ***

    يشقشقُ عصفورٌ بجذلٍ أحمقَ فوق أيكٍ قريب

    ويتنشقُ الصبحُ أول أنفاسهِ فيسعلُ مختنقًا من دخانِ الركام

    يرفعُ برعمٌ ناضرٌ نظرهُ للسماء

    فتبكي غاصّةً

    ويبلل ماء عينيها خدّهُ الأغر

    ***

    خرجَ من دارهِ فلحقتهُ تحثُّ قدميها للحاق بظله

    أحسَّ بخطاها فالتفت

    واغتصبَ ابتسامةً صفراءَ ماتت قبل ظهورهاهمست بحشرجة مبلولة:

    - إلى أين؟

    - تعرفين! إياكِ والخروج!

    - وتملكُ وحدكَ حقَّ الدفاعِ عنَّا؟يطوي ركبتيهِ المتخشبتينِ ليقفَ حذوها:

    - بل ستقومينَ أنت أيضًا بالدفاعِ عن هذهِ الدار !يشعُّ ما بقيَ من اللمعانِ في عينيها، وتواري سعادتها بجُملة أمِّها :

    - عد سالمًا، أو مُت شهيدًا!

    ***

    تفزعُ حمامةٌ كانت تنقرُ عتبةَ الدار

    حتى يتلاشى تصفيقُ جناحيها في الفضاء

    ***

    يهمسُ لهُ زميلهُ بصوتٍ ملغمٍ بالخيبة :

    - خانونا! لا أحد يدعمنا! يقولون أننا إرهابيون!

    يلتفتُ في نفاد صبر:

    - ومنذُ متى وهم ينصروننا ؟

    - لم يدعمونا بالسلاح أو المال! أغلقوا المنافذ!

    - قد أحرق (طارق بن زياد) سفنهُ من قبل، وهتف بجنوده:

    "البحرُ خلفكم والعدوُ أمامكم!"

    لم يحزر الآخر ردًّا فسكت ..

    ***

    صاروخٌ آخر

    اختارَ شجرةَ زيتونٍ عجوز

    تنتصبُ في أحدِ الأفنية

    فارتجفَ العصفور

    ثم رمى نفسهُ إلى السماءِ وقلبهُ يكادُ يقف ..

    ***

    عادَ في المساء

    يستدلُّ على بيته بمصباحٍ يعتمُ أكثرَ مما يضيء

    توقف وانهارت قدماه ..

    ***

    سكون برد وظلام

    كأن الحياةَ قد ابتلعها هذا الثقب الأسود

    والذي كان يدعى في صباح اليوم: (دارهُ)

    ***

    بخفوتٍ وخشوع

    بكى بكى

    دونما دموع

    انتحَب

    مرَّغَ وجههُ بالعتبةِ الفاحمة

    علا نشيجُه

    حتى غطَّى على صوتٍ أتاهُ مِن خلفهخطواتٌ ناعمةٌ ذاهلة .. :

    - أخي !






    الأقصوصة (2) :







    يوما كنا نقف في الفناء أمام منزلنا الطيني .


    عقارب الساعة تشير إلى منتصف ليل كان مفترضا أن يكسو سماءنا سوادا .


    غيره أنه لم يكن كذلك فقد كانت السماء منيرة كما وقت الظهيرة !


    سألتها بحيره:

    - لم لا يزور الليل سماء مدينتنا أبدا ؟!

    تكاد ملامح نهارنا تصاب بشيخوخة مبكرة ؟

    ألا يغيب نوره ابدا ؟

    ألا يسكن ضجيجه ؟




    أجابتني وهي تنحني وتحتضن وجهي بكفيها :

    - وقعت الشمس في عشق سمائنا قدرا و أبى الليل أن ينزل على حبهما مقصلة ولو بشكل مؤقت


    هذا الصجيج الذي تسمعه ، هو صوت ضحكاتها



    هي سعيدة جدا ، بدلا من أن تتذمر يجب أن تشعر بالتبجيل لتضحية الليل ، ستقدر لك الشمس ذلك


    كان صوتها هامسا و ظننتها تخشى أن تفسد عليهم مساءهم الخاص


    فتمتمت بحب و أنا أسبح بناظري في الافق:

    - كم هو لطيييف ليلنا هذا، لقد أحببته .. لكني لا أحب الشمس هي تجعلني لا أنام ابدا
    من ضجيجها ...

    اختلست كلماتي وتمتمت :

    - لكني سأصمت تقديرا لليل فقط


    لم أنم في ليلتي تلك ، كنت أراقب الشمس تتراقص من مكان لآخر فرحا وولها تحتفل مع السماء وضحكاتها تملئ بيوتنا المتهالكة بلا استثناء


    و فؤادي الذي لم يتجاوز عمره الرابع قد امتللأ تبجيلا للطف "الليل " واحترامه لحب "الشمس " و السماء رغم أني لم أحب الشمس أبدا



    وتساءلت :

    - لم وقعت الشمس في حب هذا الجزء من السماء فقط؟


    و مرت عجلة الدهر و ابتعلت الأيام عشر سنوات من عمري وبقي سؤالي معلقا لا يتجاوز طرف شفتيّ .. ليس خشية ولكن رغبة مني في معرفة الجواب بنفسي


    وقفت في ذات المكان الذي وقفت فيه يومي ذاك


    كل شيء كان يبدو تماما كما كان


    أنا في ذات المكان الذي وقفت فيه مع أختي قبل عشر سنين


    و الشمس مازالت تتراقص في السماء بضحكاتها التي كنا نمتلئ بها نحن


    لأنه ماعادت هناك بيوت تمتلئ بها ضحكاتها


    سوى بعض من حطام تراكم بعضه على بعض


    لم يعد فؤادي يبجل "ليله المقدس " كما كان



    لأن مخيلتي الآن تعرف واقع مايدور من حولها تماما


    تدرك تماما سر استتار الليل عن سمائنا كل مساء


    و سر اختبائه خلف رقصات شمسنا التي لا تأفل أبدا


    تدرك مخيلتي تماما معنى ضحكات شمسنا التي لا تنقطع وضجيجها الذي لا يهدأ


    التفت الى جانبي أسألها كمرتي الأولى:


    - لماذا لا يزور الليل سماء مدينتنا أبدا؟

    تكاد ملامح نهارنا تموت ؟

    ألا يسكن صجيجه؟



    لم يكن هناك جواب


    لأن اختي لم تكن هناك بالطبع لتجيبني فالقصف الأخير على منزلنا و الذي يدوي الآن بالقرب مني وهبها عمرا جديدا في عالم أبدي


    عاد دوي القصف بشكل أقرب مما أتصوره


    بشكل قريب جدا و أقرب الي من أنفاسي


    فوق رأسي تماما


    ليجيبني هذه المرة بدون مواراة بعد أن دفعتني إلى جزء من حائط رمادي كان بعضا من منزلنا ذات يوم:



    القصف هاهنا لا يقف أبدا لذلك لايزور الليل مساء غزة


    ولا نذوق نوما إلا على فرشات النعيم هناك خلف طبقات السماء


    في عالم يسمونه الفردوس حيث لا قصف هناك أبدا


    سكتت ضحكات القصف فجأة ، وبدا كل شيء من حولي متوشحا بالسواد غارقا في دوامة لاتقف!


    و غابت حتى ذرات الهواء .. أغمضت عينيّ وتنهدت بارتياح وأنا مازلت واقفا و مستندا على حائطي :



    - يبدو أني أدركت سر اختيار الشمس لهذا الجزء بالتحديد نحن هنا في غزة لانركع
    لانخضع وترتقي أرواحنا ونحن وقوف !

    و انفرجت شفتاي عن بسمة ارتياح و غاب العالم من حولي




    انتهى




    يتبع المفاجآه ^^

    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 15-7-2014 الساعة 08:03 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...