ثمانية متهمين وقفوا بصمت وإذعان أمام هيبة ووقار المحكمة. لا أحد يدري إن كان مثولهم في هذا المكان شجاعة أم طيشًا. لا أحد يعلم إن كان هدف كل منهم هو الشهرة التي سيحصل عليها بعد إثبات براءته أمام الملأ، أم جائزة خفية سيتلقاها من جهة ثالثة، أم ثقة عالية بالنفس تدفعه إلى وضع رقبته تحت رحمة سيف الجلاد ساخرًا ومستهينًا بهذا الخطر، أم مجرد رغبة بالخلاص والهرب بعيدًا إلى عالم لا يضرب فيه زيدٌ عَمرًا كلما لقيه لأجل خاطر كُتب النحو...

كانت المقدمة لتطول أكثر من ذلك، لكنّ طرقة نافدة الصبر من مطرقة القاضي أعادت كاتب المحكمة إلى رشده وذكرته بمهمته الأساسية.

وانطلقت أوتار الكاتب الصوتية تشدو وتتلو قوانين المحكمة على أسماع المتهمين:

1- يجب على كل متهم أن يقدم دفاعه في غضون 72 ساعة (3 أيام) تبدأ من اللحظة.

2- يجب أن لا يقل كل دفاع عن سطر واحد ولا يزيد عن خمسة أسطر.

3- يُرسل المتهم دفاعه في رسالة خاصة إلى عضوية Hercule Poirot، قبل انتهاء المهلة المحددة.

4- يُمنع على المتهم أن يخبر الآخرين (عدا القاضي وموظفي المحكمة) عن فحوى دفاعه، حتى ينتهي التصويت في الجولة.

5- يمكن للمتهم أن يستخدم في دفاعه ما يشاء من أساليب إقناع أو ترجي أو استجداء أو تحايل أو جدال، إلخ.




والآن، التهمة الموجهة لكم هي:

"في السابع عشر من الشهر الجاري، انهار السيد م. ع. أرضًا أثناء سيره في الشارع العام، وتوفي في غضون دقائق قبل وصول عربة الإسعاف. أكّد تقرير الطبيب الشرعي أن سبب الوفاة هو التسمم، وقد عُثر على آثار السم في معدة القتيل وفي قارورة مياه غازية ألقاها الضحية في سلة مهملات قريبة قبل دقيقة من سقوطه أرضًا، حسب أقوال بعض الشهود. عُثر على بصمات المتهمين على تلك القارورة، إضافة إلى بصمات القتيل".


والآن، حان دور المتهمين لصياغة حججهم وإقناع القاضي والمحلفين ببراءتهم من هذه الجريمة.