وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولًا سامحكِ الله يا فتاة ، كنت قد أنهيت المذاكرة رغم الصداع الذي يفتك برأسي ، لذا فكرت في الخروج عن جوها وإرسال ردٍ لسيناري وصادفت موضوعك

لا تسألي لمَ ، بمجرد ما قرأت العنوان طرأ هذا البيت برأسي فزادت حدة الصداع الذي لدي :

" وميتًا لدى الأنعام والحجرات خذ ::: وما لم يمت للكل جاء مثقلا "

[ الشاطبية - فرش آل عمران ]

وعقابًا لك تفضلي هذا الكلام كنوع من المشاركة الوجدانية كما يقولون .

تخضع اللغة العربية للقرآن كما هو معلوم وليس العكس ، ولو تأملنا في كلمة ( ميت ) ، حيثما وردت في السور ، نلتمس لطائف بلاغية إليكم بعضها :

- قرأ شعبة ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، بتخفيف الياء - بمعنى إسكانها - في لفظ :

( ميّت ) المنكر ، بموضعيه " سقناه لبلد مين " ~> الأعراف
" فسقناه إلى بلد ميت " ~> فاطر

وفي لفظ ( الميت ) المصاحبة للام التعريف حيث وقع في القرآن :

" يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي "

" بمعنى أنه يخرج الشيء الحي من الشيء الذي قد مات ، دون الشيء الذي لم يمت ، ويخرج الشيء الميت ، دون الشيء الذي لم يمت ، من الشيء الحي "

وقرأ الباقون :

نافع ، حفص ، حمزة ، الكسائي ، بتشدير الياء وكسرها
" بمعنى أنه يخرج الشيء الحي من الشيء الذي قد مات ، ومما لم يمت "


وفي موضع آخر قرأ السبعة عدا نافع ( الميتة ) في سورة يس بالتخفيف وهو بالتشديد ، ونفس الأمر مع كلمة ( ميتًا ) بالأنعام والحجرات


أما ما لم تتحقق فيه صفة الموت فقد قرأه القراء بلا استثناء بالتشديد وهذه هي مواضعها

( وما هو بميت ) ، ( إنك ميت وإنهم ميتون ) ، ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون ) ، ( أفما نحن بميتين )

وأجمعوا على تخفيف ما تتحقق فيه صفة الموت ومواضعها كالآتي :
، ( إنما حرم عليكم الميتة ) ، ( إلا أن يكون ميتة ) ، ( لنحيي به بلدةً ميتا ) ، ( فأنشرنا به بلدة ميتا ) ، ( وأحيينا به بلدةً ميتا )

~*~

أراهن أني نقلت صداعي إليكِ

كوني بخير

عودة للغياب ~