ربما من الغريب أن أضيف حلقة جديدة بعد كل هذه السنين...
بل للدقة ملحق للحلقة الأخيرة...
هل ما نزال نذكر هذا المقطع؟
[QUOTE=أ. عمر;3563667]
أخذت المعلمة تتكلم باللغة الفرنسية وبانفعال، ولولا أن تطوعت إحدى الزميلات بالترجمة لما فهمتُ أن المعلمة تريد مني مساعدة رفيقيَّ، ولظننتُها توجِّه إليَّ اللوم لسبب ما!
ولكن، كيف أساعدهما وبماذا؟ أنا أعرف بوجود ال verbe وال sujet كمصطلحين دالين على الفعل والفاعل، لكن لا أعرف أي منهما الفعل وأي منهما الفاعل، بل كنت أعرف بوجود مصطلح ال c.o.d كمرادف للمفعول به، وإن كنت لا أعلم مغزى اختصار هذه الأحرف، بل كنت أعرف _ لا تحسدوني_ بوجود ال c.o.ind والله أعلم ماذا يكون!
توجهتُ إلى اللوح طالبًا من رفيقي الذي يصرِّف فعل etre أن ينتبه إلى (الشرح) جيدًا، فأولى أخطائه أمامنا je etre وال e من أحرف ال voyelle ولا يلتقي حرفا voyelle خلف بعضهما، وبالتالي نحذف الحرف الأول ونضع بدلًا منه الأبوستروف، ليصبح الفعل: j etre (لا أعلم تقنية كتابة الأبوستروف لأضعها هنا)!
وأخبرتُ رفيقي وعلمته أن كل كلمة بعد ال tu مهما كانت، يجب أن نضع لها حرف ال s في آخرها، وبالتالي نكتب: tu etres وأخبرتُه بأن تصريفه: il etre صحيح، بينما الكلمة بعد ال elle تحتاج e ويعادلها تاء التأنيث في اللغة العربية: elle etree.
كنتُ أشعر بالسعادة لما أفعله، خاصة أن المعلمة كانت تتمتم بين لحظة وأخرى: (برافو عمر، برافو)، ثم طلبت إليَّ تصريف verbe avoir au passe composse لرفيقي الثاني، ولم أتردد لحظة في (الشرح) لرفيقي، كتبتُ له: j avoir (كون ال e وال a من أحرف الفويال ولا يجوز اجتماعهما، وإذًا نحذف الحرف الأول)!
ولكن المعلمة تريد التصريف au passe composse وهذا ما لم أسمع به في حياتي كلها، لكن لكل مشكلة حل، وبالتالي التصريف الكامل:
j avoir au passe composse
tu avoirs au passe composse (لاحظوا ال s بعد ال tu)
il avoir au passe compose
elle avoire au passe compose (لاحظوا ال e بديلة تاء التأنيث بعد ال elle)
وتابعتُ التصريف هكذا، وما إن انتبهت المعلمة حتى أخذت تصرخ وتولول ثم طردتني من الصف! يبدو أنها لم تحتمل (إبداعاتي) وقالت لنفسها (يا أنا يا هو في الصف)!
كذلك هذا المقطع:
الغريب جدًا هنا أن أستاذتي هذه، باتت زميلتي في التعليم!
بل الصحيح أنني صرت زميلها في التعليم، في مركز عمل مشترك،
ما يزال من الصعب أن أتخيل أني أزامل أستاذتي بعد 29 سنة مضت منذ كنت تلميذها في مقعد الدراسة في صفها!!
لكن من الغريب أنها عرفتني مباشرة، لم تخطئ بي كما كان يحصل أيام كنت تلميذها!
عرفتني متذكرة حتى أني كنت ضئيل الحجم كثيرًا حينما كنت تلميذها، حتى أنني كنت أضع النظارات آنذاك...
من قبل التقيت في مركز عمل لي بأستاذ كان يدرسنا، لكن بعد 18 سنة فقط من ذلك، كما التقيت بأستاذ آخر، كان يعلم شعبًا أخرى، كذلك بعد 18 سنة فقط...
أما أن ألتقي بأستاذتي، بعد 29 سنة كاملة! أما أن تعرفني بعد أن فقدت الكثير من العلامات حين كنت تلميذها لأنها لم تعرفني!
فهذا من عجائب الدنيا النادرة جدًا...
نأمل أنها الحلقة الأخيرة بحق، ألا نلتقي بأساتذة لغة فرنسية آخرين كزملاء لنا...
كل التقدير مني لأستاذتي هذه، بكل طيبة قلبها، بكل أخلاقها العالية...
دمتم في أمان الله...
السلام عليكم...
المفضلات