وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بك بوح! طرح جميل منك كالعادة ما شاء الله *^*
فالموضوع رائع وفكرته المعرفية اللونية التفاعلية راقت لي للغاية.
شكرا جزيلا لكِ!

المشاركات اللي قبلي مثيرة للاهتمام حقّاً وشخصيا استفدت منها.
~> أصحابها مشكوين
وبحٌكم شغفي بالفيزياء وعلم الكون ستكون مشاركتي ذات طابع فلكي :3

الأزرق




عندما نسمع عبارة "الكوكب الأزرق"، فإنّ أوّل ما يتبادر إلى أذهاننا هو كوكبنا الأرض،
بينما في الواقع يوجد كوكب آخر في نظامنا الشمسي أكثر زرقة من الأرض بكثير من المفترض
أنه هو من يستحق لقب الكوكب الأزرق!.. ألا وهو كوكب نبتون.

نبتون هو آخر كوكب في المجموعة الشمسيّة (الكوكب الثامن)، وهو عالَم غازيّ عملاق ومتجمّد،
أكبر بكثير الأرض، تمّت تسميتُه بـ "نبتون" نسبة إلى إله البحار عند الرومان.
~> في الحقيقة جميع الأسماء الإنجليزية للكواكب هي أسماء لآلهة رومانية وثنية
طبعا اللون الأزرق الطاغي على الكوكب ليس بسبب المياه، بل بسبب غاز الميثان الموجود
بكثرة في غلافه الجوّي البارد (أعتقد بأن غاز المثيان هو نفسه الغاز الذي يستخدم في المنازل
للطبخ والتدفئة وغيرها).

كوكب نبتون مميّز جدّاً بسبب طريقة اكتشافه، وذلك على وجهين:
الأوّل: نبتون وأورانوس هما الكوكبان الوحيدان اللذان تمّ اكتشافهما في القرن الـ 19 الميلاديّ
ولم يُكتشفا من قِبَل الحضارات القديمة الغابرة كبقية الكواكب الأخرى!
~> لهذا السبب لاتوجد أسماء عربية لهذين الكوكبين
سبب ذلك يكمن في كونهما بعيدان جدا عن الأرض بحيث يستحيل رؤيتهما بالعين المجرّدة،
يمكن رؤيتهما باستعمال التلسكوبات فقط التي لم تكن متوفرة في العصور السابقة.

الثّاني: نبتون هو الكوكب الوحيد الذي تمّ اكتشافه بواسطة المعادلات والرياضيات
بدلا من الرصد المباشر! فقد تمّ اكتشاف ورصد كوكب أورانوس أوّلا (الكواكب السابع)،
وقد لاحظ الفلكيون أنّ المدار الحقيقي المرصود لهذا الكوكب لا يتطابق تماما مع المدار المحسوب
رياضيا باستعمال نظرية الجاذبية لنيوتن، ممّا جعلهم يفترضون وجود كوكب آخر أبعد من أورانوس
يؤثّر عليه بجاذبيته باستمرار ويقوم بحرفه عن مساره المحسوب، وهذا الكوكب هو نبتون.
~> تماماً كفراشة تدور في حلقات مقفلة وتتعرّض لهباّت من النسيم فتنحرف قليلا وباستمرار
عن مسارها الدائريّ (الفراشة = أورانوس، هبات النسيم = جاذبية نبتون)

وبناء على هذا الافتراض تمّ عمل حسابات مكثفة لحساب خواص الكوكب الافتراضيّ الجديد
مثل كتلته وبعده عن الشمس وموقعه الحاليّ في القبّة السماوية، وبعد سنوات قليلة فقط
تمّ رصد نبتون في نفس الموقع تقريبا الذي تمّ التنبّؤ به، كما أنّ خواصه التي تمّ قياسها
مباشرة كانت متطابقة تقريبا مع تلك التي تمّ حسابها من قبل!

وقد أحدث هذا الكشف حماسا هائلا، وأظهر بشكل دراميّ وجليّ القدرة التنبّؤية
الخارقة للعلم الحديث، إذ أمكن بنظرية علمية مجرّدة التنبّؤ بوجود كوكب
لم يسبق لأحد قطّ أن فكّر في وجوده من قبل.
وقد تبيّن بأن الجمع بين الفيزياء والرياضيات هو أداة فكرية عظيمة وجبّارة في الأيدي الخبيرة.
طبعا كان هذا الاكتشاف واحداً من أعظم انتصارات نظرية الجاذبية النيوتنية.

وفي ما يلي شرحي البسيط لكيفيّة اكتشاف نبتون نظريّاً:


-

البنفسجيّ