4_ النمط البرهاني: ربما لم يُطرَح السؤال، بعد، عن هذا النمط، ولكن لا ينبغي إهماله، تحسبًا من طرحه فجأة، إذ إنه من الأنماط النصية المطلوبة لصف الأساسي التاسع، كما أنه من ركائز الأنماط وأساسياتها في الصفوف اللاحقة في المرحلة الثانوية.
النمط البرهاني نستطيع أن ندرك معناه ونحدده من خلال اسمه، فالبرهان هو حجة وشاهد، يأتي بهما الكاتب ليثبت لنا رأيه الخاص، محاولًا إقناعنا معه بهذا الرأي، بل وربما يعرض الكاتب الرأي المخالف لرأيه ويأتي بالحجج والشواهد ليثبت خطأه وضعفه، زيادة في إقناعنا.
ومؤشرات النمط البرهاني هي كالآتي
[1]:
أ_ وجود رأي الكاتب في النص
[2].
ب_ إثبات الكاتب رأيه باستخدام أدوات التوكيد
[3].
ت_ عرض الرأي المخالِف وإثبات خطئه
[4].
ث_ غلبة ضمير المتكلم.
ج_ الأفعال المضارعة.
ح_ الأسلوب الخبري المؤكد.
خ_ التنوع في أدوات الربط.
د_ الشواهد الواقعية.

وقد يُطرَح سؤال في النمط البرهاني، حول سبب استخدام الكاتب ضمير المتكلم في حالة الجمع؟ والإجابة أن الكاتب استخدم ضمير المتكلم في حالة الجمع، للدلالة على أهمية رأيه، عبر الإيحاء بأن الجميع يوافقونه إياه.
وأودُّ التنبيه هنا إلى وجوب مراعاة مؤشرات النمط البرهاني
كافة، أو ما أمكننا منها، وبالأخص عرض الرأي المخالِف لرأينا الذي نسعى إلى إثباته، وذلك إذا ما طُلِبَ منا كتابة تعبير كتابي حول أي أمر كان باستخدام النمط البرهاني.
ثم إننا نلحظ في مؤشرات النمط البرهاني، الأسلوب الخبري المؤكد، ولكن قد يأتي الإنشاء ضمن مؤشرات البرهان، في حال أتى به الكاتب تدعيمًا لرأيه، أو إسهامًا في تبيان خطأ وضعف الرأي المعارِض، كأن يطرح السؤال: (ألم ندرك، بعد، ما يحمله التدخين لنا من الأضرار)؟ (أما زال هناك من يعتقد أن التدخين مفيد فعلًا)؟ وهنا لا يكون الاستفهام بغية طلب معرفة الإجابة حتمًا، بل هو للتوكيد أو الاستنكار، ليكون، بالتالي، ضمن مؤشرات النمط البرهاني.

[HR][/HR][1] هذا النمط لا يُطلَب من تلميذ الأساسي السابع، أما تلميذ الثامن فالأفضل تعويده شكلَه وطريقتَه ليكون على معرفةٍ ولو بسيطةٍ به، وليس مطلوبًا من تلميذ الأساسي التاسع الإحاطة بكل هذه المؤشرات، بل يكفي أن يتمرَّن على ثلاثة أو أربعة منها على الأكثر.
[2] ونذكره باختصار، كفكرة رئيسة، من دون توسيع واستطراد.
[3] ويمكن أن نقول: (الأسلوب الخبري المؤكد).
[4] قلنا (ربما) يفعل الكاتب ذلك، أما إن اكتفى بعرض رأيه وتوكيده، ولم يعرض الرأي المخالف ليثبت لنا خطأه، فإننا لا نجد هذا المؤشر.