مقارنة بين الأرض وثلاث كواكب تقع خارج النظام الشمسيّ، أي أنها تدور حول نجوم أخرى. صور الكواكب الثلاثة غير حقيقية،
تمّ اكتشافها منذ بضع سنوات بالتلسكوبات المحمولة على الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكيّة ناسا.



إذا كنتَ تعتقدُ بأنّ نظامنا الشمسي هو النظام الوحيد الموجود في الكون، يجدر بك أن تعيد النظر في هذا الاعتقاد!
مبدئيّاً، كلّ نجمة تراها في سماء الليل هي عبارة عن نظام شمسيّ! بمعنى آخر، كلّ نجم يمتلك مجموعة من الكواكب والمذنبات
تدور حوله في أفلاك شبه دائرية، بنفس الطريقة بالضبط التي تدور بها الأرض والمريخ والمشتري وبقية الكواكب حول الشمس.

أوّل من خرج بهذه النظرة الثورية والشموليّة للكون هو "جوردانو برونو": راهب وفيلسوف إيطالي عاش خلال القرن الـ 16 الميلاديّ.
اعتنق برونو النظرية الهيليومركزية لِكوبرنيكوس، القائلة بأنّ الأرض ليست مركز الكون وأنها كوكب يدور حول الشمس.
ذهب برونو إلى أبعد من ذلك عندما افترض بأن نظامنا الشمسي هو واحد من عدد لانهائيّ من النظم الشمسية المنتشرة
في الكون. كما افترض بأنّ بعض الكواكب التي تدور حول النجوم الأخرى زاخرةٌ بالحياة ولا تختلف عن الأرض في شيء.

لعلّ أفضل وصف لهذه الفكرة هو كلمات برونو نفسه:

" يوجد عدد لا نهائيّ من الشموس وعدد لا نهائيّ من الأراضي التي تدور حول شموسها بنفس الطريقة التي تدور بها
الكواكب السبعة حول شمسنا. نحن قادرون على رؤية الشموس فقط لأنها كبيرة جدا ومضيئة، في حين أنّ الكواكب التي
تدور حولها تظلُّ غير مرئيّة لنا لأنها صغيرة جدّاً ومعتمة. الكثيرُ من هذه العوالم التي لا تعدّ ولا تُحصى صالحٌ للعيش مثل أرضنا تماماً."

ويقول أيضا:

"كوبرنيكوس كان محقّاً عندما افترض بأنّ عالمنا ليس مركز الكون. إنّ الأرض تدور حول الشمس مثل أيّ كوكب آخر.
ولكن كوبرنيكوس هو مجرّد البداية! أمّا أنا فسأطلعكم على الحقيقة الكاملة: إنّ النجوم هي شموس ملتهبة
مكوّنة من نفس المواد الخاصّة بشمسنا، ولكلّ منها كواكبها المائية الزاخرة بالنباتات والحيوانات
التي لا تقلّ شأناً عن تلك الموجودة في أرضنا."

لم يحتفظ برونو بنظرته الجامحة عن الكون لنفسه، بل عمل على نشرها والتبشير بها في جميع أنحناء إيطاليا،
وبما أنّ أفكاره هذه كانت ضد تعاليم الكتاب المقدس القائلة بمركزية الأرض وتميّزها عن بقيه الأجرام السماوية،
فإنّ محكمة التفتيش التابعة للفاتيكان ألقت عليه القبض بتهمة الكفر والهرطقة، وفي النهاية تمّ إعدامه حرقاً.

كان افتراض برونو غير علميّ، لأنه كان مبنيّاً على الحدس وقناعات دينية. ولكن اليوم، بعد أكثر من 4 قرون
من إعدام برونو، أثبت العلم بأنّه كان محقا بالفعل، فقد تمّ اكتشاف آلاف الكواكب التي تقع خارج
المجموعة الشمسيّة، أي أنها تنتمي إلى مجموعات شمسية أخرى. كما أنّ جائزة نوبل
في الفيزياء لعام 2019 مُنِحَت للفلكيّين الذين اكتشفوا أوّل كوكب تابع لنجم آخر غير الشمس
(كان هذا الاكتشاف في تسعينيات القرن الماضي). من جهة أخرى، لم يتمّ التأكد حتى الآن
من فرضية وجود حياة، فضلا عن كونها عاقلة، على هذه العوالم البعيدة.





الحلم الذي غيّر حياة برونو إلى الأبد وألهمه بنظرته الجامحة عن الكون. المقطع مقتبس من الحلقة الأولى
للوثائقيّ الشهير والرائع Cosmos، أنصح بمشاهدته بشدّة!