جزاك الله خيرا أخي إسلام على طرح مشكلة ألأخ.
أولا أقول للأخ الذي أراد أن ينتحر ، لماذا الإحباط، ولماذا اليأس ، فهذه الدنيا فانية، إلى زوال، وإنما الإنسان عليه بالعمل الصالح، وأود أن أقول لك حسب تجربتي، اطرد التشاؤم، وكن متفائلا دائما رغم الصعاب ، فلو رأيت حال بعض الإخوان هنا لحمدت الله تعالى، واترك العزلة، ففي العزلة ينفرد بك إبليس، وصاحب أهل الصلاح الذين يذكرونك بالآخرة، والموت، واهجر رفقة السوء، واحفظ القرآن، ومن أسباب السعادة كذلك ، الحفاظ على صلاة الجماعة في المسجد، واجعل همك هو طريق الله تعالى ، وسوف تشعر بالسعادة، ولو نمت على الحصير، ولو أكلت خبز وماء، ولو قلاك مجتمعك، ورفضك الناس ، فأنت مع الله ، ومع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومع الصحابة.
إقرأ سير العلماء والوعاظ والزهاد، كما أنصحك بقراءة كتب ابن القيم، وحضور مجالس العلم.
تصور أننا هنا في المغرب محرومون من مجالس العلم، إلا في بعض الأحيان في بعض المدن البعيدة.
تصور أخي أنني قد ممرت بتجربتك، وأنا الآن أبلغ 24 سنة ، حصلت على شهادة الإجازة، فبحثت عن وظيفة فأغلقت الأبواب في وجهي، لا لشيء إلا لأنني ملتزم، فجلست في البيت وأغلقت على نفسي ولم أعد ألتقي بأحد وأحسست بإحباط ، ولاحظت أنني بدأت أتهاون في أداء واجباتي، وأصبحت كئيبا، فقلت في نفسي لماذا هذا العناء والضنك، بسبب دنيا فانية ، فخرجت من بيتي ، و التقيت بأصدقائي وضحكت ولعبت ، وبعدت عن التشاؤم، حتى أنني هجرت كل شخص متشاؤم ، ولم تعد تهمني الإجازة، ولا يهمني أعملت بيدي أو تاجرت أو أي شيء، المهم هو الدين، وفي هذا يقول الشاعر: ولست أرى السعادة جمع مال---ولكن التقي هو السعيد
وكذلك يقول: خبز وماء وظل---ذاك النعيم الأجل

أنصحك كذلك أن تترك العزلة، وأن لا يهمك قول الآخرين عنك، المهم هو أن ترضي الله سبحانه وتعالى، وأنصحك كذلك بالسفر ، ففي السفر يتفرج الهم وتتعلم أشياء جميلة وتلتقي بناس آخرين، وتضحك وتلعب ، فكن مرحا واجعل الإبتسامة لا تفارق محياك، وساعد الآ خرين تكسب قلوبهم.
أنا الآن أبلغ 24 سنة ، وعاطل، وعازب، في بعض الأ حيان أبيع وأشتري، أحاول إتمام حفظ القرآن، ألعب الرياضة، المهم هو أن تشغل وقتك، بما يفيدك دنيا وآخرة، وأنا الآن أحاول إن شاء الله تعالى القدوم للمملكة العربية السعودية أنا وأخ لي في الله.
تذكر هاذم اللذات واجعله نصب عينيك.
خلاصة القول يا أخي، إن أردت أن تشعر بالسعادة عليك بتقوى الله، ومرافقة الصالحين ، وحاول صيام الإثنين والخميس، وحافظ على الأذكار، ومما يفرج الهم الإستغفار، ومساعدة الآخرين قدر المستطاع واحتسب الأجر عند الله، وبر بأبيك وأمك، وحسن من أخلاقك، وابتعد عن المنغصات، وعن الدش، وعن الموسيقى، وعن رفقة السوء، وعن العزلة.
هذه نصيحة من أخ يحبك في الله مشفق عليك يريد الخير لك دنيا وآخرة فاقبلها جزاك الله خيرا