[إبداع] ~~ نـــــور القدر ~~~ {الروايـــــة}

[ شظايا أدبية ]


النتائج 1 إلى 20 من 20

العرض المتطور

  1. #1

    الصورة الرمزية Lara_300

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,215
    الــــدولــــــــة
    -
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي [إبداع] ~~ نـــــور القدر ~~~ {الروايـــــة}

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ..

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    ~~مـ ــقـــ ـــــــد مـــ ـــة~~

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


    ها أنذا .. وضعت القلم .. وركنت الأوراق في تلك الزاوية .. توجهت لحاسوبي الحبيب .. نقرت أزرار كيبوردي المقرّب .. ظهرت صفحة منتداي الغالي .. ابتسمت ، صمتت ، فكّرت ، حاولت أن أبدع قدر الإمكان .. ترددت حين دخلت لهذا القسم ، لأن دخولي له هذه المرة ليس عادياً ..

    فسأضع هنا اول رواية تستطيعون أن تطلقوا عليها مسمى {رواية} كتبتها بقلمي ..
    أعترف أنني لم أكملها بعد .. لكنني أحببت أن أحاكي ولادتها هنا , في منتداي الغالي ..

    لقد أنهيت منها جزءاً , كبيراً بالنسبة للكلمات والصفحات..
    قليلاً من الأحداث..


    لكنني لن أبخل عليكم بأي جديد بها , وسأستمر بالكتابة , وأضع لكم كل جديدٍ منها بإذنه تعالى..
    لكن , بين الآن ولاحقاً ..


    إخوتي وأخواني الكرام .. نوع الرواية , لا يندرج تحت نوعٍ معين ,, فعند قراءتها ، قد تعتقدونها(اسلامية ) , أو ( بوليسية) ، أو (عاطفية) ..



    :وعندي ملاحظة::
    : أكره كلمة (رومانسية) , فهي تعطي معناً خاطئاً للمقصود .. فقصتي لها هدفٌ ظاهري ومغزى .. وبإذن الله تستمتعون بقراءتها حتى النهاية ..

    أما عن (آرائكم وانتقااتكم وتعليقاتكم ..) فأرجو من لديه أيٌ منها التوجه إلى موضوع ساحة النقاش ..


    من هذا الرابط ..




    وقد تم تحديد مدة مؤقتة لتنزيل الأجزاء ..


    فبإذن الله .. كل 5 أيام.. تجدون رداً جديداً على هذا الموضوع .. فيه التكملة ..

    ويداً بيد .. معكم أنهيها على خير .. وأتمنى للجميع قراءة موفقة وممتعة ..

    ~~~~~~~~~~~~~~~~
    لكم مني أعذب وأرق التحايا أحبائي ..
    ~~~~~~~~~~~~~~~~

    الرواية ابتداءاً من الرد التالي ..






    التعديل الأخير تم بواسطة Lara_300 ; 9-2-2007 الساعة 10:59 AM

  2. #2

    الصورة الرمزية Lara_300

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,215
    الــــدولــــــــة
    -
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~~ نـــــور القدر ~~~ {الروايـــــة}

    الجزء الأول
    >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
    دَخَلَتْ إلى قاعة المحاضرة , وانْتَظَرَت بصبر انتهاء الطبيب من الحديث .. لتعود لمنزلها بعد ارهاق يومٍ طويل , تنقّلت فيه بين عدة محاضرات , وبعد خروجها
    , استوقف الطبيب((طبيب الجامعة)) صديقتها حنان التي اشارت لها بتحية سريعة مودّعة , ذهبت حنان لترى ما يريد الطبيب منها , سألها :
    -آنسة حنان , أريد أن أستفسر عن صديقتك "حبيبة" ,,؟؟ لماذا تغيبت طوال هذه الفترة ؟؟ وبعدها تعود متعبة هكذا وهبط مستواها بشكلٍ كبير ؟؟



    ابتسمت حنان , ودائماً ما تبتسم عندما ينطق مواطني كاليفورنيا اسمائهم العربية بهذا الشكل "هنان" أو "هبيبة" .. طبعا حرف الحاء ينطقونه "هاء" ..
    وأطلت من عينيها نظرات تأسف , وقالت للطبيب :
    -انها حالة مؤقتة , أنا واثقة , فقد مرت بظروف صعبة قبل ايام .. لكنها مثابرة وقوية العزيمة وستتعدى الامر مع الوقت ..
    -أتمر بأزمة عائلية أو ما شابه ذلك ؟
    -بل الأزمة , هي انها فقدت عائلتها ,, أمها المطلقة تعيش في موطنها , ووالدها توفي قبل ايام , وتركها هنا , وأنت تعرف أننا في بلدٍ أجنبي , كلٌ منا تواجد هنا لظروفٍ مختلفة .. فهي وحيدة الآن ..
    -نعم ... أقدر هذا ,, شكراً لك يا آنسة حنان على وقتك , كان الله في عونها , لكنها فتاة مجتهدة ,. أشعر بالأسى عند تراجع أي طالبٍ عندي .. أتمنى لكما التوفيق ,, عذراً... سأنصرف الآن ..
    -شكراً لك أستاذ "ادوارد" ,, وداعاً ..
    سارت حنان في ممرات الجامعة , وهي تأمل أن تعود "حبيبة " ,صديقتها الوحيدة والحبيبة, كما كانت , لكنها كانت واثقة من أنه لا شيء قد يقف أمام قوة ايمانها ومثابرتها .. فهي دائماً قدوتها و اقرب الناس لقلبها ..
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


    أما عن "حبيبة " , فبعد وصولها لمنزلها الصغير , دلفت للمنزل بخطواتٍ بطيئة , وكأنها تترنح في مشيها , كانت مرهقة بحق ,, ومن كل النواحي , لم تعد تنام جيداً , بعد أن أصيبت بنوعٍ من الأرق , فصارت تدرس وتصلي ليلاً وتدعوا الله أن يطمئن قلبها ..

    استلقت على فراشها وهي مازالت تفكر في حالها , وكم هي ممتنة لصديقتها الوفيّة حنان , التي لم تتركها في أصعب أوقاتها , ومن المؤسف أنها ستسافر في الغد مع أسرتها لحضور مناسبة عائلية في موطنها , وهذا مما يزيد الطين عندها بلة .. فستبقى وحيدة تماماً ..
    كانت الايام الماضية صعبة , كان والدها قاسياً جداً , ويجبرها على فعل اشياء لم تكن ترغب بها , كدراستها الحالية , والتي ستكملها رغماً عن أنفها رغم وفاة والدها , لأنها لا تريد تضييع دراسة ثلاث سنواتٍ سُدى ,, قضتهم مجبرة , وستكملهم كذلك ., وكان والدها من القسوة حيثُ طلّق والدتها , فاضطرت الأخيرة ُ للسفر وترك ابنتها تحت رعاية والدها , ولكنها على اتصال بحبيبة على الدوام...
    . , بعد وفاة والدها , اقترحت والدتها عليها ان تأتي لتعيش معها الى أن تكمل
    دراستها , لكنها رفضت بسبب ظروف والدتها الصحية المتدهورة , وأنها لن تتمكن من الاعتناء بها بشكل جيد بسبب الدراسة المكثفة , وبدلاً من ان تحيط الام ابنتها بالرعاية , سيصبح العكس ,, لذا قررت انهاء هذه السنة الأخيرة , والعودة إلى وطنها وأهلها ..

    حبيبة فتاة مؤمنة وملتزمة , ومحتفظة بحجابها على عكس زميلاتها الذين يجدون في التغرّب فرصة للتحرر من قيود الشرع والوطن , وتستعين بالله دوماً , و لا تهتم ما دامت توكلت على ربّها ,,
    مرّت الأيام .. وبدأت نفسيتها تتحسن , وبدأت حبيبة تعود إلى شخصيتها القديمة , المعروفة بين زميلاتها .. ولكن الامر الذي كان يضايقها هو سفر حنان الذي قد يطول لمدة شهرين على الأكثر .. فقد اعتادت وجودها بالقرب منها ..
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    اليوم , أنهت حبيبة امتحاناتها لأول الشهر ,وعادت إلى منزلها وهي سعيدة , لأنها راضيةٌ عن تقديمها لامتحاناتها , وتشعر بأنها لم تقصر تجاه دراستها كالسابق
    , صلّت العصر , ثم تناولت وجبةً خفيفة , وذهبت لتتصل بوالدتها التي تنتظر منها طمأنة ً على احوالها ..
    نسيت أن أذكر لكم , دخل حبيبة المادي , يعود لوالدها الذي ترك لها إرثاً قيّماً ,وشركات خلّفها والدها يديرها اقاربها في الوطن, ولديها عملٌ جانبي يوم الخميس
    من كل اسبوع ,..
    ضربت اناملها رقم والدتها , وانتظرت طويلاً ,, واتصلت مرةً أخرى , وأخرى , لكن لا مجيب , حطّم القلق قلبها , وفجأة شعرت بصوتٍ ما حولها , فأغلقت الهاتف , واستدارت بخوف وقلق لترى مصدره ,,جزمت بأنه قادم من الخارج , فلا يمكن أن يحدث من داخل المنزل بتاتاً ,, فهي وحدها ..
    استعادت شيئاً من هدوئها , ورفعت سماعة الهاتف الى أذنها وأعادت الاتصال , وهي تحدث نفسها " أين أنت يا أمي , أسأل الله أن لا تكوني أصبت بمكروه "
    , وكادت تقع من الفرح , إذ سمعت صوت والدتها على الطرف الآخر , وهي تجيب بصوتها الوقور الحنون :
    :السلام عليكم ..
    - وعليكم السلام أمي الحبيبة ..
    - أهلاً بنيتي غاليتي .. أخبارك حبيبتي حبيبة ؟؟"
    - الحمد لله , بخير حالٍ يا أماه ..
    - هاه ..ما فعلتِ بامتحاناتك ؟؟
    - الحمد لله اجتزتها بسهولة ..
    - أسأل الله أن يوفقك ويحفظك ويعيدك لنا سالمةً عزيزتي ..
    بينما هي تحدث والدتها إذ تسمع صوتاً قوياً مدوياً ..فارتعدت أوصالها وشهقت في خوف , فقد كان يبدو واضحاً أنه صوت رصاصة اخترقت الاجواء خارج المنزل ..
    أدركت أنه هناك معركة ما , ولم العجب؟؟ , فهي في بلدٍ تباع بها الاسلحة للاطفال , لكنها المرة الاولى التي تسمع شيئاً كهذا في منطقتها , ..انتبهت حبيبة لوالدتها التي تهتف في قلق

    "حبيبة ..حبيبة .؟؟؟"
    - نعم يا أماه .. آه ..لقد حدث شيء ما ..
    - ماذا هناك , ما هذا الصوت؟؟
    - لا عليكِ يا أمي يبدو انه قادم من بعيد
    -حفظك الله .. أنا قلقة عليكِ كثيراً ..
    - لا داعي لذلك أمي , أنا بخير , ولن يصيبني مكروه بإذن الله..
    -بإذن الله عزيزتي ..
    .. حسناً امي .. سأتصل بك يوم السبت إن شاء الله ..
    - حسناً حبيبتي , في حفظ الله ورعايته ..
    انهت المحادثة وتوجهت للنافذة في قلق .. ونظرت خارجها , فرأت مجموعة من الرجال يحومون حول منزلها والمنازل القريبة, ما إن رأتهم حتى وضعت يدها
    على فمها من الدهشة القلقة , فقد رأتهم مسلحين , وكلٌ منهم يجري في اتجاه , كما المطاردات في الأفلام ... تجاهلت الأمر , وجعلت تخاطب نفسها " لا علاقة لي بالامر , هذه البلد كريهة .. متى أعود للوطن؟؟" ..لكن ما أقلقها أن منزلها هو الوحيد الشاغر , فالمنازل حولها سافر أهلها وبعضها غير مستأجر , فقد أعدّت للطلاب والطالبات للدراسة أو للأسر الصغيرة , فكان منزلها يتوسط ثلاث منازل مهجورة .,.
    توجهت لغرفتها و أحست بالملل الشديد , فقرأت بضع آياتٍ من القرآن , وصلت فرضها , وبعد ذلك استغرقت في النوم

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    الجزء الثاني
    ~~~~~~~~~~~~~
    ~~جيم~~
    في منتصف الليل , والقمر يتوسّطُ كبد السماء , وفي منطقة منزل حبيبة بالتحديد .. تحرك خمسة رجالٍ بملل , وشيّعهما خامسٌ ببصره من داخلِ سيارة ذو طرازٍ راقي ذات لونٍ أسود ,, ثم فتح بابها أخيراً وخرج منها هاتفاً :
    " أريد أن أجده بأي طريقة ..!!"
    هتف أحدهم ."لا أثر له يا سيدي "
    " انه لم يغادر هذه المنطقة , لقد حاصرها سام و طوم وفريقهما , ولم يخرج منها بالتأكيد "
    "اننا نبذل قصارى جهدنا يا سيد مات "
    ثار مات بأعلى صوته وتحرك من جانب سيارته باتجاه الرجل في غضب :
    "كم مرةً قلت لك أيها الحقير , لا تنطق اسمي على لسانك القذر مرةً أخرى .."
    وأمسك الرجل من ياقته بعنف وأطاح به :
    "اذكره مرةً أخرى و سأرسل فاتورة لأهلك بسعر رصاصة ،اخترقت دماغك الغبي .."
    قال الرجل في ذعر :
    "آسفٌ يا سيدي .. لن تتكرر ثانيةً ..أرجوك "
    وانحنى أرضاً يطلب السماح من مات .. فرمقه الأخير بنظرة احتقارٍ بغيضة , وركب سيارته ,. وألقى ببعض الكلمات عبر نافذته التي فتحها قليلاً :
    "لا أحد يغادر حتى ظهر الغد , وسأبلغكم حينها بالأوامر الجديدة , ابحثوا في كل شبر وكل سانتي متر , لا تتركوا أي شيء , حتى لو اضطررتم لاقتحام
    المنازل .. افعلوا ذلك بلا تردد .."
    تابعه الرجال بأنظارهم وهو يغادر المنطقة بسيارته .. وفور مغادرته , صاح الرجل الذي أخطأ بذكر اسم مات ,في غضب :
    ".تبــــاً....ذاك المتحذلق "
    قال له أحدهم :
    "هـــــــيه جاك .. لا تفقد أعصابك ,., الرجل الذي نبحث عنه مصابٌ وسنجده بسهولة "
    جاك :
    "ذاك الحقير , سأقتله فور رؤيته "
    تابع جاك :
    "كنت أظنه رجل أعمالٍ عادي ْ , يبدو أنه داهية ..كيف استطاع الفرار منا .. نحن رجال مات واطسون ..لو سمع رجال المافيا ذلك لاستهزئوا بنا "
    قال رجل منهم :
    "لو سمعك مات وأنت تذكر اسمه ثانيةً, لاضطرت عائلتك لدفع ثمن الرصاصة..."

    " هاهاهاها , وتظنني أخشى منه ..ذلك الحقير ... لستُ خادماً عنده ليهينني بتلك الطريقة ..!!"

    " ولماذا كنت ترتجف خوفاً أيها الذكي ؟؟؟ لدرجة انك جثوت تحت قدميه!!"

    "هههههه ... ألم أخبرك أن لي تجربةً في التمثيل من قبل .. ثمّ إنني لم أشأ أن أفقد مصدر رزقي ..فقط"
    وبينما هم في نقاشاتهم تلك ,, مرّ خيالٌ من خلفهم , لرجلٍ في أوائل الثلاثينات تقريباً , تسللّ من خلفهم في سرعةٍ وخفّة , دون أن ينتبه من هؤلاء المعتوهين أحد
    , واتجه نحو أحد المنازل , ذات الشرفات المفتوحة من الخارج ، ذات السور القصير, حيث تسمح لمن بالخارج بالدخول إليها , بينما تكون مغلقةً من الداخل
    بإحكام .. ...
    وبمهارة , حاول فتح الشرفة , وحركها في قوة , حتى لانت معه , وانفتحت , فأسرع بالدخول إليها , وأغلقها خلفه , ليتنفّس الصعداء ..
    كان يعلم ان هذه المنطقة لا يوجد بها الكثير من السكان , لذا لم يتوقع أن يتواجد أحدهم هنا .. لكنه ما أن رأى الأثاث , راوده الشك في وجود سكان بالمنزل ..
    كان المنزل يغرق في سكونٍ وظلامٍ تامّيْن ,
    تحرك في حذر , وهو يمسك ذراعه التي كان بها جرحٌ بسيط , جلس على الأريكة التي أمامه في بطىء , لم يكن يستطيع الرؤية بوضوح في الظلام الدامس الذي يغرق فيه المنزل , أراد أن يقوم من مكانه لكنه تعثّر فجأةً وبدون سابق انذار , ليُصدر صوتاً كفيلاً بإزعاج شخصٍ نائم ..
    انتفض واقفاً , فقد سمع صوتاً يصدر من مكان مجاور .. يبدو أن المنزل لم يكن خالياً كما يعتقد .. ترى ماذا سيفعل الآن ..؟ وكيف سيكون موقفه ؟؟....
    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
    التعديل الأخير تم بواسطة Lara_300 ; 2-2-2007 الساعة 05:31 AM

  3. #3

    الصورة الرمزية Lara_300

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,215
    الــــدولــــــــة
    -
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~~ نـــــور القدر ~~~ {الروايـــــة}

    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
    ِِ~~جيم~~
    لم أكن أعرف كيف أتصرف في مثل هذا الموقف ..!! من المؤكد أنني سأكون في ورطةٍ الآن ,حين يراني ساكنو هذا المنزل , قد يصدر أحدهم صراخاً ,فينكشف أمري ,أو قد يعتقدونني لصاً , ويهاجمونني , وقد ...

    ا إلــــــهي ..!!!!!!!"

    انطلقت هذه الكلمة من صوتٍ ملؤه الخــوف والرعب , التفتت في خوف وتوتر مماثل , لأراها ..
    فتــاة .. يبدو أنها تعيش هنا بمفردها .. كانت تحدق فيّ برعبٍ وعينان متسعتان عن آخرهما , وفمٍ مفتوح من الصدمة , ووقفت أنا أحدق فيها بالمثل , لم أتوقع أن تعيش فتاة هنا .. لا أدري لماذا , مع أنه شيء طبيعي , لكنه ليس كذلك في مثل موقفي ..
    عندما أفاقت قليلاً من الصدمة , تحسَّسَتْ رأسَها , >ربما ظنَّت أنها فقدت عقلها< ..و ركضت فزعةً ثم اغلقت عليها باب إحدى الغرف وعادت بعد قليل . لكنها لم تكن كما كانت قبل قليل... كان تضع عليها رداءا طويلا محتشما وتغطي شعرها بقطعةٍ ما ... تشبه ما تضعه النساء في القنوات العربية ..
    صرخَت في غضب :

    "من أنت ؟؟ "

    حمدت الله أنني كنت أرتدي بذلة عملي , فمنذ أن حصل معي ذلك الحادث مع هؤلاء الاشرار , وأنا في مطاردة مستمرة معهم .. ولو كنت أرتدي شيئاً آخر لتأكدت أنني لص .. لكن يبدو أنها ذكية وشجاعة , بعكس ما توقعت , فها هي تواجهني بشجاعة .. لكن مهلاً , ذلك الشيء الذي وضعته فوق رأسها , .....صحيح
    ..يبدو أنها ....

    " كيف دخلت إلى هنا أيها اللص ؟؟ من أنـــت ..؟؟ أنا أحدثك ؟؟ هذا منزلي , لا يحق لك اقتحام منازل الآخرين بهذا الشكل !!؟!"

    قاطعتني بسيل الكلمات هذا .. بصراحة ، لا أدري ماذا أصابني وقتها , لقد كنت أقف كالــ >مسطول< .. وخرج مني السؤال هكذا بدون أي عقبات ..

    "أنت مسلمة ؟؟"

    طرحت سؤالي .. وانتظرت الجواب كالأبله ..
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    ~~~حبيبة~~~
    لا أستطيع شرح موقفي , فقد كنت أكاد أموت قلقاً وخوفاً من ذاك الصوت الذي سمعته من داخل منزلي , وبعد أن استجمعت شجاعتي ,
    انصدمت بوجود ذلك الشخص في ردهتي الصغيرة ...
    , لم أكن أرتدي حجابي , إذ لم أتوقع أن يحدث ما يحدث أبداً
    ,, ولكن ذلك الشخص يبدو من مظهره أنه ليس لصاً,,
    لكن كيف يجرؤ على اقتحام المنازل هكذا ؟؟ ... القانون يعاقب على هذا بالتأكيد ..
    عندما دخلت غرفتي كنت أبحث عن وسيلة اتصال كي اتصل بالشرطة , لكنني تذكرت أن هاتفي المحمول في الردهة والهاتف الآخر كذلك ..!
    كنت واثقة من قدرتي على مواجهته , فأنا بطبيعة الحال لست جبانة , فأنا لا أخشى أحداً مثله , لكن ماذا لو كان يحمل ....سلاحــاًً؟؟!!!!!!!
    واجهته بسيل كلماتي التهديدية , لكنني صعقت بسؤاله الغريب ، الذي ألقاه وكأنه سيّد الموقف , غير مبالٍ لما قلته صارخةً به قبل قليل ..
    .................................................. ...................
    ~~جيم ~~
    خرج سؤالي هكذا لا شعورياً , تعلمون .. قد يصدر من الانسان أحياناً أفعال وأقوال لا شعورياً ..
    وقفت الفتاة برهةً تنظر باندهاش ٍ حيران ..تأمّلتها للحظات , وكأن المجال مفتوح لي ,, ..
    كان وجهها صافياً ويشوبه بعض السمار , او بالاحرى ، قمحياً يميل الى البياض .. وتملك شامةً صغيرة بخدّها الأيمن , تُظهر بشرتها أكثر بياضاً مما هي عليه..
    كانت من نوعية الناس الذي اذا نظرت الى وجوههم احسست بالراحة تجاههم , وشعرت بالهدوء والامان .. أتعرفون ذلك النوع من الناس؟؟
    وأكبر دليلٍ هو هدوئي في ذلك الموقف واقوالي الغير مناسبة .. وإلا بم تفسرون ما فعلت , بدلا من أبدأ بشرح موقفي ؟؟؟؟؟؟
    لا اعلم ..ولكن هؤلاء الناس تشعر نحوهم بجاذبية تجعلك تتمنى مرافقتهم ومصاحبتهم على الطوال..
    لا تتوقعوا انني >فصفصت< شخصيتها وملامحها في هذه الثواني , لكنني اصف لكم انطباعاتي اول ما رأيتها .. وتلك المصادفة في الموقف الذي لا أحسد عليه ..
    تنبهت إلى صوتها الذي يقول في هدوء :

    " نعم , أنا مسلمة ..."

    قلت بسرعة :

    "أووه ..كما توقعت .."

    عادت تقول بأسرع مما قلت :

    "لكن من أنت .. لا أظن أنك لصٌ أو ماشابه ذلك !! , هل لك علاقة بالازعاج المستمر منذ الصباح في المنطقة ؟؟ وكيف تقتحم منزلي هكذا؟؟؟ ألا تعلم أن هذا مخالف للقانون ؟؟؟ ماذا تريد ؟؟؟؟"

    قلت مترجيّاً:

    " أنا لست لصاً , أرجوكِ .. أنا أطلب منك حمايتي لبعض الوقت , اسمحي لي بالمكوث لبعض الوقت..فقط ..وسأشرح لك كل شيء "

    تطلعت حولها في تفكيروحيرة .. ثم عادت تنظر إليّ قائلةً :

    "حسناً..."

    جلست على الأريكة بارتياح ... وتنهدت في عمق ... قائلاً في امتنان :

    "شكرا لك يا آنسة .."

    قالت لي متسائلة :

    "من أنت بالضبط ؟"

    تنهدت ثانيةً .. ثمّ قلت في هدوء رغبةً في توضيح الصورة :

    "أنا جيم ويلسون , رجل أعمال , أدير شركة "فاست ديب" للاستيراد والتصدير .. .."

    قبل أن أكمل حديثي ..لمحت أمارات الاستنكار والدهشة على وجهها , فأسرعت أكمل بدون ترتيب للكلام .:

    " لقد تعرضت لمحاولة قتلٍ مدَبّرٍ هذا الصباح , لاكتشافي احداثاً رهيبة تحدث في المدينة .. لكن أولئك الأشرار لم يدعوا لي الفرصة حتى للتفكير , وأسرعوا بمحاولة التكتّم علي"

    صمتتُ ولم أكمل حديثي , متأملاً أن يصدر منها أي تعقيبٍ أو تعليق ,, لكنها بقيت صامتةً .. فأكملت :

    " ولحقوا بي صباح اليوم , من منزلي مطاردةٍ بالسيارات , إلى أن وصلت إلى هذا الحيّ المليء بالمنازل , فأخفيت سيارتي وخرجت سيراً على الأقدام , .. لكنهم لحقوا بي , وهكذا إلى أن وصلت لمنزلك هنا , .."

    لم تنفرج شفتاها عن أي حرف .. تابعت :

    "أنا آسفٌ حقاً لما فعلت ,, لكن لم يكن أمامي حلٌّ آخر .. أنا حقاً آسف .."

    طأطأت برأسها متفهمة , وقالت في تساؤل :

    "إذن فهؤلاء الرجال المسلحين كانوا يبحثون عنك ,؟؟"

    أجبت :

    "نعم .. وما اكتشفته بصدد أولئك الرجال , متعلّقٌ بعملي , وكأيّ شريفٍ و مخلصٍ لوطنه والقانون , كان يجب عليّ التبليغ عنهم .. ولذلك تمّ اختطافي "

    قالت :

    "نعم .. فهمت .."

    قلت لها بارتياح :

    "إذن ستسمحين ببقائي لبعض الوقت ..؟!"

    هتفت في دهشة :

    "ماذا ؟؟؟؟!!"

    كررت في عجب :

    "ماذا ماذا ؟؟"

    تابعتُ :

    "إنهم بالخارج ينتظرون لحظة ظهوري لينقضوا عليّ , أو يرموني بسيلٍ من رصاصاتهم .."

    قالت في ارتباك :

    "لا ......... ، أقصد نعم .. ولكن ... أه .. حسناً .. كم من الوقت ؟ ... أعني .."

    قاطعتها :

    "أنا آسفٌ حقاً , لكن... يمكنني المكوث حيث تشاءين , حتى وإن بقيتُ جالساً عى هذه الأريكة إلى أن تمر الأزمة على خير , فهذا عائدٌ لكِ .."

    قالت باعتذار :

    " حسناً ... أنا آسفة , لكنني مسلمة , وهذا أمرٌ غير معتادٍ لدينا وغير مسموح ..انتظر قليلاً .."
    قبل أن أنطق بحرف , قامت من مكانها ودخلت إلى تلك الحجرة -نفسها- ..

    .................................................. ..........................
    ترى كيف ستتصرف حبيبة الآن ـ بعد ان اضطرت لحماية "جيم" ...؟؟

    وماذا سيحصل مع تلك العصابة , التي أصبحت خطراً يهدد حبيبة أيضاً ..؟؟؟

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    ~~~~~~~~~~~~
    ~~~حبيبة ~~~
    كيف اصف لكم حالي ..
    تخيلوا حال فتاة ملتزمة , يقتحم منزلها رجل أجنبي , و.. ويطلب منها حمايته ..!!
    ماذا عليّ أن أفعل ...؟؟ لكنه مسكينٌ حقاً ,, ويبدو أنه شخصٌ محترم .. "رجل أعمال"؟؟!! ... شيٌ غير متوقع ..
    شعرت ببعض الاندهاش من تلك المواقف التي يضعني بها القدر ..
    ترددت كثيراً .. كيف أفعل هذا يا إلهي ؟؟ هل يجوز لي ابقاءه هنا ؟؟؟ لم أجرؤ على التعامل مع أي رجل كان في حياتي ... لكن هذه المرة .. فأنا مضطرة لكل شيء ..
    آه .. يا إلهي أرشدني ..
    أخرجت ملائةً وفراشاً إضافياً ومعه غطاء سميك , وعدت للردهة , ووضعتها على الأريكة بجانبه .."جيم " ..
    قلت في تردد :

    " أه .. هذا فراشٌ إضافيّ كنت أحتفظ به , يمكنك استخدامه , فأرض الردهة باردة جداً , والأريكة غير مناسبة للنوم .."

    أجاب في امتنان واضح :

    "لا أعرف كيف أشكرك آنسة ...!!"

    قلت ببعض الارتباك :

    "اسمي حبيبة .. "

    كرر في استغراب :
    "حبيبة ؟؟ أنت عربية ؟"

    منعت نفسي من الابتسام كالعادة , ..ولطالما فعلت أنا وحنان, حين ينطق الأجانب اسمنا بهذه الطريقة "هنان/هبيبة" مع أننا اعتدناها , لكن بكل مرةٍ نبتسم وكأنها المرة الأولى .,,

    قلت :

    "نعم أنا عربية .. وأدرس هنا"

    قال في تفهم ..:

    "هكذا إذن .. لكن لهجتك صحيحة تماماً , حتى ظننت أنك مواطنةٌ من المدينة"

    قلت:
    " هذا يعود لنشأتي هنا , واتقاني للإنجليزية منذ الصغر .."

    أومأ برأسه قائلاً :
    "هذا رائــع .."

    لم أملك سوى الابتسام .. ونهضت قائلةً :
    "حسناً , سأترك المكان لك , أتمنى أن تمر هذه الأزمة على خير .."

    قال :
    "حقاً أنا مدينٌ لكِ بالشكر ،آنسة حبيبة ..وسأغادر حالما أجد المفرّ .. تقبلي اعتذاري "

    قلت مغادرةً الردهة :
    "لا بــأس "

    توجهت لغرفتي , واغلقت الباب من خلفي ,, لم أستوعب بعد ما حدث ..!!
    ماذا سيفعل أولئك الرجالُ بالخارج يا ترى ؟؟
    أما "جيم", أسلوبه أنيق ومحترمٌ جداً في حديثه وتعامله .. على عكس غيره من مواطني هذه البلدة , فجميع من صادفتُ منهم يملك بعض الطباع الخشنة والمائلة للسيئة , كفظاظة ألفاظهم .. و>شوارعيتها< بعض الشيء ,, مسكين حقاً. .

    أتمنى أن تزول عنه أزمته , كدت أدعو الله له ,, لكنني تذكرت أنه مشركٌ أجنبي , فدعوت الله أن ينصر الحق حيثما كان .. لكنّ ما أدهشني حقاً ., هو ردةُ فعله على كوني مسلمةً محجبة وعربية ..فلم يعلّق مطلقاً على هذا الجانب , وحتى لم يظهر أي تعبيرٍ على وجهه من حيث هذه الناحية ..ففي الواقع ،يكون لدى الأجانب فكرة محدودة عن العرب ,,
    استسلمت لشبح النوم .. والافكار تطوف برأسي مجيئاً وذهاباً .
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    التعديل الأخير تم بواسطة Lara_300 ; 2-2-2007 الساعة 06:00 AM

  4. #4

    الصورة الرمزية Lara_300

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,215
    الــــدولــــــــة
    -
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~~ نـــــور القدر ~~~ {الروايـــــة}

    الجزء الثالث ..
    .................................................. .
    ~~جيم ~~
    لا أدري كيف استسلمت للنوم وأنا في هذا الموقف المعقّد .. لكنني استيقظت على صوتٍ ما يناديني ..
    "سيد جيــم ... سيد جيــم "
    فتحت عيني واعتدلت جالساً , حين رأيت شبح فتاةٍ واقفة على مقربة مني .. , كانت تفصل بيننا حوالي مسافة متر كامل ..
    حين وقعت عيني على رأسها , ورأيت قطعةً بلونٍ آخر تغطيه , استوعبت الأمر .. وعادت إلي الذاكرة , بعد أن استفقت من النوم , الذي لم أذق طعمه سوى لساعتان سابقتان فقط ..رفعت رأسي إليها أكثر , وتنبهت لقولها :
    "صباح الخير "
    أجبت مع ابتسامة خافتة :
    "صباح الخير...أه .. آنسة حبيبة .. "
    قالت ببعض الخجل :
    " آسفة لايقاظك , لكنني مضطرةٌ للذهاب لبعض الوقت .. فلدي بعض الأعمال .."
    سألت بتهوّر :
    "أعمال ؟؟ "
    لم اعرف لم نطقت هذا السؤال .. أظنه من داعي فضولي الغبيّ .. اعتذرت مسرعاً :
    "أسف .. ليس هذا من حقي .."
    قالت بخجلٍ أكبر :
    "لا بأس , لدي بعض الدروس , والأعمال الجانبية , لذا لم أشأ أن تصدم باختفائي .."
    قلت :
    "شكراً لك .. لقد أمضيت ليلةً هادئة , أستطيع تولي الأمر ., سأرحل فور ذهابــ ..."
    توقفتُ فجأةً حين تذكرت أولئك الرجال .. توجهت للنافذة في سرعة , وأطللت منها , أحاول مدّ بصري إلى حيث يمكنني الجزم بوجودهم أو عدمه ., التفتت إلى حبيبة حين سألتني في قلق :
    "لم يرحلوا بعد !!؟؟ "
    قلت في توتر و خوف :
    "لا أظنهم ينوون ذلك .."
    قالت :
    "ولم لا تبلغ الشرطة عنهم ...؟؟"
    قلت متنهداً :
    "إنها منظمة أو مؤسسة غير قانونية أو ماشابه ذلك , وأخشى أن يلاقطوا أي ذبذبات قريبة ثم يكتشفوا مكان تواجدي بعدها ,,"
    أومأت برأسها متفهمة .. واستأذنت للذهاب لغرفتها بعض الوقت ... عادت بعدها وقد أبدلت ردائها و غطاء رأسها .. لا ادري أكان وجهها هو المشرق ام اشعة الشمس النافذة من خلال زجاج الغرفة .. بصراحة .. كانت مشرقة.. بالرغم من غطاء رأسها , لكن هذا مجرد شعور..!
    قالت :
    "أتريد أي مساعدة من الخارج ؟؟ هل تحتاج شيئاً ما ؟؟ ..فقد تظل حبيس المنزل لفترة"
    قلت بلطف امتناناً لسؤالها :
    " شكراً لكِ .. "
    فكّرَت قليلاً ثم قالت :
    "أه , يمكنك استخدام المطبخ أوالحاسوب أو أي شيءٍ تريده , قد أتأخر قليلاً .."
    قلت خجلاً من لطفها :
    " شكراً جزيلاً آنسة حبيبة . أنا ممتن لك , لا تقلقي نفسك , أرجو أن لا أسبب المزيد من الازعاج بتواجدي .."
    قالت مبتسمة :
    " مادام هذا في سبيل الحق , فلا داعي للقلق .. أتمنى أن تسير الأمور على مايرام ..."
    أعقبت :
    "إلى اللقاء .."
    وخرجت من المنزل , فتنفست أنا الصعداء , وأطللت بنظري من النافذة , لأطمئن لخروجها من دون أي متاعب أو إثارة لشك هؤلاء الأسود بالخارج .. تنهدت بارتياح حين رأيتها تغادر في أمان ,, .. ثم انصرفت أبحث عن شيء آكله في منزل هذه الآنسة المسلمة ..


    ..........................................
    ~~حبيبة~~
    جلست في تعبٍ على مقاعد المنتزه الصغير الواقع قرب مركز شؤون الطلبة , .. لقد أنهكني طول انتظاري بذلك الطابور الطويل , فقد كنت أنهي أحد أوراق زميلتي حنان ,التي سافرت مضطرة , وها أنا أرتاح في هذا المنتزه قليلاً .. فجأة , تذكرت ذلك الرجل الذي اقتحم منزلي أمس , وتلك الحادثة الغريبة التي مازالت آثارها حيةً في منزلي , ترى ماذا يفعل الأن ؟؟ ... يجب أن أجلب بعض الطعام معي , فلن أستطيع طهي أي شيءٍ وأنا مرهقة هكذا ,, ولكن ألا يجب عليّ إبلاغ الشرطة , ؟؟؟ هل أثق به ؟؟؟ ..
    يا إلهي , أرشدني إلى الصواب , لا يجوز لي أن أبقي على رجلٍ بمنزلي ... لكنني مضطرةٌ لذلك , والضرورات تبيح المحظورات .. أليس كذلك ؟؟؟ ... والحمد لله , يبدو أنه شابٌ محافظ ومحترم , لن يقدم على أي شيءٍ سيء , يبدو صادقاً في رجاءه وحديثه .. و .. ماذا كنتم ستفعلون لو كنتم مكاني ..!!
    أووه , نظرتُ لساعتي , فإذا الوقت قد مرّ من دون أن أنتبه له , يا لهذه الافكار التي تأخذك لعالمٍ آخر .. أو لآخر ِ العالم كما يقولون ..
    قمت لأبحث عن محلٍ مناسب لشراء بعض الأطعمة ,, والحمد لله أن وجدت واحداً في طريقي .. وصلت للمنطقة بسيارتي , نسيت أن أقول لكم , فأنا أقود سيارةً هنا , وإلا لما سكنت بهذه المنطقة البعيدة , ولما عرفت التحرك في هذه البلدة ..
    دب شعورٌ غريبٌ في أوصالي حين رأيتُ هؤلاء الرجال المسلحين ,وأنا أجتاز المنطقة المؤدية لمنزلي , .... فقد تفرقوا في المنطقة وحاصروها , حيث لا يستطيع أحد الدخول أو الخروج منها إلا تحت أنظارهم .. هل العثور على جيم مهم بالنسبة إليهم هكذا ؟؟؟ ..بالطبع ,فقد اكتشف أمراً يبدو أنه سيفضح تاريخهم كاملاً..!!
    ويبدو أن إقامة "جيم" ستطول في منزلي .. يجب أن نجد حلاً ..
    دلفت إلى المنزل في تردد , بعد أن أحدثت جلبةً بسيطة بالمفتاح , لينتبه لوصولي , .. قلت :
    مرحباً .. لقد عدت سيد جيم "
    دلفت إلى الردهة الصغيرة وأنا أسمعه يقول :
    "مرحباً آنسة حبيبة .. يوماً موفقاً .."
    رددت ببعض الاختصار :
    "نعم ,لقد كان كذلك والحمد لله "
    تابعت :
    "وأنت ,كيف كان يومك ؟"
    اجاب ببعض الحرج :
    "لا بأس به , رغم أنه كان مملاً , فلقد اعتدت الانشغال بالاعمال الطائلة في عملي ,.. "
    لمحتُ علبة اسعافاتي الأولية , موضوعةً بجانبه , ونَمَتْ ملامحي عن التساؤل :
    فقال :
    "أه , إنه جرحٌ بسيط , حين طاردني أولئك الأوغاد ,, ورأيت علبة الاسعاف , فاستعملتها .."
    قلت :
    "لا بأس .. امم .. لقد أحضرت بعض الطعام ., هل تريد تناول شيءٍ ما؟"
    قال بامتنان :
    " لا أعرف حقاً كيف أشكرك على حسن استضافتك , رغم المصادفة السخيفة تلك "
    قلت مهدئةً شعوره بالذنب :
    " لا بأس سيد جيم .. فقد يقع من الظروف ما هو غير متوقع اطلاقاً . ثم إنك مضطر لهذا , وأحب أن أحميك , نصرةً للحق . فهكذا يأمرنا ديننا "
    قال :
    " شكراً لك يا آنسة .. أنا مدين لك .."
    ابتسمتُ ..
    قال في استفسار :
    " أه , وهل يتوجب عليكم أن تردتوا غطاء الرأس هذا ؟؟"
    قلت في ثقة :
    " نعم , وهو ما نسميه الحجاب .. وهو فرضٌ على كل مسلمة .."
    قال :
    " لقد قابلت الكثير من المسلمين , وأراهم كثيراً على شاشات التلفاز , لكني لم أعرفهم يوماً .. ولم اقتنع ابداً بصورة الاعلام عن أي بلد .. "
    قلت :
    " نعم , فالاعلام دائماً يشوه صورتنا أمام العالم , ونادراً ما تجد مدحاً أو خبراً صحيحاً في الاسلام "
    قال :
    " ممم.. كنت سأسألك عن بعض الأشيئاء التي طالما حيرتني عنكم .. وطالما أنك عربية فستعرفينها جيداً .. لكن .. هل تسمحين ببعضٍ من وقتك ؟؟"
    قلت :
    "لا مشكلة أبداً .. فليس لدي جداولٌ معينة لليوم .. فقط سأحضر بعض الطعام .. واسأل بعدها ما شئت "
    ابتسم قائلاً :
    " حسناً .."
    قمت بعدها لأضع الوجبة التي أحضرتها .. واستأذنت من... "جيم " ..
    يبدو أنه فعلاً كغيره , ممن يعتقدون بعض الأفكار السيئة عنّا , ليس عن المسلمين فقط .. بل عن العرب أيضاً .. أووووه .. لا أحب هذه المناقشات .. فهي تمسي باختلاف الرأي احياناً .. لكن الحمد لله أن لدي اسلوبٌٌ منسق في الحديث .. يارب وفقني في الاجابة عليه ..!
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~



    أعلم أن الأحداث تمضي ببطىء .. لكن .. ماذا أفعل ؟؟ .. هكذا وجدت نفسي أكتب .. يبدو أنه سيكون أسلوبي بالقصة .. !
    لكن .. أتمنى وأتمنى وأتمنى أن ... أن لا يكون مملاً ..

    حتى لو مللتم قليلاً.. سأحاول مباغتتكم بالأحداث حتى لا تملوا كثيراً ..

    وللحديث بقية .. وللرواية بقية طويلة ..

    في امان الله
    التعديل الأخير تم بواسطة Lara_300 ; 2-2-2007 الساعة 05:11 AM

  5. #5

    الصورة الرمزية Lara_300

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,215
    الــــدولــــــــة
    -
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~~ نـــــور القدر ~~~ {الروايـــــة}

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


    ~~~جيم~~~

    يالها من فتاة طيبة ..

    كنت أعتقد أنها ستعاملني بجفاء بكون أنها مسلمة , مع أن المسلمين هنا يبدو أنهم لا يهتمون بدينهم .. لكن هذه الفتاة مختلفة .. فهذا أول مرة أرى "محجبةً" في وطني على الحقيقة ..>بالنسبة لي <..ربما لأنني لا أختلط بالمجتمع خارج إطار عملي كثيراً ..

    لقد أحضرَت بعض الطعام , وها هي ذهبت لتعدّه .. حمداً للرب .. لقد كنت جائعاً بحق ..
    حقاً أنا مدين لها بمعروف كبير .. سأحاول رده إليها حال خروجي وعودتي لحياتي الطبيعية >إن خرجت من هذا المأزق!!!< ..

    يبدو أن هؤلاء الرجال لا ينوون التزحزح من أماكنهم .. يجب أن أجد حلاً ..

    أه .. لو تكمل حبيبة معروفها , وتساعدني في ايجاد حلّ ,,

    لكنني أخشى عليها من هؤلاء الاشرار , لا أريد توريطها بالأمر ..

    اووه .. يا لهذا المأزق .. لـو

    "تفضل , وجبتك .."

    قاطعني صوت حبيبة وهي تمد لي صينية صغيرة , عليها وجبةٌ صغيرة مصحوبةً بالعصير ..

    قلت شاكراً:
    "شكراً جزيلاً لك.."

    قالت :

    "لا شكر على واجب .. "

    أردفت :

    "سأعود بعد قليل إن أردت الحديث بذلك الموضوع.."

    قلت :

    "بالطبع ، على ألا أشغلك...."

    قامت من مكانها . . وبقيت أنا أتناول وجبتي بصمت ..

    مهما كانت ديانة الإنسان , فمجرد محافظته وشخصيته الرزينة المحترمة ، تجعلني أكن له المزيد من الاحترام والتقدير،حقيقةً أنا لا ألتزم بديني ولا أذهب للكنيسة بالتزام..... يمكنكم أن تقولوا .. إن ديننا لدى الأغلبية مجرد مفاهيم نسير عليها هكذا .. ولايهم الاقتناع .. المهم أننا نتحرر من القيود الدينية .. مع وجود أشياء لا نكلف أنفسنا بالاقتناع بها ، بل بأخذ ما نحب منها .. والباقي .. لن يحصل شيءٌ إذا تركناه!! ..مع أننا نصدق ونستعين بديننا كثيراً .. لكن .. القليل من يلتزم بجد!

    قد نتحدث عنه بشكل جيد ,ظاهراً , لكننا من الداخل لا نهتم .. عجيبون أولئك المسلمون .. فهم مقتنعون تماماً بما يفعلون ! .. ما هو السرُّ ياترى ؟؟ .. فشخصٌ مثل ما رأيت حبيبة عليه من حديثها ، لا يمكن أن يقتنع بشيءٍ خاطىء ...

    لدي فعلاً الكثير من الفضول عن الاسلام .. والعرب .. فضولي دائماً يسبقني ويجعلني متلهفاً لمعرفة بعض الأمور .. لكنه فضولٌ عاديٌ، عن أناسٍ آخرين يعيشون معنا على نفس الكوكب ولهم عالمٌ خاص , لا زلت أجهل عنهم كل شيء ..

    لكن مع رؤية حبيبة , والاعجاب الذي صاحب ذلك في نفسي , جعلني أتوق أكثر لمعرفة هذا الدين الذي تتبعه فتاةٌ مثلها ,, رغم حريتها في الحياة .. فلا رقيب عليها هنا , لكنها مع ذلك تحافظ عليه ..

    أنهيت وجبتي , وأنا أفكر في شتّى الأمور .. وأهمها ,. الخطة التي أريد بها الفرار من هنا .. فلن أجلس هكذا للأبد .. فماذا لو استمروا بمراقبة المكان ليومين مثلا ..؟؟ أو فتشوا المنازل ؟؟؟ لا أحد يتوقع أعمال أولئك الاشرار ... يكفي أنهم كانوا يخدعوننا طوال الوقت في تعاملاتهم بالشركة.. بقيت شارداً ببصري للحظات إلى أن سمعت صوتها ..


    ~~~~~~~~~~~~~~~~~

    ~~ حبيبة ~~

    تناولت شيئاً بسيطاً من طعامي , ثم صليت فرضي واستخدمت بعدها حاسوبي "المحمول" لبعض الوقت .. يجب علي الاستعداد للعودة للجامعة , فسيستأنف دوامي الاسبوع القادم , رغم انني انهيت اختباراتي قبل ايام .. إلا أنها الجامعة .. وليست كالدراسات الأخرى .. كما أن اختصاصي يتوجب علينا تكريس العمل والدراسة فيه. وإذا أجلت شيئاً ما بها , فستكون كارثة , فسأتعذب لتراكم جبال ٍ من الواجبات والاعمال فوق رأسي ..
    أنهيت عملي , وحملت أطباقي وخرجت بها إلى المطبخ , توجهت قبل ذلك للردهة , فإذ بـ "جيم" قد أنهى وجبته , شكرني كثيراً , يبدو أنه محرجٌ جداً ,,, سأموت من الاحراج لو كنت مكانه ,, لكنني لا اشعر بداعٍ لذلك في تقديم هذه الخدمة له , مع أنني أشعر بخطرٍ شديد , وخوف يلازمني وقلق لتجاوزي الحدود بابقاءه هنا .. لكن مع ذلك , فأشعر أن حياتي المللة , قد تجددت بكسر" روتينها" ..

    رجعت للردهة بعد أن أنهيت تنظيف الاطباق .. وقلت لـ "جيم " :

    " لو كنت تريد بعضاً من وقتي , فأنا متفرغةٌ الآن .."

    قال مبتسماً :

    "حسناً .. الأمر ليس بتلك الأهمية .. لكنها فرصةٌ للتعرف قليلاً على شعبكم .. فلدي الكثير من الفضول نحوكم ، خصوصاً مع صورتكم المهتزة في أذهاننا "

    أصغيت باهتمام , وصمتتُ ليقول ما عنده ,,

    تابع قائلاً :

    " بالنسبة لي . فأنا لا أحكم على شخصٍ إلا عند رؤيته , والتعامل معه , وهكذا أيضاً عوّدني عملي .. فأضطر فيه لمقابلة الكثير من الناس والأصناف . والديانات أيضاً ..لكن السبيل الوحيد لمعرفتكم جيداً لا نجده سوى في الاعلام"

    أشعر أن "جيم" إنسانٌ عاقل وواعي ، يفهم ما يقول ، .. شخصٌ كهذا ، يمكنه اختيار قراراته بحكمة تتضح من حديثه .. لكن إلى أين سيصل الحديث !!؟

    تابع جيم :

    "لكنني حتى الآن, لم أر مسلماً على الحقيقة هنا .. أو بمعنى أصح .. مسلمة , أعني أنه حين تراها تعرف بذلك أنها مسلمة من تقيدها بدينها .."

    قلت :

    "مع أنه يوجد الكثير هنا ."

    قال :

    "يبدوأن أغلبيتهن من الطالبات اللاتي تأتين للدراسة هنا , أما لرؤيتهن في المجتمع الغربي وأوساطه الاقتصادية والتعاملات الخاصة بها .. يندر تواجد المسلمون بهذه الطبقات .."

    قلت :

    "نعم "

    قال :

    " ماذا تدرسين ..حبيبة ؟؟"

    احسست ببعض الحرج , لم أعتد على هذه المحادثات ، التي ينطق بها اسمي جافاً ...!

    قلت :

    " أدرس في مجال الأحياء وعلومها.."

    قال :

    " يالها من دراسة .... ولماذا اخترت هذا المجال بالذات ؟؟ الا تجدين به صعوبة ؟"

    قلت :

    "بالتأكيد , لكنني ... "

    قطعت جملتي ,, كنت سأذكر له أمر اجبار ي على الدراسة من قبل والدي , لكنني خشيت أن يعتقد أن هذه طباع المسلمين .. وأنهم يجبرون أبنائهم دائماً...

    عدت أقول :

    " لكنني , تخرجت بشهادة متميزة والحمد لله من دراستي "الثانوية" , فأحببت دخول مجالٍٍ تستحقه شهادتي ..فكنت مخيرة بين مجموعة من العلوم ..وهذا ما فضلته .."

    قال :

    "أتمنى لك التوفيق .. فهو مجالٌ ليس بهيّن .."

    قلت :

    "شكراً لك .... لقد أوشكت على انهاء فترة دراستي .."

    سأل:

    "بالسنة الأخيرة ؟؟"

    اجبت :

    "نعم .. لكن بقي على انتهائها الكثير .,,"

    ابتسم قائلاً:

    "الوقت يمر بسرعة هذه الأيام .. لن تشعري بمروره ثقيلاً ..مادام هناك هدفٌ تسعين لتحقيقه .."

    فكرت في نفسي .. هل هناك هدفٌ حقاً أسعى لتحقيقه من دراستي ؟؟؟ ... سآخذ شهادةً قيمة .. وماذا بعد ذلك ؟؟ ..ما الهدف من حياتي بأكملها ..إن لم أنفع نفسي أو وطني ..أو ..... ديني ..

    قلت :

    "أرجو ذلك .."

    سألني :

    "ولماذا تعيشين هنا ..؟؟"

    قلت :

    "لقد أتيت مع والديّ إلى هنا , بسبب أعمال والدي , ولكنه انفصل عن والدتي فرحلت والدتي ,وبقيت أنا .. وبعدها مات والدي .. وتركني هنا .. لكنني فضلت إنهاء دراستي ثم العودة بعدها .."

    قال وقد ارتسمت على وجهه بعض علامات التعجب التي لم أعرف لها معنى :

    "حقاً ؟؟ ....أنا آسفٌ بشأن والدك .. "

    تابع :

    "لكنك فتاةٌ قوية .. حتى أنك واجهتني حين اقتحمت منزلك .."

    ابتسمت للذكرى.. لا أدري لم أصبحت ذكرى ,مع أنها حدثت بالأمس .. قلت :

    " الشيء الوحيد المخيف في الحياة , هو حوادث القدر ومفاجآته.... "

    قال :

    "هذا صحيح ...."

    شعرت ببعض الندم على أنني ذكرت الكثير عن نفسي .. إنني لم أعرفه ,فقط لأنه يبدو جيدا ..لا أدري لم .. ولماذا ..؟

    قال :
    "لقد توفي والدي أيضاً .. وترك لي شركته بأكملها لأديرها .. لقد جعلني أقصد دراسة الاعمال والادارة لكي أساعده في ادارته للشركة .. لكنه توفي وتركها لأديرها أنا .."

    قلت في أسى :

    "اوه .. آسفة .. "

    قال :

    "لا بأس .. لكلٌ مصائبه .. لكن الحياة تسير .. "

    وافقته :

    "نعم "

    قال فجأةً :

    "عجيــب .."

    استفسرتُ بنظرة مندهشة ,

    فقال مفسراً :

    أقصد .. العجيب هو أنك لا تمتلكين تلفازاً .."

    قلت:

    "نعم .. فأنا لست متعلقةً به كثيراُ .,. من لديه الوقت ليشاهده ؟؟ .. ثم إنني أستعمل جهاز الكمبيوتر ... فقد أصبح الحاسوب بديلاً للتلفاز في هذا العصر لدى البعض .."

    قال :

    "هكذا إذاً ..."

    كنت أعلق على حديثه ، لكنه لم يتطرق لأي موضوع عن المسلمين .. , انتظرت سؤاله عن تلك الامور التي كان يريد التحدث بشأنها .. لكنه لم يسأل حتى الآن ..

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


  6. #6

    الصورة الرمزية Lara_300

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,215
    الــــدولــــــــة
    -
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ~~ نـــــور القدر ~~~ {الروايـــــة}

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


    هذا الجزء ستكون به بعض االحوارات .. أرجو أن لا تملوا منها , فبعدها ستحدث الكثير من الاحداث... تحياتي لكم ..

    الجزء الرابع ~


    ~~جيــم~~

    كنت متشوقاً لمعرفة كلّ شيءٍ ... لكن ذهني كان مشتتاً .. لم أكن أستطيع منع نفسي من التفكير في مأزقي الذي تناسيته بانتظار رحيل أولئك الرجال .. هل سأجلس هكذا منتظراً رحيلهم كالجبناء ,,, إنني خائفٌ حقاً .. لو كان والدي من تعرض لهذا الموقف .. لحطم أنوفهم وخرج وتحداهم ..فهو معتاد على مقابلة المخاطر .. أما أنا .. فبالكاد أستطيع الدفاع عن نفسي .....
    لكنني وجدت في جلوسي فرصةٍ لمعرفة تلك الفتاة .. التي بدأت أود معرفة الكثير عنها .. دائماً ما يقابلك الكثير من الناس الذين ترتاح لهم . وتتمنى معرفتهم , لكنك نادراً ما تأتيك فرصة معرفتهم ..
    سألتها لأدخل في قلب موضوعي الاساسي :

    "لماذا تساعدينني حبيبة ؟"

    اعتلتها الدهشة قائلة :

    "ماذا تعني ؟ "

    قلت :

    " في الحقيقة ، في البداية ، وعند رؤيتي لك كمسلمة عربية ، خشيت أن ترفضي مساعدتي وتقبل الفكرة .. ولم أتوقع أن تعاملينني هكذا .."

    قالت :

    " كيف أعاملك سيد جيم ؟"

    " أقصد تفهمك للأمر والسماح لي بالبقاء .."

    " ولماذا لم تتوقع ذلك ..؟؟ ألفكرتك عنا ؟؟"

    قلت :

    " صحيح أنني لم اقتنع تماماً بفكرة الاعلام , لكن كل معلوماتي عنكم هي أنكم شعبٌ جاف وعدائي .. كما هناك أمثلةٌ كثيرة نراها في الأخبار ، و التعاملات اليومية مع بعض المسلمين .."

    " انظر يا سيد جيم .. في كلّ بلدٍ وكل قوم ، هناك الصالح والفاسد ، فالأخلاق تختلف من شخصٍ لآخر ، وليس من دينٍ لدين أو شعبٍ لشعب .."

    لم أنطق ، إذ كانت ستقول المزيد ..:

    " فلا تقل لي أن بشعبكم لا يوجد عدائيٌ او جافٌ ؟؟"

    صمتٌ

    تابعت :

    " وهكذا ، فيوجد بالمسلمين من يتمسك بدينه ، ومن يخالفه ، ومن تمسك بدينه فأخلاقه ستكون حميدةً بالتأكيد .."

    قلت :

    " نعم معك حق .. ولكن .."

    صمتتُ ثانيةً ، أيعقل أن تكون أنهت تساؤلاتي برد واحد !

    عندما وجدتني تراجعت ، أكملت :

    " مثلاً .. سأسألك .. إذا اعتدي مواطنٌ هنا على مواطنٍ آخر .. وانتشرت مقولةٌ بالعالم تقول : إن مواطني بلدتكم يا سيد جيم ، عدائيون ! .. ويقع اللوم لما فعله ذلك المعتدي عليكم أجمع .. ! ... هل ترى ذلك صواباً؟؟؟"

    قلت وقد وصلت لمغزى الموضوع سريعاً :

    " كلا بالطبع !"

    قالت :

    " إذن مالفرق بيننا وبينكم ؟؟ أليس عدائكم أنتم لنا ، غير منطقي ؟؟ "

    لم أجب !! .. وبماذا أجيب؟؟؟ .. قلت في النهاية :

    " أنا عاجزٌ عن إجابتك .. .. أنا مقتنعٌ تماماً بما ذكرت .. هذا يعني أنكم شعبٌ متميز .. لكن لا أحد أصبح ينظرللجواهر .. بل انشغلنا بالمظاهر فقط .. أنا آسفٌ لحمل تلك الفكرة عنكم .."

    قالت :

    " اعلم سيد جيم ، أن الاسلام دينٌ عظيم .. تعاليمه منطقية حكيمة .. شرعه وأحكامه سهلةٌ و قيمة مفيدة .. وكل أمرٍ من الله ورسوله يعم بفائدةٍ على المجتمع .."

    أصغيتُ بانتباه .. لقد جذبني الحديث .. لدرجة أنني نسيت الأزمة التي أمرُّ بها .. أو تناسيتها أكثر ..

    " انه دين الرحمة والعدالة للبشرية كلها .. وبمعرفتك له فقط ، ستجد الكثير من الأمور الرائعة فيه ، والتي تدعوك لمعرفة المزيد .. "

    حقاً أجد نفسي مهتماً بالأمر .. لقد لفتت انتباهي له .. وأقنعتني ببضع كلمات .. ياله من أسلوب !

    قالت منهيةً للحديث :

    " صدقني سيد جيم .. مهما سمعت عن الاسلام من صور مشوَّهة ، أو اعلامٍ رخيص ، أو ارهابٍ مجرّد .. فهو مخالفٌ لتعاليم ديننا نفسه .. وذلك مذكورٌ بكتابنا .. كلام الله "

    قلت :

    " هذا يتضح من حديثك .. شكراً لك على هذا التوضيح .. لقد اقتنعت بأقوالك .. الآن سيمكنني المضي بفكرةٍ صحيحة عنكم .. "

    قالت :

    "يسعدني أن أتحدث عن ديني .. وأغير وجهة النظر الخاطئة عنًا .. "

    تابعت بابتسامة :

    " وخصوصاً إذا كان الحديث مع شخصٍ عاقلٍ مثلك سيد ~جيم~ "

    شعرت وكأنه كان مديحاً .. لكنه ليس كمثله .. إنه من حبيبة ..

    قلت :

    "شكراً لك .."

    يبدو أن حبيبة كانت تنتظر مني أن أسأل المزيد .. لكنني لم أشأ أن أتعمق بالموضوع..
    عدت بتفكيري لمأزقي الراقي !

    أردتُ قول شيءٍ ما :

    "ومـــ ..,,,"

    قطع كلماتي صوت جرس الباب .. انتفضت دمائي بعروقي , وقلت في قلق هلع :

    " أيأتيكِ زوارٌ هنا ؟؟؟؟"

    قالت في توتر واضح :

    "لا .. لا أعرف .. أرجو أن تدخل إلى تلك الغرفة إلى أن أنظر ما الأمر ..!"

    أشارت بيدها نحو غرفةٍ ما .. توجهت إليها بحركة سريعة , وأنا أتمنى أن لا يحدث مكروه ..

    دلفت للغرفة وأغلقت الباب ,,




    ~~حبيبة~~

    كنت أرتعد خوفاً ,,, والغريب أنني هذه المرة أكثر خوفاً من الأولى ... مع أنه يجب أن تكون الحالتين معكوستين .. توجهت للباب وأنا أسمي الله كعادتي ..

    قلت بصوت مرتفع نسبياً ليصل لمن خلف الباب:

    "من ...؟"

    سمعت صوت أحدهم :

    "افتحي الباب سيدتي .."

    فتحت فتحة صغيرة , وأطللت منها بمساحة أستطيع معها الرؤية بوضوح بينما لا يستطيع من بالخارج ذلك ..

    قلت :

    "من أنت ؟ "

    قال وهو يناولني بطاقةً ما :

    "جيمس بيتر .... شرطي .."

    لاحظت أنه ناولني شارةً تشبه تلك التي تظهر بالافلام ... ارجعتها إليه , وشعورٌ غريب يمتزج بنفسي .. لا أدري إن كان خوفاً أم طمأنينة , أم كلاهما ... أم هو الشــك ؟؟

    قلت :

    "وماذا تريد يا سيدي ؟؟؟"

    قال :

    "عندي أوامرٌ بتفتيش المنطقة .. "

    كدت أتيقن أن هذا شرطيٌ حقاً.. فكرت في نفسي .. كيف وصل الى هنا , وبيتي يقع وسط المنطقة .. فكيف تجاوز أولئك الرجال , إن لم يغادروا لثانيةٍ حتى ؟؟ ... أخشى أنه أحدهم ...!

    قلت :

    "ولماذا تفعلون شيئاً مماثلاً ... فأنا أعيش هنا منذ ثلاث سنوات ولم يحدث شيءٌ مماثل .."

    قال :

    "لقد حدثت سرقةٌ مؤخراً في المنزل المجاور لك .. وأبغلنا أصحابه بالقدوم , فيتوجب علينا تفتيش كل المنازل المحيطة .."

    يالذكائهم .. لقد كشفوا أنفسهم .. أعتقد أن المنازل المجاورة بنا مهجورة منذ عام .. فهل ياترى يلقي هذه المحاضرة عن كل من يلتقيه!.. أم أنه يعلم بوجود جيم هنا ؟؟ أم أنه .....حقاً شرطي ..؟؟!!!

    قلت :

    " وهل ستفتش المنزل وحدك سيدي .. ؟؟ "

    قال في لهجة ضيق :

    " لم آتي لكي تفتحي معي هذا التحقيق ؟؟ يتوجب علي أنا أن أحقق معك !"

    قلت :

    "أنا آسفة .. لكن لا يمكنني أن أسمح لك بتفتيش منزلي ..."

    قال في استنكار :

    "ولماذا ؟؟"

    قلت في لهجةٍ مماثلة :

    "أولاً أنا لست سارقة , وإن أردت تفتيش منزلي فبه خصوصياتي , ولن أسمح بذلك إلا مع تصريح ٍ رسمي , و أن يرافقك أحدٌ يؤيد كلامك هذا ..ثم قد يكون السارق من الخارج ، كيف علمتم بعدم هروبه؟؟"

    قال في عصبية :

    " اسمعي يا امرأة .. لست مستعداً لتضييع الوقت في هذه التفاهات .. افسحي الطريق ولا تقفي بوجهي , وإلا فتشت المنزل بالقوة .. هذه أوامر .."

    لم آبه لحديثه , لأنه لو كان شرطياً حقاً , من المؤكد أنه سيفعل شيئاً آخر .. على الاقل سيحاول أن يثبت لي قصته المزعومة ، أو يرافقه زميلٌ ما.. فالدولة هنا تهتم بعدم ازعاج الناس بدون سبب .. ويتعامل الشرطة بأسلوب أكثر هدوئاً ..

    كدت أغلق الباب في وجهه علامة الاعتراض والثبات على موقفي .. حين منعني شيءٌ ما , وُضِع بين الباب و مكان ارتكازه , شهقت شهقة رعبٍ حين رأيته .. لقد كان بكل جرأة .. "مسدس .."

    صرخت به :

    "ماذا تفعل أيها المجنون .."

    قال :

    "لقد طلبت منك بالبداية التخلي عن عنادك , ليس امامي الا استعمال القوة .."

    قلت له ::

    "هل يفعل رجال الشرطة ذلك ..؟؟"

    قصدت من حديثي أن أوضح له أن لعبته في التنكر بشخصية شرطي واضحة الخسارة , لكن يبدو أنه فهم شيئاً آخر ..

    قال في عصبية :

    "نعم يفعلون ذلك عندما تقف مسلمة حقيرة مثلك في وجههم وتمنعهم من أداء عملهم .."

    فار دمي في عروقي .. لكنني تمالكت نفسي , إذ كان مسدسٌ موجه لرأسي .. مع ازدياد خوفي عند علمي أنه من أولئك الاشرار ..

    وقبل أن أتكلم .. سمعت أحداً ينادي من خلف ذلك الشرطي المزيف :

    "هيث .. انتظر يا هيث .. دعك من هذا الآن .. لقد طلبوك لأمر مهم .."

    التفت .ذلك المدعو "هيث " .. إلى الذي يبدو أنه رفيقه ..وقال :

    "ماذا بحق الجحيم ؟؟"

    قال الآخر :

    "عذراً سيدتي .. لقد حدث خطأٌ ما .. أعتذر لك .."

    قال "هيث" :

    "ماذا تقول أيها الأحمق .. "

    خطا رفيقه خطوة واحدة داخل الشقة , وانتفض قلبي .. لكنه عاد يرجع بخطواته , فقد اقترب للداخل ليسحب الباب , وقبل أن يغلقه تماماً , كرر :

    "أعتذر مجدداً ... تعرفين أن عمل رجال الشرطة يحتمل الكثير من الضغوطات .. سنسيطر على الأمر قريباً ..عذراً سيدتي"

    قبل أن أنطق بحرف , كان قد أغلق الباب ..

    وقفت خلف الباب أتنهد بعمق .. وبراحة , بينما أنا كذلك إذ بي أسمع حديثهما ,, لقد كان باب منزلي مصنوعاً من الخشب الخفيف .. فكان سهلاً وصول الصوت للداخل .. كما دويّ تلك الرصاصة أمس ..

    سمعت ذلك الفظ هيث يقول :
    " أيها الأبله , كدت أفتش المنزل .."

    خفت .. انتفضت ..إذاً لقد كان يعرف بوجود جيم ..؟!

    لكنني ارتحت بشكل عجيب حين أكملا حديثهما ..

    "لا أبله سواك .. ألم تنتبه أنها مسلمة ؟؟ كيف تظن أنه دخل بيتاً مسكوناً ..؟؟ حتى لو فعل .. فقد رأيت منزلها من الداخل .. ولم يكن به أحد .."

    رآه .. متى ؟؟؟

    هيث :

    "قد يكون احتمى بشخصٍ ما .. وحكى له ما حدث ..و.."

    "أووه , كف عن هذا. . لقد اتصل السيد الكبير وأرسل مات ليعطينا أوامر أخرى جديدة .."

    سمعت بقية الحديث هذه بصعوبة ، فقد كان صوتهما ينخفض تدريجياً وهما يبتعدان ، حمدت الله أن لم يتطور الأمر ، كنت سأذهب أنا وجيم في "خبر كان " ...

    توجهت إلى الغرفة التي لجأ إليها جيم .. ودققت على الباب .. ففتح ببطىء قائلاً بصوت منخفض :

    " حبيبة ؟؟؟"

    قلت :

    " لا بأس لقد ذهبوا .."

    قال في توتر :

    " ماذا حدث ؟؟؟"

    حكيتُ له ما حدث .. فقال لي بعدها:

    " يجب أن أتصرف .. "

    قلت في قلق :

    " ماذا ستفعل .؟؟؟ "

    قال مطمئناً :

    " لن أخرج بالطبع .. فلا يوجد لديهم أي مجالٍ للتفاهم .. ثم إنني لن أكتم أمرهم .."

    تردد جيم في إكمال حديثه ... فبقيت صامتة ..

    قال فجأة :

    " ماذا لو أديتِ لي خدمةً صغيرة ..؟"

    قلت في عجب :

    "ماذا ؟"

    " أعلم أنني أثقلتُ عليك , لكن طرأت لي فكرة ، بإمكانها تخليصي من هذه الورطة ، وبذلك سأكون ممتناً لكِ "

    قلت :

    "ماهي ؟"

    قال :

    " سأعطيك عنوان الشركة .. وهناك يعملُ صديقٌ لي .. سأطلب منك إخباره .. فهو مقربٌ مني جداً .. يستطيع تخليصي مؤقتاً بإخراجي من هنا .. "

    قلت :

    "حسناً لا بأس .. لكن ماذا سيفعل صديقك ؟؟"

    قال :

    "سيفعل الكثير .. فأنت لا تعرفين هذا الصديق .. !!"

    لم أفهم .. لكنني تجاهلت الأمر منتظرةً منه التوضيح ..

    قال :

    " أعتقد أنني أستطيع الاعتماد عليه في مثل هذا الأمر .. فقط سيكون عليكِ إخباره بالورطة التي وقعت فيها .. وسبب اختفائي .. وأخبريه عن مكان تواجدي .. و .. إن استطاع إخراجي من هنا .. "

    قلت :

    " حسناً .. يبدو الأمر سهلاً .."

    قال :

    " صحيحٌ أنه يحمل الكثير من المخاطرة .. لكنني لا أعلم شيئاً عن هذه العصابة .. لذا فنفعل ما يمكننا عمله بالتحرك بسرعة .."

    يا للفكرة .. أعتقدأنها ستفشل ... و .. قد أتعرض للكثير من المخاطرة ... لكن ماذا يجب أن أفعل .. هل سيبقى هنا طوال الوقت ؟؟ لا أستطيع احتمال ذلك القلق طويلاً .. استحسنتُ الفكرة كثيراً ... وقلت :

    " إذن فلأذهب لتنفيذ الفكرة .الآن .."

    قال :

    " الآن ؟؟ .. ماذا لو شكوا بالأمر .."

    قلت :

    " حقاً .. إذن سأذهب بعد فترةٍ قصيرة .."

    وأمضيت بعض الوقت مابين حاسوبي ، وبعض الترتيبات على أوراق الجامعة ومستنداتي.. ولم أستطع منع تفكيري من الخوض في موضوع جيم وتلك المهمة ..

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    من ناحية أخرى ... وفي تلك المنطقة ... اجتمع مات برجاله في زاويةٍ مهجورة .. وقال بعصبية :

    "أستطيع أن أوقع مئة ورقةٍ على فشلكم .الآن .."

    تلعثم الرجال .. واضطربوا .. فمنظر زعيمهم الغاضب طالما جعل حلوقهم تجف خوفاً ، و عروقهم تنتفض دمائها هلعاً .كالجاني ينتظر الحكم بالاعدام !

    قال مات :

    " ماذا سيقول السيد الكبير عنا الآن ؟؟؟ لقد أوكل إلينا مهمة أخرى , تبعد عن هنا بحوالي خمسين كيلو متر .. "

    ارتسمت علامات التعجب والدهشة الممزوجة بالتوتر على وجوه الرجال ..بينما أكمل مات :

    " وهذا يعني أنه قد استغنى عنا في هذه المهمة .. وهذا توقيعه بفشلكم في الأمر ..."

    تابع :

    " والآن سنتجه لتنفيذ الأوامر الجديدة وسننسى أمر ذلك الأخرق "رجل الأعمال " الآن .. "

    قال :

    " وإن غضب السيد الكبير .. فسيتلقى كلٌ منكم رصاصةً محترمةً في جبهته الحمقاء .... هذا كل ما في الأمر...."

    امتلأت نفوس الرجال بالحنق والغضب .. لكن السبيل إلى تنفيسه كان كتمانه بالنهاية ..

    تحركوا جميعاً مع مات في سياراتهم لتنفيذ المهمة الجديدة .. فياترى ما مقصد السيد الكبير في ذلك ؟؟ ومن هو ؟؟؟ وهل سيتجاهلون أمر جيم ؟؟؟ كيف وماذا ولماذا ؟؟ ,,
    وماذا ستفعل حبيبة؟؟ ومن هو صديق جيم؟؟ و...................يكفي هذا!
    أسئلةٌ ظلّت معلقةً في السماء .. منتظرةً بقية الأحداث .. لتكوّن جواباً مناسباً ..
    ِِِِِِِِِِ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

  7. #7

    الصورة الرمزية MaJiD

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,259
    الــــدولــــــــة
    بريطانيا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي عيديتكم .. !

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    الفصل الخامس عشر

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    ~جيم~


    كنت قد استقريت قليلاً بعد سفري ، فقد بدأت أخرج مع أحمد للمؤسسات ودراسة الشركات وإمكانياتها هنا .. وقد عرضت العمل على عددٍ من الشركات ..
    أمضيت بعض المشاوير ، ومنها رأيت المساجد والمراكز وتعرفت على المجتمع الاسلامي والعربي بشكل مختلف .. مما جعلني مسروراً بهذا السفر ..
    بالنسبة لحبيبة ، فقد قررت أن أنفذ ما ببالي ، ولكن رجحت أن أستشير أحداً قبل أن أقدم على الأمر ... ومن غير أحمد ؟
    كنت في غرفتي في الفندق ، حين اتصلت به ، وحدثته بالموضوع :

    " كنت أود استشارتك في أمرٍ عزمت عليه .."

    قال :

    " على الرحب والسعة . .تفضّل .."

    قلت :

    " كنت أفكر في أن أخطب فتاة مسلمة ..."

    قال بدهشة :

    " حقاً ؟؟"

    ابتسمت وأنا أقول :

    " إنعم ، لكنها عربية ، وتعيش هنا في وطنك .."

    استغرب الأمر وسألني :

    " ومن أين تعرفها ؟"

    قلت :

    " التقيتها صدفةً في وطني ثم تفاجأت أنها تسكن هنا في مدينتك .. "

    قال :

    " هل أنت متأكد يا جيم ؟"

    قلت :

    "نعم ، لقد عزمت على ذلك منذ فترة .. ولكن ، لم تسمح الظروف .."

    قال بقلق :

    " لكنك .. أقصد أنك مختلفٌ عنها ، وهذا أمرٌ شاذٌ بالنسبة لمجتمعنا ومجتمعك .."

    قلت محتجاً وكأنه عارضني!:

    " أعلم ذلك .. ولكن .. ليس مستحيلا .. أه ، حقاً لا أدري يا أحمد .. ولكني أريد أن أخطب هذه الفتاة بالذات .. ثم إنها عاشت فترةً طويلة بالخارج .. إضافةً إلى أنها تعرفني .. و...."

    صمتُّ وقلت له فجأة :

    "لا أدري حقيقةً .. أعرف أن فيه نوعٌ من المجازفة لكن كنت أود المحاولة "


    قال :

    " مادمت مصراً وعازماً ، فلا ضير من ان تحاول .. ووفقك الله لما فيه الخير لك .."

    بعد أن شجعني أحمد ببعض الكلمات ، التي لم تمنعني من قراءة الاستنكار في عينيه
    وهنا شعرت أن الرفض سيكون من نصيبي . ووصل شعوري إلى نسبة التسعين في المئة .. ولكن حبيبة مختلفة . .ليست كغيرها .. لها أفكارها ومبادئها الخاصة ، هذا ما كونته عنها .. وأنا مصرٌ على ذلك .. من يدري ؟ ولكن سأحاول !

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    ~ حبيبة ~

    اليوم ، هو يومٌ خاصٌ جداً .. لا أستطيع وصف سعادتي اليوم من أجل صديقتي الغالية حنان .. فاليوم هو يومها المميز .. والذي ستتألق فيه وتنتقل لحياتها الثانية .. الكل يعمل بجد ، وحين تنظر إلى الجميع يخيّلُّ إليك أنهم لا يسيرون ، بل يطيرون وكأن اليوم عيد بالنسبة إليهم. قدمتُ إلى منزل حنان منذ الصباح الباكر ، لأرافقها في مشوار تجهيزاتها .. والآن انتهينا من كل شيء ، وحانت اللحظات الحاسمة ..
    و ....بدأ الحفل .. وقدم المدعوون والزوار والأقرباء .. وأمي جاءت أيضاً .. إن هذه الأجواء جميلةٌ حقاً .. فكم هي مختلفةٌ عن تلك التي عشناها في الغربة .. إنها أيام عذابٍ تلك التي قضيناها هناك .. والحمد لله .. كل شيءٍ على مايرام الآن ..
    تألقت حنان هذا المساء ، وبدت عروساً رائعة .. فليبارك الله لها ..
    اقتربت منها أعبر لها عن سعادتي :
    - مباركٌ لك يا حنان
    1شكراً لك حبيبة .. لقد وقفت معي كثيراً .. بارك الله فيك
    قبلتها على جبينها ودعوت لها فقالت بسعادة :
    2سأرد لك الجميل في يومك ..
    ضحكت وقلت :
    3بالطبع ستفعلين .. !
    اكملت معها بعض الأحاديث .. إلى أن زُفّت حنان وخرجت مع زوجها في وقتٍ مبكّر ، بينما بقي المدعوون مع الأقارب والأهل يكملون السهرة .. فاستأذنت أنا من أمي أن أذهب لأرتاح ، فمادامت حنان قد ذهبت ، فهنا ينتهي دوري .. ولقد بقيت أعمل منذ الصباح الباكر وظللت بجانبها طوال الوقت .. فأذِنت لي والدتي بالمغادرة ، وفضلت هي البقاء مع والدة حنان والبقية .. نظرت إلى ساعتي وأنا أغادر ، كان الوقت مازال مبكراً على غير العادة ، لكنني فضلت العودة ...
    كنت عائدةً للمنزل مع جارةٍ لنا ،.. وافترقنا عندما أوصلتني لباب منزلي ..
    وماكدت أرفع بصري إلى باب المنزل ، حتى ...رأيته !

    لم تنقضي فترةٌ طويلة منذ آخر مرةٍ رأيته بها .... لكن الأمر الأكثر غرابة ، أن أراه هنا .. في الوطن ! ماذا يفعل هنا ؟ في هذا الوقت ؟وعند منزلي !!! كيف ؟؟ماذا يحدث؟؟

    قلت بذهولٍ رهيب :

    " كيف .......!"

    تحدث قائلاً بارتباك :

    "......؟! لقد ...لقد أتيت لوطنط صدفة .... أرجو أن تتمهلي فسأعلمك بسبب وجودي هنا "

    تابعَ بسرعة :

    "... هل والدتك موجودة ؟"

    قلت بارتباك :

    " لا ...انها غير موجودة .."

    قال في كلمات ٍ متوترة :

    " .كنت أريد التحدث معها...لقد جئتُ لأنني... "

    قطع كلماته، ورفع بصره لثانيةٍ خاطفة ، وتابع :

    "لأنني أريد أن أخطبكِ ......"

    تنهد وقال مدركا :

    " لقد صارحتك بما جئت من أجله .. "

    نظرت للارض في ذهول ولم ادر ما افعل !

    لم اكن اتوقع حديثا كهذا ولا لقاء كهذا...ووجدتني اريده ان ينصرف بأي شكل

    أريد سد اذني باي شيء...نما عن ارتباكي غمغمة خافتة

    قال مودعا :

    " الى اللقاء .. "

    ماذا يفعل هذا المتهوّر ! صدق ادوارد ...
    كدت أعود للمنزل وأتركه واقفاً .. فعليه أن يتوقف عن محاولاته هذه ولقاءاته المفاجأة ..ألا تكفيه أول مرة ؟!والآن حتى هنا ؟؟؟؟ثم ماذا عن اسلامه ؟ الا يفكر في الامر ؟

    قلت محاولة استعادة سكوني :

    "انتظر.."

    التفت في عجب ، وحقيقةً لا أدري من أين جئتُ بتلك الشجاعة لأتحدث معه بعد ماقاله أو أن أوقفه بهذا الشكل...

    قلت :

    " لماذا تصر على مقابلتي بهذا الشكل ؟"

    قال:

    "صدقيني ،لم اكن اقصد هذه المرة ، وكنت أعتقد أن والدتك موجودة ... أما من قبلُ ، فقد أخبرتك بالسبب الآن .."

    قلت بتوتر وبدون تخطيط :

    " إنني ......"

    أوقفني ترددي لكنني أكملت أخيراً بارتباك:

    "انني مخطوبة.."

    بدا كأنه تفاجأ ... بل أعتقد انه صُدم ..واستدار ببطىءٍ بعد قليل لينصرف ..

    قلت لما رأيته ينصرف:

    " السلام عليكم "

    ودخلت لمنزلي بسرعة قبل ان اسمع الرد
    ووجدتني الهث بشدة
    شعرت بارهاق اليوم بأكمله يعلن قوته وانتصاره علي ، فتوجهت لغرفتي احاول نفض اللقاء الاخيرعن فكري
    كيف حدث هذا ؟؟ لا أعلم .. انه مصرٌ على عدم الخروج من دائرة حياتي !! لماذا يفعل ذلك ؟؟؟
    الذهول ظل يرافقني لمدةٍ طويلة .. حدث الكثير مؤخراً مما أعجز عن استيعابه ..
    لقد كذبت وأظنني قلت مخطوبة .. لكن .... !!!

    رأسي أصابه صداع ! ستؤدي بي هذه المفاجآت إلى الجنون حقيقةً وأتمنى أن تكون هذه النهاية ..

    آخر ما كنت أتوقعه هو وجوده هنا بالذات !!!
    كيف حصل على عنواني وكيف عرف أنني أقطن هنا ؟؟
    كيف؟؟؟ ...ولماذا ...؟َ!!...ومتى؟
    زفرت بعجب ! .. وعدت أفكر فيما قلته له ..
    .. كذبتي كانت لانهاء الأمور ولكي لا يتعمق فيما يفعل .. ولا أدري أأسعد لأن والدتي لم تكن موجودة أم أن وجودها كان أفضل ؟
    أظنني أرجّح الاختيار الأول ...
    وفعلاً يجب عليه أن يفكر بالأمر .. فكما رأيته الآن ، رأيته شخصاً يقوده ما يريد لأن يتحرك بدون تفكيرٍ فيه ولا دراسةٍ للأمر !

    حاولت نفض الافكار والموضوع كله عن رأسي ، فقد انتهى للأمر .. وسيعود كل شيءٍ كما كان !في هذه اللحظة ، شعرت بحاجتي إلى حنان ومزاحها الذي يغير الأجواء ، وطيبتها التي تمحو القلق والتوتر ، ومشورتها التي تدفع الوساوس والأفكار المتضاربة ..أووه ! كم أنا ساذجةٌ !! تذكرت أنني قد عدت للتو من حفل زفافها !! يا الله !!
    شعرت حقاً بحاجتي لها ، وندمت على أنني لم أخبرها بالأمر منذ البداية .. أحياناً تتواجد أشياء بالحياة لا يمكنك الحديث بها مع والديك، بل أفضل مستمع لك في
    هذه الحالة ، هو صديقك أو أي شخص يفهمك جيداً ,,. حيث يقدّر أكثر وتكون له نظرةٌ خاصة ، تختلف عن نظرة الوالدين التي تكون مقتصرة على وجهات نظرٍ
    محدودة ، وداخل إطارٍ واحد بعض الأحيان !
    توجهت إلى غرفتي ، وما هي إلا لحظات وإذ بأمي تعود .. يبدو أنها أصيبت
    بالصداع من الضجيج المتواصل بالحفل ، و رأت اللحاق بي أفضل حلٍ كعادتها ..، فصحّتها لا تحتمل الكثير من الإرهاق ..
    احضرت لها الدواء والماء ، وارتجفت وأنا أسمعها تتأوه قليلاً ، أسرعت أقول :

    "أمي مابِك؟؟"

    قالت :

    " لا عليكِ ... صداعٌ وسيزول ... "

    قلت :

    " لا ..هناك شيءٌ آخر .."

    قالت وهي تتصنع الابتسام :

    " حبيبة ... كفى ! ... لا تقلقي هكذا .. "

    ثم امسكت بيدي واجلستني بجانبها على فراشها وقالت بعد صمت استمر لثوانٍ :

    " حبيبة .. ليس لي بهذا العالم سوى أنتِ .. ولست أخشى شيئاً ما دمت بجانبي ... "

    شعرت بضعف أمي ، الذي طالما تخفيه .. إنها رقيقةٌ وشفافة .. وأصابتها العديد من الصدمات القاسية بحياتها ..

    قلت لها وأنا أقبل وجنتها :

    " وأنا إلى جانبك .. فلا تخشي شيئاً وأخبريني .. ماذا بكِ أمي ؟؟"

    قالت وهي تتنهد بعمق :

    " انه صداعٌ فقط .,. أظنها الشقيقة عادت .."

    قلت بقلق :

    " أما زلت تعانين منها ؟؟"

    تركت كفي لتتناول الدواء وقالت :

    " لا عليك ، فأظن أن ربع الكرة الارضية مصابون بها .. والحفل كان فيه ضجة كبيرة أيضاً .."

    تركتها تتناول الدواء وقمت لأطفىء الضوء .. وقلت لها :

    " ستؤدي الاقراص مفعولها بعد قليل .. سأتركك الآن لتنامي .."

    قالت ممازحةً:

    " أمللت من الجلوس معي ؟؟"

    قلت بسرعة :

    " لا ، بل قصدت أن أتركك ترتاحين .. فلو جلست لن تتوقفي عن الحديث ولن أرفض أنا الاستماع .. وسأزيد صداعك !!"

    قالت ضاحكةً :

    " انا من يجب ان يتركك ترتاحين فقد ارهقت نفسك اليوم كثيرا مع حنان ... "

    وتركتها بعد قليل ..متوجهةً لغرفتي ..
    وجدت صعوبةً كبيرةً في النوم .. فالأفكار ملأت رأسي .. وليست أفكاراً محددة .. بل مشتتة ومتفرقة ..
    أفكر في العمل .. لقد كنت أنوي إخبار أمي عن رغبتي في العمل .. وأفكر في حنان .. ورغبتي في اخبارها بما حصل منذ البداية .. وأفكر في خطوبتي المزعومة وموقف جيم !!

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    جيم

    بالتأكيد أخذت عني أفكاراً خاطئة .. ولكن ماذنبي أنا إن كانت الصدفة والقدر هما من يرتبان هذه اللقاءات !!
    لكن شيئاً بات يرن في أذني .. يجب أن أنسى حبيبة تماماً .. وكما حكيت لأحمد عما حدث .. فقد عاتبني على ما فعلت وعلى حديثي معها بهذا الشكل ! وقال لي "قدر الله وماشاء فعل .. عوضك الله خيراً "
    لكن.. الأمر انتهى .. ولست أحب نبش المواقف التي ماتت ..
    أنا مصدومٌ من ما سمعته منها .. فلماذا جمعني القدر بها وهي مخطوبة !
    حاولت ابعاد الافكار عن رأسي .. لكنني حقاً كنت قد بدأت أتعلق بها كثيراً .. و أخطأت عندما ظننت أن كل ما أريده يمكنني الحصول عليه .. وهذا ما تعلمته من مواقف كثيرة مؤخراً ..
    ومع أنني قررت أن أنساها ، لكنني متأكدٌ أن امتناني لها سيظل إلى آخر العمر ..

    في الآونة الأخيرة اعلنت شركتان عربيتان رغبتهما في التعاون مع شركاتنا .. بعد ما شاهدوا عروضاً كنت قد جهزتها عن الشركة والعمل فيها ومميزاتها .. وراقت لهم كثيراً ..
    وفي هذه الأثناء ، تذكرت إدوارد .. وأنني لم أعد أسأل عنه كالسابق .. فانتابني شعورٌ بالانقباض ، هو نفسه شعوري حين عارض اسلامي ..
    امسكت بهاتفي واتصلتُ به ..

    قال مجيباً:

    " مرحباً ؟؟"

    قلت بلهجةٍ غامضة :

    " مرحباً .. هل هذا الدكتور ادوارد ؟"

    قال بشك :

    " جيم ؟؟"

    قلت :

    " جيم من ؟؟ أنا لا أعرف عم تتحدث .. هل انت الطبيب ..."

    قال مقاطعاً :

    " لو كنت جيم فكف عن هذا .. وتحدث كالبشر ! "

    ضحكت لجديته هذه ! فأظنها ساخرةً كعادته .. قلت :

    "كيف حالك ادوارد ؟؟"

    قال بنفس اللهجة :

    " حاول ان تبرر لي افعالك اولاً ..ثم بعدها اتحدث معك بشكلٍ عادي .."

    قلت :

    " ماذا بك ادوارد ؟؟وماذا أبرر لك ؟"

    قال :

    " لم لم تتصل بي ؟ يبدو أنك انغمست في عالمٍ آخر .. ماهو هدفك الرئيسي لهذه الرحلة يا جيم ؟؟ "

    قلت :

    " لم أتصل بك لأني كنت مشغولاً جداً ، وأنا آسفٌ من أجل هذا .. والعالم الآخر هذا ، هو عالمي الآن .. ! "

    زفر وقال :

    " وماذا كان هدفك من السفر ياجيم ؟؟ لقد وعدت بإخباري .."

    قلت :

    " لقد سافرت من أجل العمل .. أما ما وعدت بإخبارك إياه ، لم ينجح ، ولاداعي لاتحدث عنه .."

    قال :

    " من الجيد أنه لم ينجح .. فأنا لست ساذجاً وأعلم أنه متعلقٌ بتلك الفتاة ! "

    قلت :

    " ادوارد انتهى الأمر .. وقل لي ما اخبار عيادتك؟.."

    قال :

    " بخير ... متى ستعود يا جيم ؟"

    قلت :

    "بعد ثلاث أيام .. لقد قدمت موعد سفري ... لكنني سأعود وقد ربحت الكثير .. لقد تعاونت معي أكثر من شركةٍ يا ادوارد .. "

    قال بسعادةٍ حقيقية :

    "هذا رائعٌ جيم .. لقد فعلت كل هذا وحدك .."

    شعرت أنه يحادث طفلاً ، لكنني سعدت لتغير مزاجه فجأة وقلت :

    " أشككت في هذا ؟"

    قال :

    " لا ، بل كنت واثقاً .. إنك تذكر حديثي معك سابقاً بالتأكيد .."

    قلت :

    " نعم ...وهذا هو التغيير الذي حدثتني عنه .. والذي قمت به .. فلا تعارضه يا ادوارد .. فهو التوفيق الذي حصلت عليه .."

    قال :

    " لا تلمح للأمر كثيرا ، المهم هو أن تظل الأمور بخير .. "

    استسلمت لرغبته ، ولكنني إن لم أذكره بإسلامي فسيراه بعينيه واضحاً ..
    انهيت معه المحادثة ، وقد صعب علي الابتعاد عن ادوارد .. ولكن على كل حال فهو منشغل بعمله وأنا بعملي ، وستكون هذه حجةً لابتعادي عنه .. فمع اسلامي
    ليس هناك مجالٌ لنفس الصداقة السابقة والمحبة الكثيفة ..
    وكان الله في عوني !


    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    ثم إني وضعت بقية الرواية لانشغال الأخت لارا بأمور سفرها .. فاسألوا الله أن يعينها
    و الجزء الأخير سيتم وضعه غدا أو بعده كما تفضلون

    شيء أخير تأخرت الرواية بسبب حفظ حقوقها
    و قد تم هذا الأمر بفضل الله

    http://www.4img.com/up/07/10/03/08f1cfeb47a2e7a7bef79366f8dddde6ab75583e.jpg


    و كل عام و أنتم بـ "وطن" !
    كل عام و أنتم بخير

  8. #8

    الصورة الرمزية MaJiD

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,259
    الــــدولــــــــة
    بريطانيا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~~ نـــــور القدر ~~~ {الروايـــــة}

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    الفصل السادس عشر

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


    حبيبة

    في هذه الأيام ، بدأت أشعر بالملل ، والروتين الثقيل ! ، لذا فكرت في شهاداتي ورغبتي في العمل ..
    عملٌ أستفيد منه وأفيد به ، فسألت والدتي :

    " أمي ، ما رأيك لو تقدمت لوظيفة ..."

    دهشت أمي وقالت :

    " لماذا يا حبيبة ؟ لسنا بحاجةٍ والحمد لله .."

    قلت لها مفسرة :

    " ولكنني بدأت أشعر بالملل هكذا من الجلوس بلا هدفٍ ولا غاية ، ولا بد ان أغير من الأمر في يومٍ ما .. ففكرت في استغلال شهادتي .."

    قالت :

    " الأمر عائدٌ لكِ بالطبع ، مع أنني لا أحبذ الأمر .. "

    قلت :

    " سيكون من الجيد لو استفدت من وقتي وأفدت غيري .."

    قالت :

    " وماذا تنوين أن تعملي ؟ "

    قلت :

    " حقيقةً لم أفكر في الأمر بعد ، لكنني سأختار وظيفةً بسيطة تناسب مؤهلاتي.."

    قالت :

    " وفقك الله .. صحيح .. ستأتي خالتك الليلة .. يمكنك مناقشتها بالأمر .."

    لكن خالتي عندما قدِمت، اقترحت علي العمل في المختبرات والمستشفيات بحكم دراستي العلمية الأحيائية ! فعارضت الأمر ، .. إن هذه الأماكن لا تناسبني ، ولم أفكر يوماً بالعمل هكذا .. قلت لها :

    " إنني لا أفكر في وظيفةٍ كهذه .. كل ما أردته هو شغل الوقت وأن أختلط بمجتمع العمل المفيد .,, "

    وعندما قلت لها :

    " ثم إن المستشفيات تكون عادةً مختلطة ، وأنا التي حاولت الخروج من الغربة نفاذاً من الانحلال هناك .. فالآن ، لستُ مضطرةً لعملٍٍ كهذا .."

    قالت بضيق :

    "ومن قال ان هذه الأماكن بها انحلال؟؟؟"

    قلت :

    " لا يا خالتي لم أقصد .. بل إنني الآن أسعى للهدوء والتغيير عما كنت عليه هناك . .وطموحاتي لا تتعدى التزامي ومكوثي في المنزل أغلب الوقت .."

    قالت :
    "إذاً ماذا تريدين مثلاً .. لقد طلبت أن أقترح عليكِ .. فماذا ترين مناسباً لمتخرجةٍ بمثل شهادتك العالية ؟؟ "

    قلت :

    "كنت أقصد وظيفة بسيطة الهدف منها أبسط بكثير .. كمعلمةٍ مثلاً أو ..."

    لم أكمل ، قاطعتني بذهول :

    " معلمة ؟؟؟! .. حبيبة لا يمكن !! "

    قلت متعجبةً :

    " ولماذا ؟؟"

    قالت :

    " درستِ في الخارج ثلاث أو أربع سنوات في ارقى الجامعات والمجالات وتاتي لتعملي كمعلمة ؟؟"

    استنتجت وجهة نظر خالتي فرحت اقنعها أنني ما درست باختياري ولكن .. بدأت بعدها تتحدث عن حديث الناس وماذا سيقولون .. وكيف أنني عدت بعد سنين لأعمل معلمةً و...إلى آخره من هذه الأحاديث .. إلى أن أصابني الملل ، قلت متململة :

    " خالتي !!! "

    قالت :

    "حسناً حسناً ... لن أعارضك مجدداً ،فالأمر عائد لك .. لكن من المحزن أن تهدري كل ما حصلت عليه .. ولو كان والدك حياً لما تركك تقومين بذلك .. ولأجبرك على وظيفةٍ أخرىوأدخلك بها بنفوذه .."

    تضايقت أمي حينها من وصول الحديث لأبي وقالت :

    " لكنه مات وليرحمه الله ، ولم أكن لأسمح له أن يجبرها من جديد ، فيحق لها اختيار كل ما تفعله .. ولا يهمني ولا يهمها المظهر يا سناء .. فلنترك المظاهر والحديث للناس .. ثم إنني أعارض أن تبقى ابنتي لمدة اثنا عشر ساعةٍ مثلاً بالخارج ! "

    توقفت خالتي عن جدالها ، فكنت أرغب باستشارتها ، ولكن مشورتها لم ترق لي ..
    المهم الآن أن أنظر في الأمر .. وسآخذ أيضاً برأي حنان ، ولكن بعد أن تستقر بحياتها قليلاً ، فلي معها حديثٌ طويل ....

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    ~جيم~

    أظن أن الغد سيكون آخر أيامي هنا .. ولكن .. ربما أعود مع أحمد يوماً ..
    اليوم اقترح علي أحمد اقتراحاً .. ترك فيّ الكثير من التضارب .. قال :

    " جيم ، هناك أمرٌ فكرت فيه كثيراً ، ولم أجد الوقت لطرحه .. "

    قلت بفضول :

    " تفضّل ، ما هو ؟"

    قال :

    " عادةً من يسلم يقوم بتغيير اسمه إلى اسمٍ عربي بلغة القرآن .. فما رأيك ؟ مع انني أظن أنه سيصعب عليك .."

    قلت بقلق :

    " كيف يا أحمد ؟؟ أغير اسمي وقدعرفني به الجميع ؟؟ وقد استعملته طوال ثلاثين عامٍ !! أيتوجب عليّ ذلك ؟؟؟"

    قال :

    " من الأفضل أن تفعل ، ولكن .. أعلم أنه من الصعب عليك ، ولكنك أسلمت يا جيم ، وهي الخطوة الرئيسية وأظن أن الباقي سيكون سهلاً أمامها,,"

    فكرت قليلاً ثم قلت :

    " لكن اسلامي قد يتجاهله الناس في تعاملهم معي ، أما الاسم ، الكل يستخدمه .... لست أقصد أنني سأخفي اسلامي ، ولكنك تعرف كمَ المعارضات والانتقادات التي من المتوقع أن أحصل عليها ، فالاسم سيزيد الأمر ثورة.."

    قال مفكراً :

    " وما رأيك أن يكون لديك اسمان .. ؟؟ "

    سألته بدهشة :

    " كيف ؟"

    قال :

    " طرأت لي هذه الفكرة ، فلو كان لك اسمان ، سيكون اسمك المعتَمد كما هو .. ويكون اسمك الثاني هو ما تعرف به كمسلم .."

    قلت :

    " أظن هذا أفضل فعلاً ... آه يا أحمد .. كم تروقني أفكارك .."

    ابتسم مشجعاً وقال :

    " أنا في الخدمة .."

    نظرت إليه بامتنان :

    "شكراً لك ,.. أنت صديقٌ رائع .."

    قال :

    " وأنت كذلك .. أنا سعيدٌ من أجلك .."

    حقاً إن أحمد صديقٌ رائع ، احتل مكانةً كبيرةً في قلبي .. يشعرني دائما بالصدق والايمان والوفاء .. يشجعني في كل خطوة أقوم بها ..

    كنت جالساً في غرفتي وأنا أرتب حقيبتي مستعداً للسفر في الغد .. وفكرت لوهلةٍ في حبيبة .. وتنهدت بعمق فقد وعدت أن أنسى أمرها .. لكن ، ماذا لو فعلت أمراً أخيراً أعبر فيه عن امتناني وتأسفي لأنني ضايقتها كثيراً ..
    هي لن تراني بعد الآن وسأحرص على هذا .. ولن تسمع صوتي كذلك ..
    أحضرت محفظتي، وأخرجت منها الورقة المثنية ، وفتحتها لأنقل منها معلومةً أخيرة ، ومزقتها ورميتها في السلة احتراماً لحبيبة ..
    لن انسى يوماً جميع من وقفوا معي إلى أن وصلت إلى هذه النقطة .. لقد عوضت كل الإحباط الذي شعرت به ، وكل التراجع الذي عمّني سابقاً .. بمساعدة أفضل من قابلتهم في حياتي .. تعلمت الكثير ، وأخذت الكثير .. فالحمد لله .. وفي المستقبل الكثير .. وأرجو الأفضل ..
    ودعت أحمد ثاني يومٍ وأنا أغادر وقد ارتاح ضميري ، وشعرت لأول مرة بالسعادة الحقيقية ..
    وجدت الضالة المفقودة .. والكنز الثمين .. والنجاح المنشود ... ولن يرجعني أحدٌ ولن أتنازل عما حصلت ، ولو عارضتني قارّتي بأكملها ..
    والحمد لله حمداً كثيراً ..

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    ~ حبيبة ~

    هاتفتني خالتي اليوم ، وهي تخبرني بمفاجأة ، حسبت أنها اعتذارٌ منها عن مهاجمتها لي بالأمس .. قالت لي :

    " لقد وجدت لك وظيفةً ممتازة ! ومناسبة جداً .."

    قلت بلهفة وأنا أرجو من الله أن تكون مناسبة حقاً .. قالت :

    " إنه مركزٌ نسائي عبارةٌ عن أقسامٍ علمية ، تابعٌ لعدة مدارس ، به مختبراتٌ ودروسٌ ومما إلى ذلك.. وهم يحتاجون لمثلك فيه .. "

    قلت فرحةً لأنها راعت متطلباتي ، وقلت ممتنة :

    " رائعٌ جداً .. أشكرك جداً يا خالتي .. "

    مازحتني وأعطتني عنوانه ، وأرقامه ،وكان فعلاً مركزاً ممتازاً وفرصةً ذهبية لمواصفات العمل الذي أبحث عنه ..

    بعدها وأنا في هذه الحالة من صفاء الذهن ، قمت بالاتصال بحنان ،باركت لها من جديد ، وأطلت معها الحديث كثيراً .. أخبرتها بالكثير والكثير مما أخفيته عنها من قبل وكان العتاب من نصيبي ، ولقد انفعلت بصدق ، وشعرت بالندم لأنني استخففت بالموضوع ولم أخبرها عنه .. لكنه انتهى الآن .. وكل شيء عاد لما كان عليه ..

    قلت بعدها لأغير الموضوع :

    " هييييه! حنان متى تنوين زيارتي ؟؟ "

    قالت مازحةً بتحدي :

    " أنت تمزحين بلا شك .. أتطلبين من ديقتك زيارتك وهي في ثالث يومٍ من زواجها ؟؟؟"

    لم أجب بل ضحكت ، فقالت :

    " محاولةً فاشلة لتغيير الموضوع .. لكن لا بأس سأجيبك .. سآتي لزيارتك قريباً .."

    قلت بسعادة :

    " حقاً .؟؟؟ "

    قالت متحدية :

    " ربما في حفل خطبتك المزعومة ! "

    ضحكت منها ، فهي لا تتوقف عن التشمت بي !! أنهيت محادثتي بعدها لكي لا أطيل عليها .. وأثقل على حياتها الجديدة ..

    أما أنا فكنت سعيدةً والحمد لله ، مع أن موضوع جيم كان يبدد هدوئي قليلا ، وأنا أتخيله يظهر من جديد ! لكنني كذبت أفكاري ، وقلت بالطبع لن يظهر !! فقد انتهى الأمر ، وكذبتي أوقفت كل شيء !

    في اليوم الثاني كنت قد ذهبت إلى المركز ليزودوني بالمعلومات عن الوظيفة ، ووجدتها رائعةً وهادئة .. وأيضاً ليست متعبة كالتعليم المهلك للراحة .. ولا كالطب .. فهي وسطٌ ومحدودة المواعيد .. وقبلوني لديهم والحمد لله ..

    لكن عندما عدت إلى المنزل .. وجدت أمي تفتح لي بانشغال وهي تقول :

    " لدي ضيوفٌ يا حبيبة ، لذا سأناديكِ بعدما أنتهي ..."

    قلت وأنا أصعد :

    " حسناً .. لكن من هم ؟"

    قالت مبتسمة :

    " سأخبرك فيما بعد .."

    واستطردت :

    " صحيح كيف كان يومكِ ؟"

    قلت :

    " الحمد لله كان رائعاً ، سأخبرك فيما بعد أيضاً .."

    أومأت بضحكة قصيرة ، وعادت لضيوفها .. لا أدري لم راودني شعورٌ غريب ! وكأن الأمر متعلق ٌ بي .. فلو كانوا صديقات أمي ، لكانت دعتني للدخول .. أما من هذا فأفهم أن لديها ضيوفٌ ، ذكور ...

    لم تتأخر أمي كثيراً بل عادت بعد قليل مبتسمةً بسعادة وتفاجأت حين احتضنتني ، فابتسمت لها وقالت :

    " خمّني ماذا ؟؟ "

    قلت بشك حاولت إخفاه في لهجةٍ مرحة :

    " بشأن الضيوف ؟"

    قالت بجدية فرحة :

    " نعم .. لقد تقدّم أحدهم لكِ ..."

    قلت مذهولة ، و امتلاً قلبي قلقاً، وشكوكا ..

    قلت :

    " حقاً ؟ من هو ؟"

    استغربت أمي ، وقالت :

    " انه ابن جارتنا القديمة ، عبد الله .."

    تابَعَتْ :

    "حبيبة .. ماذا بك ..؟"

    كانت المفاجأة تلفّني .. أيمكن أن تتحول الكذبة لحقيقة ؟؟

    قلت بسرعة :

    " لا شيء يا أمي ، ولكني تفاجأت فقط .. "

    قالت أمي :

    " أنا سعيدةٌ من أجلك .. فهو معروفٌ بخلقه والتزامه ، وكانت معي منذ قليل والدته ، إنها طيبة ٌ جداً .. وأنت تذكرينها أليس كذلك ؟؟"

    قلت محاولةً الاستيعاب والتذكّر :

    " أظن ذلك .. إنها خالتي منى كما أذكر .."

    قالت ضاحكةً :

    " لقد تذكرتها رغم مرور زمنٍ طويل بعد سفرك .."

    ثم قالت :

    " سأخبر عمّكِ وسننظر في الأمر .. فهو يروق لي كثيراً وأريد أن أسعد بك يا حبيبة قبل أن أفارقك .."

    انتفضت وأنا أقول لأمي :

    " أمي ، لا تقولي هذا ثانيةً ..ويقدر الله الخير إن شاء الله .."

    قالت وقد غلبتها عواطفها وسالت دموعها :

    " ان شاء الله "

    ، فاحتضنتها وأنا أربت على كتفيها وقلت معاتبةً :

    " أمـــي !!! "

    وتابعتُ :

    " أطال الله بعمرك يا أمي .. لا تقولي مثل هذا الكلام ، فأنا من سيبكي .."

    إن ضيق أمي يشعرني أنا بالضيق ، وكثرة أقوالها هذه تخيفني .. أصررت على الاعتناء بها أنا هذه الفترة لترتاح ، ونسأل الله السلامة ..

    بعد حوالي اسبوعان .. قبلت فيهما عبد الله ، الذي كان على خلقٍ ودين ، شعرت حقاً أن الله قد وفقني للقبول بعد الاستخارة ومشورة الأهل ..

    وقالت لي حنان مداعبةً حين قدمت لزيارتي في الحفلة التي أقيمت إعلاناً للخطبة :

    " لقد أخبرتك أنني سأزورك في حفل خطبتك !! "

    قلت :

    " لكنها ليست مزعومة... "

    كانت الأيام والأحداث يسيران بسرعة ، وتطورات كليهما تجري كالسيل ، تجرفنا معها ..
    في هذه الفترة ، كان العمل يروقني جداً ، وكنت سعيدةً به ، فقد أثبتت مهارتي ، واستحقاقي لشهاداتي ..
    جلسّت حنان بجانبي تلقي عليّ دعاباتها القصيرة .. والسعادة تلفنا جميعاً ..
    هل هذه حفلة خطبتي انا ؟؟ لا أكاد أصدق !!
    في نفس الليلة بعد أن انتهى الاحتفال البسيط ..، طرق أحدهم باب المنزل وفتحت أمي الباب ، انتظرت لأعرف منها فوجدتها عادت تقول لي :

    " هناك من يريدك عند الباب .."

    قمت من مكاني لأرى من الزائر ، ارتديت حجابي ، وفتحت الباب .. كان رجلاً متقدّماً في السنّ قليلاً .. قال :

    " أأنت الآنسة حبيبة ..؟"

    قلت :

    " نعم أنا .. خيراً ؟ "

    قال :

    " هذه رسالةٌ موجهة لكِ من السيد محمد .."

    قلت باستغراب وأنا أتناول الرسالة وأتفحصها :

    " مَن ؟؟ محمد ..؟؟ لا أعرف أحداً بهذا الاسم .."

    لكنه كان قد التفت ليغادر وهو يقول :

    " دوري هو ايصال الرسالة ، ولا أعرف شيئاً .. وداعاً .."

    دخلت للمنزل وسألتني أمي بدهشة:

    " من هذا الشخص وماذا أراد منك ؟"

    قلت أنا بنفس الدهشة :

    " لا أعرف لقد سلمني رسالة .."

    قالت أمي بعد تفكير :

    " ربما هي من عبد الله ، أراد أن يرسلها لك في ليلة خطبتك .."

    قلت وأنا أفكر :

    " لا أظن ... فقد قال لي إن المرسل ...."

    قطعت حديثي ، أحببت أن أفتح الرسالة أولاً ثم أقول لأمي إن وجدت الأمر مهماً .. قلت لها وأنا أتجه للدرج:

    " سأفتحها و أرى مالأمر ، وسأخبرك إن كان بها شيءٌ مهم أمي .. .."
    وابتسمت وأنا أقول لها :

    " تصبحين على خيرٍ يا أمي الحبيبة "

    قالت :

    " تصبحين على خير حبيبتي .."

    وفي غرفتي ، جلست بنفس الذهن الصافِ ،و الفضول يتردد على جدار تفكيري .. أيمكن أن تكون من عبد الله ؟؟ لكنه قال (محمد ) ..

    فتحتها لأنهي تساؤلاتي ، وجدت ورقةً مثنيةً بانتظام .. ورقةٌ عاديةٌ بيضاء .. وفتحتها وبدأت أقرأها .. والدهشة تتملكني شيئاً فشيئاً .. كان هذا نصها :

    " السلام عليكم ورحمة الله

    بالتأكيد تساءلتِ من هو محمد ؟ ..
    إن محمد وجيم هما شخصٌ واحد .. ولأنني قطعتُ عهداً على نفسي ألا أعترض مجرى حياتك مجدداً ، لذا أحببت في النهاية أن أعبر عن شكري وامتناني ، اللذان لم أستطع أن أعبر عنهما من قبل .. وبنفس الوقت أن أعبر لكِ عن أسفي ، في هذه الرسالة .. لأنني أجبرتك على التورط بمواقف كنت تتجنبينها ... مرةً بغير قصدٍ ومرةً بقصد ..،ولكن القصد كان لتعلقي بك منذ أول لقاءٍ ، اللقاءُ الذي لن أنساه أبداً ، إنها تجربةٌ قاسية ، لكنها عادت علي بالكثير والكثير .. وصدق الله تعالى حين قال ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم ) .. فخلال تدارسي القرآن وتعمقي بالاسلام ، وجدت الكثير من المعاني الصادقة التي انطبقت على الواقع ..
    أتمنى أن تعذريني عما أزعجتك به مسبقاً ،، ولقد أدركت بعد حينٍ الفروق الاجتماعية الكثيرة التي لن تنجح في أمرٍ كهذا .. وعلمت أن الله فقط يسر لي عن طريقك باب الهداية .. أنت أولاً وبعدك من أكملوا معي المشوار ..
    وكما أنكِ أخبرتني أنكِ مخطوبةٌ .. مما أورثني شعوراً بالندم والخجل ، كما وأنا أشعر بهما وأنا أرسل لكِ هذه الرسالة .. لكنها الختام......فأعتذرُ وأعتذر ..!
    .. لقد لاقيتُ الكثير من النجاح في شركتي بعد أن هداني الله للإسلام .. وقد منّ علي بالكثير من النعم .. لذا استمري بنشر أفكارك ودعوة غيرك .. فقد تجذبين الكثير للنور بأسلوبك .. وتكسبين الأجر بشخصيتك .. وإنني لأرجو أن أخدم الاسلام وأدافع عنه الآن لأعوض ما مضى وأثبت للعالم أنني اخترت الصواب...
    لقد عدت لوطني وأنا أحمل الكثير من الفخر والسعادة ..
    أشكرك جداً ، وسأدعو الله لكِ بالتوفيق والنجاح ، والجنة .. ولا تنسيني من دعائك ..
    وإن احتجت شيئاً في المستقبل ، فتذكرين شركتي .. حتى ولو بعد خمسين عام .. فأنا متيقنٌ أنني لن أنسى من أخذوا بيدي لأولى درجات سلم النور...
    دمت بخير لوالدتك وعائلتك ، وزوجك .. وأتمنى لك التوفيق ..
    تقبلي تقديري واحترامي .. والسلامُ عليكم

    جيم

    "

    تنهدتُ بعمقٍ وأنا أقرأ الرسالة ، وقلت :

    " وفقه الله وثبّته .."

    عذرته في نفسي .. فهذا كان مطلبه .. أما شكره ، فتقبلته عن طيب خاطر ..
    لم أتوقع أيضاً و- كالعادة - أن تكون الرسالةُ مرسلةً منه ..
    محمد ... سأدعو له بالثبات والزيادة في الايمان والتيسير في حياته .. فمثل من اقدم على الاسلام في ظل هذه الظروف يحتاج منا إلى أكثر من ذلك ..
    أخذت الرسالة وفعلت بها أمراً عجيباً .. لقد أحرقتها ..لكن احتراماً وتقديراً ..

    واستعدت ذكرى الليلة وكيف أن حياتي قد تحسنت هي الأخرى .. والحمد لله رزقني الله بزوجٍ صالحٍ معروفٌ بأخلاقه .. وها هي قصة جيم تنتهي معي بنهايةٍ عادلةٍ وسعيدة .. والعمل وقد حصلت عليه .. وأمي بصحةٍ جيدة ..
    حمدت الله كثيراً .. فبالشكر تدوم النعم .. وشعرت برغبتي في السجودلله عز وجل ، سجودَ شكرٍ حمداً له..
    ودعوته أن يرزقنا الرضا بالقدر .. فكل ما يأتي من الله خيرٌ ولو أزعجنا .. ولو أصابتنا المآسي .. كله خير .. كما قال سيد البشر صلى الله عليه وسلم :
    " عجباً لأمر المؤمن كله له خير "

    " إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له .."

    " وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له .."

    فالقدر ركنٌ من الإيمان .. يأتي علينا فيصيب الانسان بالخير أو الشر.. وللمؤمن ، سيكون في كل احواله مصدراً للفوز ورضا الله

    وفي هذه الليلة ، شعرت أن نور القمر ، هو ذاتُهُ نورُ القدر ، الذي أضاء حياة الناس في هذه الساعة ..

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    النهـــــــــــايــة ..

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

  9. #9

    الصورة الرمزية MaJiD

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,259
    الــــدولــــــــة
    بريطانيا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~~ نـــــور القدر ~~~ {الروايـــــة}

    خاتمة بقلم المؤلفة :

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إلى كل من قرأ الرواية .. أشكره جزيل الشكر على مبادرته و أتمنى أن تكون قد نالت على استحسانكم وإعجابكم ..

    في هذه الرواية ، أحببت أن أجمع أكثر من جانبٍ في أحداثها ، و تفرقت الأحداث مرويةً على لسان شخصينِ من شخصياتها .. تغييراً للنمط المعروف ، وتسييراً للأحداث بشكلٍ مختلف ..وأحببت أن أحمّلها أفكاراً وحقائق واقعية، وأنبّه عليها .. علّها كانت واضحةً لكم ومنطقية ..

    وربما كان اسلام جيم ، هو نقطة التحول في الرواية وأكثر أحداثها ثورةً ، من بعد أول حدث .. فبه حاولت إثبات أن العالم لو عرفنا وعرف الإسلام على حقيقته ، فسيلجأ إليه ولو في أبسط الظروف ..

    وأوضحت شخصية حبيبة التمسك و الالتزام ، وعدة قِيَم ، كالصداقة وحب الوطن وبر الوالدين ، والابتعاد عن الفتن ..

    كان للصداقة جانباً أوضحتُ أهميته ، فكان لها دورٌ كبيرٌ في تحريك الأحداث ..

    أما عنوانُ القصة .. فيحوي الكثير من المعاني التي خرجت على هيئة كلمتان ، وتجلت واضحةً في النهاية .. فالقدر كتبه الله علينا خيراً كان أوشراً ، وفي كلا الحالتين نرضى ونحمد الله ، وهنا أنار القدر حياة جيم ، و حبيبة ، بعد أن واجهتهم بعض المتاعب والمصائب ..وبلقائهم ، كانت البداية ..
    ففي كل الظروف مانقول سوى (قدر الله وماشاء فعل ) .. ومن أحسن وسار نحو الأفضل فله الخير في النهاية بإذن الله ..

    هذه كانت كلمات ، أردت أن أذيّل بها الرواية ، لتعبّر عما أردت الوصول إليه ..وأرجو من الله العلي القدير أن أكون وفقتُ حقاً في كتابتها ، وأن لا يكون بها ما يعيب...أو يغضبه عز وجل .. ونيّتي فيها خيّرة ، والله أعلم بها ,,

    التوقيع :
    كاتبة الرواية .:.
    رضوى

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...