الموضوعـ التاسع و السبعــــــــــون : بين الحي .. والميت ..
يقول الشيخـ :::: كانـ ثقيلاً على الناسـ على زملائه جيرانه ..
إخوانه .. حتى على أولاده .. نعمـ .. كان ثقيل الدمـ ..
طالما سمعهمـ مراراً يقولون : يا أخي ما عندك مشاعر !!
لم يكن يتفاعل معهمـ أبداً .. أتاه ولده يوماً فرحاً مستبشراً ..
يلوّح بدفتر الواجبـ .. وقد وقع المدرس فيه كلمة " ممتاز " .. لم يلتفت الأب إليه ..
وإنما قال : طيبـ .. عاديـ .. والله لو أنك جايب شهادة الدكتوراه !!
كان المنتظر غير ذلك .. طالب عنده في الفصل .. كان خفيف الدمـ ..
لاحظ ثقل الدرس ( والمدرس !!) فلطف الجوَّ بنكتة أطلقها ..
فلم تتحركـ تعابير وجه المدرس وإنما قال : تستخف دمكـ ؟!
كنت أتمنى أن يكونـ تصرفه غير ذلك .. دخل إلى البقالة ..
فقال له العامل البسيط : الحمدلله جاءتني رسالة من أهلي ..
لم يتفاعل .. هلا سأل نفسه لماذا أخبره أصلاً .. ليشاركه فرحته ..
زار أحد زملائه .. فوضع له القهوة والشاي ..
ثم دخل البيت وجاء بطفله الأول حديث لاولاده .. قد لفه في مهاده ..
ولو استطاع أن يلفه بجفون عينيه لفعل .. ثم وقف به بين يديه
وقال : ما رأيك في هذا البطل ؟
فنظر إليه ببرود .. وقال .. ما شاء الله .. الله يخلي لك إياه ..
ثم رفع فنجال الشاي ليشرب .. كان المنتظر أن يتفاعل أكثر .. يأخذ الغلام بين يديه ..
يقبله .. يمدح جماله .. وصحته .. لكن صاحبنا كان ( غبياً ) عندما تتعامل مع الناسـ ..
قسـ الأمور بأهميتها عندهم .. لا عندك أنت ..
فكلمة "ممتاز" بالنسبة لولدك أغلى عنده من شهادة الدكتوراه عند الدكتور ..
وهذا المولود عند صاحبك أغلى عنده من الدنيا .. كلما رآه ودَّ أن يشق قلبه ويسكنه فيه ..
أفلا يستحق منك حبك لصاحبك أن تشاركه ولو بعض شعوره ..
أحياناً يكون بعض الناسـ متحمساً لشيء معينـ ..
لذلك تجد الذينـ لا يتفاعلون مع الناسـ يشتكيـ أحدهم دائماً ..
لماذا أولادي لا يحبونـ ( السوالف ) معي ..
فنقول : لأنهم يحكون لك النكتة فلا تتفاعل .. ويروون قصصهم في مدارسهمـ ..
وكأنهم يكلمونـ جداراً .. حتى ذكر لك شخصـ قصة .. أنت تعرفها .. فلا مانع من التفاعل معه ..
قال عبدالله ابن المباركـ : والله إن الرجل ليحدثنيـ بالحديث ..
وأنا أعرفه من قبل أن تلده أمه فأسمعه منه .. وكأني أول مرة أسمعه .. ما أجمل هذه المهارة ..
قبيل معركة الخندقـ .. عمل المسلمون في حفر الخندق حتى أحكموه ..
وكان من بينهمـ رجل اسمه جعيل ..
فغيره النبيـ صلى الله عليه وسلمـ إلى عمرو .. فكان الصحابة يشتغلون ..
ويعملون .. ويرددون قائلين :
سماه من بعد جعيل عمراً ***وكان للبائس يوماً ظهراً
فكانوا إذا قالوا : عمراً .. قال معهمـ رسول الله صلى الله عليه وسلمـ : عمراً ..
وإذا قالوا : ظهراً .. قال لهم : ظهراً .. فيتحمسونـ أكثر .. ويشعرون أنه معهمـ ..
والله لولا الله ما اهتدينا .. ولما أقبل الليل عليهمـ اشتد البرد .. واستمروا يحفرونـ ..
فخرجـ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..فرآهم يحفرون بأيديهم راضينـ ..
مستبشرين .. فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلمـ قالوا ..
نحن الذين بايعوا محمداً **** على الجهاد ما بقينا أبدا
فقال مجيباً لهمـ : اللهم إن العيش عيش الآخرة ، فاغفر للأنصار والمهاجرة ..
ويستمر تفاعله معهمـ .. طوال الأيامـ .. فسمعهمـ وقد علاهم الغبار .. وهم يرددون ..
والله لولا الله ما اهتدينا **** ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا **** وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا **** إذا أرادوا فتنة أبينا
فكان يرفعـ صوته متفاعلاً معهمـ قائلاً : أبينا .. أبينا ..
وكانـ صلى الله عليه وسلمـ إذا مازحه أحد تفاعل معه .. وضحك وتبسمـ ..
دخل عليه عمر وهو صلى الله عليه وسلمـ غضبان على نسائه ..
لما أكثرن عليه مطالبته بالنفقة ..فقال عمر : يَا رَسُولَ اللَّهِ ..
لَوْ رَأَيْتَنا وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍـ .. نَغْلِبُ النِّسَاءَ ..
فكنا إذا سألت أحدَنا امرأتُه نفقةً قام إليها فوجأ عنقها ..
فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ .. فطفقـ نساؤنا يتعلمنـ من نسائهمـ ..
فَتَبَسَّمَـ النَّبِيّـُ صلى الله عليه وسلمـ .. ثم زاد عمر الكلامـ ..
فازداد تبسمـ النبيـ صلى الله عليه وسلمـ ..
وتقرأ في أحاديث أنه تبسم حتى بدت نواجذه ..
وكانـ صلى الله عليه وسلمـ يتعامل مع أنواع من الناس لا يقدرون التعامل الراقيـ ..
ولا يتفاعلون معه .. بل ينغلقون ويتعجلونـ .. ومع ذلك كان يصبر عليهمـ ..
كانـ صلى الله عليه وسلمـ .. يوماً نازلاً بموضعـ يقال له "الجعرانة " بين مكة والمدينة ..
ومعه بلال .. فجاءه صلى الله عليه وسلمـ أعرابي ..
يبدو أنه كان قد طلبـ من النبيـ صلى الله عليه وسلمـ حاجة فوعده بها ولم تتيسر بعد ..
وكان الأعرابي مستعجلاً .. فقال : يا محمد .. ألا تنجز لي ما وعدتني ؟
فقال له صلى الله عليه وسلمـ متلطفاً : أبشر .. وهل هناك كلمة أرق منها ..!!
فقال الأعرابيـ بكل صلافة : قد أكثرت علي من أبشر !
فغضب النبيـ صلى الله عليه وسلمـ من عبارته .. لكنه كتم غيظه ..
والتفت إلى أبيـ موسى وبلال وكانا جالسين بجانبه ..
فقال : رد البشرى فاقبلا أنتما .. فاستبشرا ..
ثم دعا صلى الله عليه وسلمـ بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه ومجَّ فيه ..
ثم قال : اشربا منه وأفرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا .. أي ببركة هذا الماء ..
فأخذا القدح ففعلا ..وكانت أم سلمة رضيـ الله عنها قريبة منهم .. جالسة وراء ستار ..
فأرادت أن لا تفوتها البركة .. فنادت من وراء الستر : أفضلا لأمكما .. أي أبقيا لها منه ..
فأفضلا لها منه طائفة .. إذن كان لطيف المعشر .. أنيس المجلس .. متحملاً ..
لا يعمل قضية وخلافاً من كل شيء .. جلسـ صلى الله عليه وسلمـ يوماً مع عائشة ..
فأخذت تحدثه بأحاديث نساء .. وهو يتفاعل معها .. وهي تفصل الكلام وتطيل ..
وهو على كثرة مشاغله يستمع ويتفاعل ويعلق ..
حتى قضتـ حديثها .. فحدثته أنه جلستـ إحدى عشرة امرأة .. في أيام الجاهلية ..
فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً ..
فجعلنـ يتذاكرن أزواجهن بما فيهم ولا يكذبنـ !!
قالت الأولى : زوجي لحم جمل غث على رأس جبل .. لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل ..
تشبه زوجها بالجبل الوعر الذيـ وضعوا فوقه لحم جمل كبير غير جيد ..
فلا يحرصـ أحد للوصول إليه لصعوبة الوصول إليه .. وهو لا يستحقـ التعب لأجله ..
أي : لسوء خلقه .. وأنه يتكبر .. مع أنه ليس عنده ما يتكبر بسببه فهو بخيل فقير ..
قالت الثانية : زوجي لا أبث خبره .. إني أخاف أن لا أذره .. إن أذكره أذكر عجره وبجره ..
أي : زوجها كثير العيوبـ .. وتخشى إذا ذكرت ما فيه أن يبلغه ذلك فيطلقها ..
وهي متعلقة به بسبب أولادها .. لكنها لم تمدحه فإن له عُجَر وبُجَر !!
والعجر : أن تنعقد العروقـ في الجسد حتى تصير منتفخة .. فتؤلمـ ..
والبُجَر انتفاخ عروقـ في البطنـ .. !!
قالت الثالثة :زوجي العَشَنَّق إن أنطقـ أطلقـ وإن أسكت أُعلَّق وهو على حد السِّنان الـمُذَلَّقـ ..
أي : زوجها طويل قبيح .. سيء الخلق .. ولا يتسامح معها بل على مثل حد السيفـ !!
فهي مهددة بالطلاق كل لحظة .. لا يحتمل كلامها ..
ومتى اشتكتـ إليه شيئاً طلقها .. ولا يعاملها معاملة الأزواجــ .. فهي عنده كالمعلقة ..
قالت الرابعة :زوجي كـ لَـيْـلِ تِهامة .. لا حَرٌ ولا قَرٌ .. ولا مخافة ولا سآمة ..
ليل تهامة لا رياح فيه فيطيب لأهله .. فوصفت زوجها بجميل العشرة ..
واعتدال الأخلاقـ .. فلا أذى عنده ..
قالت الخامسة :زوجي إن دخل فَـهِد .. وإن خرجـ أَسِد .. ولا يسأل عما عَـهِد ..
أي : إذا دخل بيته صار كالفهد وهو الحيوان المعروف وهو كريم نشيطـ ..
وغذا خرج من البيتـ وخالط الناسـ فهو أسد لشجاعته ..
وهو أيضاً سمحٌ لا يدققـ في السؤال عن ما يأخذه أهله أو يصرفونه ..
قالت السادسة :زوجي إن أكل لفَّ .. وإن شرب اشتفَّ ..وإن اضطجع التفَّ ..
ولا يُولِج الكفَّ .. ليعلم البثَّ .. أي : إن زوجها يكثر الأكل حتى يلفه لفاً فلا يبقي لهم شيئاً ..
والشراف يشفّه شفاً .. يشربه كله .. وإذا نام التفَّ باللحاف ولم يدع لزوجته شيئاً ..
وإذا حزنت لم يقرب كفه إليها أو يلاطفها ليعلم سبب حزنها ..
قالت السابعة : زوجي غياياء أو عياياء ( أي غبي !! ) طباقاء ( أحمق !)
كل داء له داء جميع العيوب فيه ! إن حدثته سبك .. لا يقبل حديثاً ولا مؤانسة ..
بل يسب ويلعن دوماً .. وإن مازحته : شجًك .. ضرب رأسك فجرحه ! ..
أو فلًك .. ضرب الجلد فجرحه ..أو جمع كلاًّ لكِ .. يضرب كل المواضع الرأس والجسد ! ..
قالت الثامنة : زوجي .. المس مس أرنب .. أي ناعم رقيق .. والريح ريح زرنب ..
وهو نباتـ طيبـ الرائحة ..وأنا اغلبه والناس يغلبـ ..
أي سهل معها ينصاعـ لما تريد .. لكنه بطل يغلب الناسـ وشخصيته أمامهم قوية ..
قالت التاسعة :زوجي رفيع النجاد .. بيته واسع مفتوح للضيوف .. عظيم الرماد ..
كثير إشعال النار استقبالاً للضيوفـ وطبخاً لهمـ ..
قريب البيت من الناد .. المجلس الذي يجلس فيه مع أصحابه ..
وهو النادي قريب من بيته لحرصه على أهله
..لا يشبع ليله يضاف .. لا يأكل كثيراً عند الناسـ ..
ولا ينام ليلة يُخَاف .. إذا كان هناكـ خطر بالليل من عدو أو غيره ..
يظل مستيقظاً يحرس ويراقب ..قالت العاشرة : زوجي مالك .. وما مالكـ ؟! ..
مالك خير من ذلك ..له إبل كثيرات المبارك ..قليلات المسارح ..وإذا سمعنـ المزهر ..
أيقنَّ أنهن هوالك .. زوجها اسمه مالك .. مهما وصفته لن تحيط بأوصافه الجميلة ..
إبله دائماً قريبة منه وقل ما تسرح أي تذهب للرعيـ ..
لتكون جاهة للحلب منها ونحرها للضيوفـ ..
وإذا سمعتـ افبل صوت المزهر السكين تُحَدّ وتجهّز ..
أبي زرع ؟! فما بن أبي زرع !!مضجعه كمسل شطبة .. ينام نوماً رفيقاً بأدب ..
ويشبعه ذراع الجفرة .. لا يأكل كثيراً ..بنت أبي زرع ؟! فما بنت أبي زرعـ !!
طوع أبيها وطوع أمها ..وملء كسائها .. متسترة ..وغيظ جارتها ..
تغار جاراتها من جمالها ولذة عيشها ..جارية أبي زرع ؟! فما جارية أبي زرعـ !!
الخادمة !! لا تبث حديثنا تبثيثاً .. لا تنشر أسرار البيتـ .. ولا تنفث ميرتنا تنفيثاً ..
لا تبدد طعام البيتـ وتعبث به .. ولا تملأ بيتنا تعشيشاً ..
لا تهمل البيت فيمتلأ بالأوساخـ ..
ثمـ قالتـ : خرج أبو زرع والأوطاب تمخضـ .. خرج من بيته يوماً في وقت ربيعـ ..
فلقى امرأة معها ولدان لها كالفهدين .. رأى امرأة جالسة حولها طفلان جميلان قويا البنية ..
يلعبان من تحت خصرها برمانتين .. يلعبان بثدييها .. فطلقني ونكحها ..
أعجبته .. فطلق أم زرع وتزوجها !! .. فنكحت بعده رجلا سرياً ..
تزوجت ام زرع رجلاً كريماً ..ركبـ شرياً .. ركب خيلاً سابقاً ..وأخذ خطياً ..
وأراح علي نعماً ثرياً .. أكرمها وأهداها لأنه ثري .. وأعطاني من كل رائحة زوجاً ..
أكثر لها من الأطياب ويعطيها اثنين من كل شيء لتستعمل وتهدي إن شاءتـ ..
وقال : كليـ أم زرع ..وميري أهلكـ .. أهدي لأهلك وأعطيهمـ ..
ثم قالت : فلو جمعت كل شيء أعطانيه ..ما بلغ أصغر آنية أبي زرع ..
لا يزال قلبها معلقاً بأبي زرع ..!! ما الحب إلا للحبيب الأول ..
كان صلى الله عليه وسلمـ يستمع بكل غنصات إلى عائشة وهي تحدثه ..
ولم يظهر لها ضجراً ولا مللاً .. مع تعبه وكثرة مشاغله .. وتراكم همومه ..
حتى إذا انتهتـ عائشة من حديثها ..
قال صلى الله عليه وسلمـ : كنت لك كأبي زرع لأم زرع .. إذن .. اتفقنا ..
على أهمية إظهار اللطف والاهتمام بالناس .. فإذا جاءك ولدك متزيناً بثوبـ جميل ..
ما رأيك يا أبيـ ؟ .. تفاعل ..
ابنتك .. زوجتك .. زوجك .. ولدك .. زميلتك ..كل من تخالطهم كنـ حياً متفاعلاً ..
أحياناً تكون ناسياً الموضوع .. قال لك .. مثلاً : أبشرك الوالد شُفي من مرضه ..
فلا تقل : أصلاً .. متى مرض ؟!!أو : أخي خرج من السجنـ ..
لا تقل : والله ما دريت أصلاً أنه دخل السجنـ .. وأخيراً .. يا جماعة ..
التشجيعـ والتفاعل ينفع حتى مع الحيوانات ..
قال أبو بكر الرقيـ : كنت بالبادية ..فوافيت قبيلة من قبائل العرب ..
فأضافني رجل منهم وأدخلني خباءه ..فرأيت في الخباء عبدا أسود مقيداً بقيد ..
ورأيت جِمالا قد ماتتـ بين يدي البيتـ ..
وقد بقى منها جمل وهو ناحل ذابل كأنه ينزع روحه ..
فقال لي الغلامـ : أنت ضيف .. ولك حقـ .. فتشفع فيَّ إلى مولايـ ..
فإنه مكرم لضيفه .. فلا يرد شفاعتكـ في هذا القدر .. فعساه يحل القيد عنيـ ..
فسكت عنه .. ولم أدر ما جرمه ..فلما أحضروا الطعام .. امتنعتـ ..
وقلت : لا آكل .. ما لم أشفع في هذا العبد .. فقال السيد : إن هذا العبد قد أفقرني ..
وأهلَكَ جميعَ ماليـ ..فقلت : ماذا فعل ؟!فقال : إن له صوتاًً طيباً ..
وإني كنتـ أعيشـ من ظهور هذه الجمال .. فحمَّلها أحمالاً ثقالاً ..
وكان ينشد الأشعار ويحدو بها .. حتى قطعت مسيرة ثلاثة أيام في ليلة واحدة من طيب نغمته ..
فلما حطت أحمالها .. ماتت كلها .. إلا هذا الجمل الواحد ..
ولكن أنت ضيفيـ .. فلكرامتك قد وهبته لك .. وأطلق الغلامـ من قيده ..
فاشتقتـ إلى سماع هذا الصوتـ ..
فلما أصبحنا أمره أن يحدو على جمل يستقى الماء من بئر هناك ..
لينشط الجمل للعمل .. فانطلقـ الغلامـ بصوت حسن .. فلما رفع صوته ..
سمعه الجمل فهام وهاج ونسي نفسه .. حتى قطع حباله ..
ووقعت أنا على وجهي من حسن الصوتـ .. فما أظن أني سمعت قط صوتاً أطيبـ منه ..

:: طور نفسك بالتدريب ::
كن حياً لا ميتاً .. تفاعل بكلامك .. بتعبيرات وجهك .. حتى يأنس الآخرون بك ..