خلف ظلام الوحدة
عشت دائما وحدي جالسا في ركن غرفتي المظلمة لا أحد في البيت ولا اسمع إلا صوت الرياح الآتي من نافذتي وصرير الباب يغلق ويفتح وذلك الهدوء القاتل الذي يخيم المكان
وبعد برها سمعت صوت ضحكات وصراخ الفرح فقمت لأرى ماذا يحدث في الخارج فمشيت نحو النافذة ووجدت أطفالا في مثل عمري يلعبون مع بعضهم وضحكاتهم تملئ المكان وكان منهم طفل يضحك وأمه تنظر إليه بفرح فذهب إليها راكضا إلى حضن أمه وهو سعيد وتقول له أمه يا صغيري أحبك ترددت هذه الكلمة في أذني وأحسستني بسعادة فبدأت الدموع تخرج من عيني متدفقة كانت أمنيتي أن يقول لي أحد يا صغيري أحبك ولكن عندما أعدت التفكير وجدت أن ذلك مستحيلا حصوله لطفل مثلي يرتدي ملابس ممزقة رثه وقديمة وشعري غير مرتب وحذائي المثقوب .
أتذكر ذلك اليوم عندما ذهبت إلى الحديقة وأنا أحمل في يدي قفصا يحتوي على فراشتي الملونة كنت أنظر غالى الصبية يلعبون والفتيات يركضن بفرح وكنت أريد اللعب معهم وأتسلى لكن يقيلني أحد
ريثما كنت أنظر أليهم كان يقف خلفي فتى شقي ومزعج دائما ما كان يضايقني وينعتني بالقذر كريه الرائحة عندما رآني شاردا أخذ قفص فراشتي وهرب راكضا وعندما انتبهت له ركضت خلفه وقلت : أعد لي فراشتي وبينما كان ينظر إلي ساخرا مني لم ينتبه إلى الحجر الملقى على الأرض فسقط وطارت قفصي فصرخ : لالااااااا
سقط القفص وتحطم وطارت فراشتي الملونة فذهبت ورائها وأنا أقول : لا تذهبي يا فراشتي انتظريني
وفي ذلك الوقت بدأ المطر بتساقط وبعد فترة أصبح غزيرا ولكن تابعت الركض وراء فراشتي قائلا :فراشتي لا تذهبي أرجوكي 0
وسقطت على العشب المبلل والمطر يتساقط على وجهي واستلقيت على العشب وأنا أنظر إلى السماء السوداء ها أنتي يا فراشتي تخليتي عني بعد أن ظننت أننا أصدقاء تركتني والآن أنا شخص وحيد تماما وحيد لا أحد معي يبدو أنني سأظل الفتى القذر ذا الرائحة الكريهة والملابس الرثة الذي يعيش وحده ولا أحد يحبه
كل ذلك ........
كل شيء يحصل لي بسبب ............
أنني يتيم .
المفضلات