السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم شباب؟
أتمنى تكونوا بخير وصحة ~
اليوم .. بدأتُ أُعيدُ فيلمَ ذاكرتي ..
فوَجدتُ فيها ذلك اليوم ..
فأي يومٍ هذا .. وكيفَ هو؟
هيّا معاً .. نتعرّف على هذه القصة ~
---
كُنت ذاهباً إلى ذلك المكان .. الذي نتجّمعُ فيه أنا وإخوتي في الله .. ألا وهو "المُخَيّم" ..
وفي أثناءَ الطريقِ .. صادفتنا سيّارةً سوداء , بِداخلها عائلةٌ صغيرة ..
و كان السائقُ رجلاً يُبانُ على وجهه الصلاحَ والإلتزام ..(نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا) ,
فإلتَفَت إلينا هذا الرجل .. بإبتسامةٍ عريضة , وسلّم علينا (أنا وأحد أعمامي) ..
فرددنا عليهِ السلامَ .. و أسرَعَ بسيّارته .. وأسرعنا نحن , إلى أن أصبحنا بنفس السُّرعة ,
فأصبح الأمرُ كالسباق ..
وإستمرّ ذلك لمدّةِ ثلاثُ دقائقَ تقريباً ..
ثم توقّفنا نحن .. لنَتَشرّى بعضَ الحاجاتِ للتخييمِ .. وأكمل ذلك الرجل مسيرهُ
وعندما إنتهينا , أكملنا طريقنا إلى التخييم ..
وبعد دقائقَ معدودة ..
إذا بي أرى أُمةً مِنَ الناسُ مُتجمّعينَ في وسطِ الطريق ..
فإستغربتُ من ذلكَ .. وعندما وصلنا إليهم .. نزلنا مُسرعينَ إلى مكان ذلك التّجمّع ..
فَلَمحتُ تلك السيارةَ السوداء تشتعل حريقاً من الخلفِ .. وهي مُحطّمةً مُتفتتة ..
فانهرعتُ إليها إلى ان حاولتُ انا ومن معي من الناسِ أن نُطفئ الحريق .. فأعاننا الله على إطفائها بفضله ..
بعدَ ان أطفأنا الحريقَ .. أَلقيتُ نظرةً داخل السيّارة ..
ياليتَني لم أُقي هذه النظرة الخاطفة ..
..
رأيتُ ذلك الرّجلَ مُلطّخاً بِدمائه .. مُتقطّعاً جسده ..
وبجانبه إبنته الصغيرة التي تبلغ من العمر (10-12) سنة ..
ميّتة .. وكذلك زوجته المُتغطّية باللباس الشرعي ..
وما بقي إلّا ذاك الولد الصغير .. الذي هو بين يدي يلتقط أنفاسه الأخيرة .. !!
يا ربي .. ماذا أفعل؟!
أوّل مرةٍ أمرّ بهذا الموقف المؤلم المُبكي ..
ثم أهرعتُ إلى السيارة لنأخذه إلى المشفى ... وأسرعنا إلى هناك ..
وما إن أدخلناه المستشفى .. إلّا وفارَق الحياة !!
--
أسباب هذا الحادث .. هو إصطدامُ هذه السيارة السوداء .. بإخرى وجهاً لوجه .
--
لِنُكمل ,
بعدَ ان مات ذاك الطفل .. إهتزّ شيءٌ في داخلي , يُجبرني على البُكاء الحار ..
يا الله . . .
صدَقَ ربّي حينَ قال .. "وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت" . . .
وما كان داخِل هذه السيارة السوداء .. كان فيها كتبٌ علميّة منهجية . . . وبعض المواعض من الأشرطة وما إلى ذلك ..
---
وبعد هذا .. رجِعنا إلى المكان لِنرى صاحب السيارة الثانية ..
ثم ذهبتُ إلى تلك السيارة .. فقد أُخرجَ من كان بداخلها (شابّان)..
ثم ألقيتُ نظرةً إلى داخل تلك السيارة ..
ماذا رأيت؟
رأيتُ أشرطةً للأغاني .. وكراتين مملوءةً بالخمر !!
يا ربي ..
كم أنتَ رحيم ..
لو مات هذان الشابان على ذلك؟
ماذا سيكون مصيرهما؟
---
إخواني .. هذه القصة حدثت معي شخصياً ..
وأحببتُ أن أكتبها للإفادة .. أعرف بأن طريقة صياغتها غير لائقة .. أو ليست جيّدة ..
ولكن هذا ما أستطيع تقديمه ..
أسأل الله العلي العظيم .. أن يختم لنا بحسن الخِتام ..
و السلام مِسكُ الخِتام .
يُسمح بالنقل لتعمّ الفائدة .
في أمان الله
المفضلات