إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
وبعد ، لقد جائتني فكره هذا الموضوع بمناسبة كثرة الزيارات العائلية فى هذا الشهر المبارك ، وما فيها من إختلاط ، فوددت أن أوضح حكم مصافحة المرأة الأجنبية .حتي لا نقع في ما هو محرم شرعاً .
إذا أخبرت أحداً اليوم بهذا الحديث فإنك ستصبح رجعياً معقداً متخلفاً ، ولِما كل هذا لأن العادات والتقاليد طغت على شريعة الله في مجتمعنا الإسلامي وللأسف ، وأصبحت مصافحة المرأة الأجنبية أسهل من شرب الماء وتنفس الهواء عند الرجال إلا من رحم ربي ..
عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له }
رواه الطبراني في " الكبير" (486) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5045) .
وقبل أن ندخل فى توضيح تحريم المصافحة نُعَرِف أولا من تكون المرأة الأجنبية:
هي المرأة التي لا تكون من ضمن محارمك ، ويَحِلُ لك شرعاً الزواج منها ، فهل عرفتها ، إذاً وجب عليك التمسك بشرع الله ، وإتباع هدي نبينا صلي الله عليه وسلم ،أفعل مثله فلم تمس يده يد إمرأة أبدا وقد صح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: " إني لا أصافح النساء "
وقالت عائشة رضي الله عنها :
" ما مسّت يد رسول الله صلي الله عليه وسلم يد امرأة قط ، ما كان يبايعهن إلا بالكلام " .
فلا تجوز مصافحة النساء غير المحارم مطلقاً سواء كانت شابة أو عجوز وسواء كان المصافح شاباً أو رجلا كبيراً ، لما في ذلك من خطر الفتنة لكل منهما ، ولا فرق بين كون المصافحة بحائل أو بدون لأن الأحاديث التي وردت فى هذا ضعيفة : " عن معقل بن يسار أن النبي صلي الله عليه وسلم :
" كان يصافح النساء من تحت الثوب " رواه الطبرانى في الأوسط (2855)
قال الهيثمي : رواه الطبراني فى " الكبير" و"الأوسط" وفيه عتاب بن حرب وهو ضعيف " مجمع الزوائد " (6 / 39).
وحتي لا تفتح لك طريقاً للفتنة ، لا تقل هذه زوجة خالي أو زوجة عمي ،فكثير من الناس يعتقد أنهن لسنا بأجنبيتين وترك مصافحتهن قد يؤدي إلى البغض وأنهم اعتادوا على ذلك وعدم مصافحتهن يعتبر إحتقاراً لهن وتقليل من شأنهن ، أقول لك يجب عليك طاعة الله ورسوله وبين لهن إنك تطيع الله وتمتثل لأوامره وتتجنب ما نهي عنه ، ولتكن رفيقاً ليناً حتي تحملهم علي إتباع الشرع وألا يظنوا ظناً سيئا ، " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً " .
وأيضا هناك من يشعر بالحرج الشديد عندما تمد له امرأة أجنبية يدها لمصافحتة وذلك سواء كان فى عمله أو كليته أو في لقاءات عائلية أو في غير ذلك ،وهذا لا يعتبر عذراً لأن المسلم يجب أن يتغلب على نفسه وشيطانه ويكون قويا فى دينه والله لا يستحي من الحق ،وعلى المسلم فى هذا الوقت أن يعتذر بلباقة ، كما أسلفت .
ولتعلم إنك بإتباعك أحكام دينك ستكسب فى الغالب أحترام الأخرين لك وستكون هذه فرصة للدعوة إلى الدين ، ويجب عليك الحرص أكثر وأنت صائم حتي لا يفسد صومك ، لأن مس المرأة الأجنبية يعد سبباً من أسباب الفتنة وثوران الشهوات والوقوع في الحرام .
ولا تكن مع من قال :
" النية سليمة والقلب نظيف" لأن صاحب أطهر قلب وأعف نفس لم يمس امرأة أجنبية قط حتي في بيعة النساء لم يبايعهن كفا بكف كالرجال وإنما بايعهن بالكلام كما ذكرت من قبل ، وأيضا في رواية عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : ما مست يد رسول الله صلي الله عليه وسلم يد امرأة إلا امرأة يملكها " رواه البخاري (6674) .
وحتي لا أطيل عليكم فقد وردت أحاديث كثيرة على تحريم مس المرأة الأجنبية . وتحتاج لصفحات لذكرها وتوضيحها ، لذا أكتفيت بذلك ،فأرجو أن يكون موضوعي أولاً مفيداً حتي ولم يفز فى المسابقة فهدفي هو الإفادة أولا وآخراً.
ثانياً: يكون فيه النفع لنا ولكم . لكم بالألتزام بما ورد فيه من أحكام ، ولنا نحن معشر النساء حتي نلتزم بحدود الله ولا نكن سبيلا للفتنة وأن نتقي الله فى عباده .
هدانا الله وإياكم إلي ما فيه صلاح ديننا ، ورزقنا الله الهدي والتقي والعفاف والغني
وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وجعلنا من الفائزين المقبولين
وجزاكم الله خيراً على هذه المسابقة.
المفضلات