"tamaki suou ":
مرحباً بك في المصارحات
سأدعُ الاقتباسات جانباً وسأوجز لك كلامي في سطور :
متأكدٌ أنَّك لو قلَّبتَ النظر في النَّصِ المكتوبِ لتبين لك أنَّ الموضوعَ أكبر مما وصل لك ،
فالحديث لم يكن سوى عن المسلمات والحقائق الشرعيَّة والكونيَّة والتي لا يستطيع العقلُ المحض أن يعرف لها كُنهاً أو أن يخوض في الكلام فيها دون إفادة فمثلاً :
مسألةُ بدء الخلق..
أفليس من المسلمات عندنا أنَّ الله خلق آدم من تراب ثم قال له كن فيكون ؟؟
فإذا عرفنا أنَّ ذلك حقٌ لا ريب فيه - فكيفَ لعقولٍ قاصرة أن تعرف ذلك إلاَّ بالوحي ؟؟ ألا تتفق معي أنَّ العقل محدود بحدود حواسِّه ؟؟
- وكلكم يعرف نظرية داروين - فإطلاق الفكر دون حدٍّ يجعله يسبح في أفكارٍ خيَالية لا تحمل شيئاً من الصِّحة .
" ما أردت إيصاله هو أنَّ التسليم واجبٌ في الأمور الغيبية والتي لا يعرف البشر لها كُنهاً ولم يدركوا حقيقتها ، فحينها يصبح الكلام في مثلِ تلكَ الأمور شيءٌ من حديث النفس والوسوسة إن صح التعبير ،
وإن نظرت في واقع مفكري الغرب ممن انطلقوا في فضاء المطلق والامحدود فستجد عجباً ،
فالإنسانُ على حدِّ تعبير " كامو " : تناقضٌ وسخف ، ولامعقولٌ ، بلا غايةٍ أو هدف ، ومصيره الانتحار !!
ولم يزل الأمر كذلك منذ عهد " كير جارد " حتى انتهى كثيرٌ من الفلسفات الوجوديَّة إلى العبث والامعقول ..
ولعلهم تنبهوا لذلك فبدأو يتراجعون عن التفكير المطلق الذي لا يعتمد على الوحي وفي ذلك يقول " أندريه ليشنرويز " أستاذ الفيزياء الرياضية في " الكوليج " : إنَّ الخطاب العلمي ، لا يستطيعُ أن يخرج من ذاته دون أن يفقد خصوصيته ، وتكمن مهمته في تفسير تركيبة الأشياء والظواهر ، فهو يحللها ويشرحها تشريحاً ويكشف عن قوانينها وبنيتها الداخلية ، ولكن ليس لديه شيءٌ ليقوله عن غائية الأشياء ، أو معنى الوجود ، أو الهدف من الحياة في نهاية المطاف ، فهذه هي مهمة الدين ، فالعلم يفسر الأشياء ولكنه لا يستطيع أن يقول لماذا وجدت الأشياء أو ماهي غاية الكون ... إلخ
" هذا ما أردت إيصاله يا عزيزي ، وأمَّا إن سألت لما ذا قلت في البداية " القضايا الفكرية والاجتماعية وقضايا الرأي بشكلٍ عام فلأنني لم أتحدث عن الثابت وحسب بل تكلمت عن المتغير أيضاً ، وإني لأنزه أعينكم من أن أكتب لكم نصاً إقصائياً أو متقوقعاً فلا تظننَّ ذلك يا أخي "
ولم يكن ذكرُ الكتاب والسنَّة لأجل أن نغمض أعيننا ونسير مع القطيع وكم كنت أردد عبارةً للشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - :
" لو لم يكن من التقليد إلا أنَّه إهمالٌ للنص الشرعي ، وتعطيل ٌللعقل البشري " .
قانون في النصوص القابلة للتأويل :
" إن كان النص قابلاً لكثيرٍ من المعاني فلا يصح أن نسقط الأحكام قبل أن نتبين أيَّاً من تلك المعاني أرادها الكاتب ، حتى لا نقع في أحادية الرأي والإقصائية المعلَّبة "
أعتذر على الإطالة
شكراً لك
المفضلات