حَدَثَ يَوْمًا ~ أَنْ ماتَ ضِميرُ أُمَّة ~ [ حِزْبُ المَوَاضِيعِ النَّثْرِيَّة ]

[مس ساندرا]

بسم الله الرحمن الرحيم ..
[ للنـــقاش ]



حَدَثَ يَوْمًا ~ أَنْ ماتَ ضِميرُ أُمَّة ~ [ حِزْبُ المَوَاضِيعِ النَّثْرِيَّة ]


جاء رجل مسرعا بنبأ غير ذي سابق , ووجهه ينذر بشؤم و بؤس , قائلا بأنفاس متقطعة : لقد مـ مات , مات !
و ذُهِلَت وجوه السامعين , و غاصت قلوبهم , و كادت أبصارهم تَبْيَضُّ من هول ما سمعت آذانهم ..


~ ~~ ~~ ~
مشت قدماه مسافة طويلة , غير آبهة بألم يعتريها , و لا بمسافة عظمى قطعتها , مشى ليس ليمشي فحسب ؛ بل ليبحث عمن يهتم للأخبار المهولة التي يحملها
و لكن بحثه و مشيه لم يسفر عن أي شيء , دونما الألم المتزايد لقدميه , و القهر و الإحباص المتراكم حول شرايين قلبه و أوردته !


~ ~~ ~~~ ~~ ~
قفل عائدا - ذلك الرجل - إلى حيث كان , فقد اكتشف أن المشي لن يفيد , سوى بألم يزيد ..
و نكس رأسه للوراء , و أخذ يفكر بأمر ما كان قبل عشرين سنة ..
و انغمس في التفكير , إلى أن قُتِل بقذيفة العدو الذي أعلن بداية حربه ..


~ ~~~ ~~ ~~ ~


[ قَبْلَ عَشْرِينَ عَامًا ]
كانت القرية تعج بالحياة , و الناس يمشون في مناكب الأرض , و المواخر تشق عباب البحر ..
تروح العصافير مغردة صباحا , و تجيء مساءا , و كل شيء كان يسير بطبيعية تامة ..


إلى أن .....


أطلق العدو رصاصته على جزء من القرية , فمات بعض من الناس , و جرح آخر ..
و حالما حدث هذا , هب الشبان و الرجال من أهل القرية كلها جمعاء , لنجدة الجزء ذاك ..


و حملت الحرب أوزارها , و حمل العدو عجته و عاد من حيث أتى .


بعد ذلك , أي بعد هذه العشرين , جاء رجل يهرع إلى المدينة , و قال لهم : لقد , لقد مات !
و عاد الناس بعدها لأعمالهم , و كأن شيئا لم يكن ..


~ ~~~ ~~ ~~ ~
لم يأبهوا بما قال و لن يأبهوا , سواء مات مسلم واحد أو مئة ؛ لماذا ..؟
لأن ضمير الأمة مات معه !!
و لم يعد موت مئة يهمهم , فكيف بواحد ؟!


~~ ~ ~~ ~~~ ~~ ~
بدأ الرجل رحلته ليخبر الناس عما يجري حولهم من أخطار في الأمصار المجاورة ..
و لينذرهم من شر بدا أنه اقترب , و لكن الضمير حينها , كان مقتولا منذ زمن , فكأن كل كلامه و تحذيره بلا فائدة !


~ ~~~ ~~ ~~ ~~ ~


توفي هذا الرجل على يد العدو , أجل ..
مات بأول قذيفة أطلقها العدو على القرية , و هو الذي كان يحذر أهلها , أجل لقد مات ضمير أمـــة , فكيف بضميره هو ..؟!

[هيفاء البنيان]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مات مات مات مات .. << أنا عن نفسي سئمت إلى متى ؟
أهلنا كانوا يقولون : "الخير في جيل أبنائنا" ونحن اليوم نقول "الخير في الجيل ال ال ال الجاي" إلى متى ؟
كانت هنا عضوة رائعة طرحت قصة عن الأقصى قلت لها لولا النهاية لقيمت الموضوع بأفضل مما قيمته .. كانت نهاية قصتها تعيسة للأسف .

عرفتِ ما أصبو إليه ؟ أريد أن نتصور كم هذا الأسلوب قاتل وليس بناء -هذا رأيي الشخصي- ربما يصح أن نسميه أسلوب جلد الذات لا أردي بالضبط .

أنا أهدف إلى .. ثم ماذا بعد (مات مات مات) ماذا ؟

إذن أنتظر منك أختي ساندرا جوابا ع سؤالي أو فليكن حوارا / ما السبيل الصحيح لعلاج ( الضمير المسلم ) ؟

ولا أخفيك أني كنت أكتب قطعا مشحونة بالسواد والسلبية ..نهايات تعيسة ..قتل البطل الفلسطيني .. هدير طائرات الكفار .. تدحرجت جماجم المسلمين ...إلخ !!! لماذا ؟ إلى أن نبهت إلى هذا ولم أعر بالا للتنبيه إلى فترة طويلة بعد أن قرأت أن اليهود كانوا يكتبون ويروون قصصا خيالية لأطفالهم عن أنهم ساروا للقدس / Jerusalem أو مثل ما ينطقونها بالشين في لغتهم التي أحيوها ! .. المهم كانت قصص خيالية وهاهم اليوم في تل الربيع أو تل أبيب كما يسمونه هؤلاء القردة والخنازير .. أترك لك التأمل .

[[مِسعَرُ حَرب]

أفيقوا ويحَ قومي من سُبات . . فنذر الشـــؤم تنذر بالخــــرابِ

كأن المســـلمين غدو نعاجاً . . أحاط بهـــــم قطيعُ من ذئــاب

وأرض المسـلمين حماً مضاعٌ . . مشـــــــاعٌ للسلاب وللنهاب

الله المستعان حقاً الضمائر في خبر كان !

أخت هيفاء : نعم أن هذا الأسلوب ليس لشحذ الهمم لكن لاستنهاض الضمائر قد ينفع

علاج الضمائر يبدأ بالنفس وليس شعارات ، وكلّ على حسب طاقته

كانوا يكتبون ويروون قصصا خيالية لأطفالهم عن أنهم ساروا للقدس

ما بالنا ونحن عندنا تاريخ ليس بالخيال !!

كان السلف يعلمون أبنائهم المغازي والسير فشبّوا فاتحين وليس كما هو حالنا اليوم ينشأ أحدنا على المسلسلات ؟!!

أصلح الله الحال

[مس ساندرا]

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..

أهلا بك أختي هيفاء , حسنا سأجلعل الأمر مثل ما تشائين , و أنا في قرارة نفسي مقتنعة بأن بعض مواضيعي و منها هذا الموضوع ,
سوداوية كما قلت تماما ..
و لكن الهدف من هذا كله هو أني أريد للناس أن يفهموا الوضع الذي هم فيه , فنحن في أسوء عصر عاشته الأمة الإسلامية جمعاء ,
و الفتن تتكاثر و تصبح مثل زبد البحر في ليلة و ضحاها ..
و لذا كان لا بد من التنويه و جذب الانتباه , مع أن هذا الأمر لن يغيره الشعب أو الأمة , بل يغيره من بيده الأمر بعد الله , ولي أمر المسلمين ..
و لكني لا أريد لشمعة الأمل أن تخبو , و لا لشمس الحقيقة الحارقة أن تغيب , بل أريد منا نحن المسلمين , أن ندرك ما نحن فيه و نتعايش معه ,
و لا نتجاهله , و في ذات الوقت , أن نتخذ الموقف المناسب و المطلوب لمن هم في مثل حالتنا ..

يكفي انسلاخا عن الدين , هذا ما أريد أن أقول , يكفي نحطيما لنا و لقدراتنا نحن المسلمين , يكفي جمودا و سكوتا عما يحدث !!
فالأمم المختلفة التي لاتتحد إلا على المسلمين , تحيك ضدنا أبشع الخطط لذبحنا واستئصال عقيدتنا , و نحن صامتين !

قد لا نملك طريقة مباشرة لإيقاف هذا الشيء , فالأمر - حقيقة - ليس بأيدي الناس العاديين , و إنما هو كما قلت بيد ولي أمر المسلمين ..
و أنا هنا لست لقصد الطعن فيهم أو التشكيك , و لكن الحق يجب أن يقال ..

و لكننا نملك أن نكون مسلمين فعلا , قلبا , و قولا ..
فالقول وحده لايكفي ..

يجب أن نهتم للمسلمين من حولنا , و ألا نستمتع بالدنيا استمتاع الشخص الخالي من الهموم , لا أدعو هنا أبدا للحزن أو معاداة الفرح , و لكني
أقصد أن يكون لباقي المسلمين مكان في قلوبنا , مكان حقيقي من حياتنا اليومية ..

قد أكون أطلت و خرجت عن الموضوع , و أنا آسفة لهذا ..
و لكن شخصا ما قد أخبرني بأنه ما من شيء بأيدي الناس العاديين لفعله , و أتمنى أن أكون صححت اعتقاده الخاطئ ..

شكرا لكِ و لتعقيبك .. شكرا لك دوما , و أنا مستعدة للحوار و المناقشة ..

[مس ساندرا]

التغيير يبدأ منا , نحن من أخذ مكائد الغرب و طبقها بحذافيرها , و ها هو - أي الغرب - يجني ثمار مكائده الحقيرة !
أصبح الدين قاعدة جانبية , و أصبح هدف حياتنا يختلف تماما عما يجب أن يكون عليه , و ضاع ديننا ..

لم يكن هذا ليحدث لولا إذن الله تعالي و من ثم موت ضميرنا !
يجب أ ننبذ الدنيا وراء ظهورنا , وكتاب الله يجب أن نحفظه في صدورنا , فالفتن كزبد البحر كما قلت , و الإيمان بالبعد عن الذكر يضعف !
و زادنا في الفتن , والشيء الذي لن نضل بعده بإذن الله , كتابه سبحانه و سنة نبيه ..
يجب أ نبين لأطفالنا , أن الهدف من الحياة ليس لمتعو أو وظيفة , و نجعل الدين و حفظ القرآن أمرا جانبيا إن أرداه الطفل فعله و إن لم يرده لا يفعله !!
كلا , يجب أن نوضح لهم , أن الدين هو السبيل و الهدف الذي نسعى من أجله لجنة الله سبحانه , و ليس لغير ذلك ..

يجب أن نترك الدنيا , و نهب أنفسنا للآخرة , فالدنيا ليست مكانا لنا , الآخرة في المكان , في جنة أو نار أعاذنا الله و إياكم منها ..

شكرا لكَ

[عين الظلام]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

جميلٌ هو الطرح .. لكن ...

أوليس وكأنه موضوعٌ ناقص ...

حددنا المشكلة .. أين أسبابها؟؟!!

أين الحلول؟؟!!

أين النصائح؟؟!!

مثل هذا الموضوع كان يجب أن يكون ...

موضوع نقاشي بدرجة أولى ...

تحياتي .. وموفقة أختي الكريمة ...

عــــــــــــين الظــــــــــــلام

[مس ساندرا]

حسنا , و أنا في الحقيقة أعترف بأن الموضوع كان خاليا من كل ماذكرت ..
كان الأولى به أن يكون نقاشيا , كما قلتم تماما , و أن إذ حدث هذا آسفة له ,
كان الأولى أن يكون موضوع نقاش , و لكن لم يفت الأوان بعد , سأحوله لنقاش
بإذن الله ؛ من أجل أن نكون من النقاد البنائين , و من أجل تدارك ما بقي , و من أجل
أن نستيقظ .

شكرا لك أخي عين الظلام , أختي هيفاء البنيان ..

[soso Roro]

فنحن في أسوء عصر عاشته الأمة الإسلامية جمعاء ,


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....معكِ حق فى هذا الكلام

و نحن المسلمون من جعلنا هذا العصر سئ بالنسبة لنا

فكم كرهت الغفلة التى نحن فيها...و كرهت موت الضمير الذى جعلنا لا نشعر حتى بأنفسنا...

أما بالنسبة لموضوعك فأنا فهمت ما تشيرين اليه..والصراحة أنا لا أراه ناقصاً كثيراً

لأن على ما يبدو أنكِ كنتِ تريدين توصيل رسالة معينة..و مثلما قلتِ لم يفت الأوان بعد و سيتحول الموضوع الى نقاش

أما عن أجوبة اسئلة العضو عين الظلام ....فمن رأيى

نعم حددنا المشكلة...و من رأيى أن أسبابها : الغفلة والبعد عن ديننا

و الحل : قوله تعالى ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )

و النصيحة : أن نهدم الأسوار التى بنيناها بين الله وبيننا

كتابتك رائعة كما تعودت منكِ...فجزاك الله خير..ودائماً بانتظار مزيدك


كــنــت هــنــSoso Rorـــــا

[مس ساندرا]

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
صحيح ما قلتِ ..
أحد أهم الأسباب هي الغفلة , و لكن هناك أمور أيضا تتعلق بالغفلة , مثل تناسي
هدف وجودنا , تهوين انتهاك الحرمات , عدم القيام بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر - لا أقصد من قبل الجهات المختصة بل من كل فرد في المجتمع-
و الحل يكمن في معالجة هذه الأمور عن طريق :
تذكر الهدف الأساسي لوجودنا ..
القيام بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , فمن شأنه تعزيز القيم الإسلامية في النفس .

شكرا لكِ ..

[أَصِيلُ الحَكَايَا]

إلى العودُ بإذن الأحد الصَّمد ، هنا مكآني ~