السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جعلكم الله ممن يلقون تحية وسلاما


أخي .. هذه نصائح جالت على الخاطر المكدود .. أنا منها أبعد عملا وتصديقا .. أردت بها الإصلاح .. والصلاح الله يرزقه من يشاء ويهدي إليه من ينيب

1- أخي في الله .. الإجازات الماضيات .. ماذا استفدنا منها ؟ هل مرت هكذا مرور الكرام ؟
أتمنى لو أنها مرت مرور الكرام !!

بل أعوذ بالله .. ما زدنا فيها إلا بعدا من الله ! اللهم الرحمة والغفران

فحرك أخي نزعات الندم والحسرة .. على ما فات

2- إذا حركت النزعات النادمات الحاسرات .. عزمت بإذن الله على التحسن

فيا أخي .. هذه الفرصة بين يديك

يا أخي .. كثير ممن نعرفهم ممن لم تدركهم الإجازة هذه

يا أخي .. أما آن لك أن تعزم العزيمة الحقة الصادقة !؟


3- فيم تكون العزيمة ؟

اعمل العمل الذي يسرك يوم القيامة أن تلقاه

وهنا سيقع الإختلاف

والناس هنا على مراتب ثلاثة

منهم من رضي بالحظ الدنيئ : فهو صحيح أنه لم يقارف المنكرات استمرارا ولم يقصد المحارم فعلا .. كالعكوف على الفضائيات ومشاهدة المباريات والسفر للمغضوب عليهم أو الضالين ، وكخروج المرأة لغير حاجة .. إلى آخره مما يدمى له القلب وتدمع به العين وتنتفخ الأوداج عليه !

لكنه رضي بالقليل .. فهو يحرص على دورات اللغات وتطوير نفسه في مجالات الحاسب وهو يعمل الأشياء التي هي ما دون .. وهذا أمر بالنسبة لغيره حسن .

وهذا وإن نجى من الهلاك .. فهو لن يفوز بالدرجات العاليات

ومنهم المقتصد : فتراه يحضر درسا شرعيا كل أسبوع .. وتراه يسجل في الصباح في دورة حفظ القرآن وفي المساء في الحاسب ، ثم هو عنده من المباحات الشيء الذي لا يستهان به .. وله أنشطة دعوية لا بأس بها . فهو من هنا وهناك

ومنهم السابق بالخيرات : هذا قد بذل نفسه وروحه ووقته لله .. تجده يقول : متى تأتي الإجازة حتى أتفرغ لطلب العلم وللعبادة وللدعوة وبذل الخير وغرس غراسه .. فهو مشغول الذهن .

فما أن أتت الصيفية حتى عزم على أن رضاء الله ويقول : لن أضيع ولا ثانية من وقتي
فتراه حتى وإن فكر بدورة في الانكلزية يفكر ويستخير ويستشير الساعة تلو الساعة !! ما العمل الذي يقربني أكثر إلى ربي ؟

فتجد جدوله اليومي حافل حافل

غير العبادات القلبية .
هذا فقط الظاهر
ولقد شهدت أناسا كانت توبتهم قبل شهرين أو ثلاثة .. الآن والله لو ترى عزيمتهم وهمتهم العالية !

سبحان الله

فهؤلاء الصنف .. لا يعترفوا بوجود إجازة

لأن حياتهم كلها طاعة

وبذل للخير

وأمر بمعروف ونهي عن منكر

قد هجروا المباحات .. ليس تحريما لها .. وإنما طلبا للعلياء .. والقرب من الله وتحقيق العبودية لله .

وجميع هذه الأصناف الثلاثة هم من طلّاب الآخرة .. وكلهم يشتركون في ترك المحرمات والإلتزام بالواجبات

وإنما كان البون واللون في المندوبات ..

وكل حصيف نفسه


4- أتحسب أن الصنف الثالث هم الأشقى والأكدى ؟؟

لا والله
هم والله أسعد الناس وأطيبهم عيشة
رغم أن الظاهر أنهم في تعب ووصب
لكن ..
هناك مواضيع كثيرة تتكلم حول حلاوة الإيمان .. والسعادة الحقيقية . ابحث في ذاك
وهذه بعض منها
▬☼☼▬▬ لَذَّةُ الْأَعْمَاْلِ الْصَّالِحَةِ▬☼☼▬▬ من أنفس محاضرات الشيخ محمد صالح المنجد
رابط مباشر FTP سريع جدا
رابط على الإي درايف


وهذه أيضا ، للشيخ محمد بن محمد الشنقيطي
السعادة

5- هذا الموضوع كل بحسبه
ولابد من صلاح القلب
فجماع ذلك ما أورده النبي صلى الله عليه وسلم :" بمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ؟ "

فلو أنّ مزارعا كانت عنده أرض زراعية ، ثم هو أصلحها واهتم بها وهيأها وحرثها وبذر البذور الطيبة فيها .. ثم نزل المطر والغيث .. فأنبتت الأرض صنوفا من الأشجار وضروبا من النباتات النافعة البهية ، التي ما تلبث بالمداومة بالرعاية وسقايتها حتى تؤتي أكلها بإذن ربها ثمارا طيبة يانعة ..

ولو أنه أهملها وترك رعايتها وحرثها ولم يهيئها ، فإنه لو نزل المطر فسوف تخرج النباتات العشبية والحشائش الضارة ، فتكون الأرض تلك هلاكا ووبالا على صاحبها .

فإنه كذلك مع القلب الذي هو بمنزلة الأرض الزراعية
والعلم الشرعي الذي هو بمنزلة المطر .

القلب لابد من إصلاحه قبل تعرضه للعلم الشرعي
حتى يؤتي الثمرة الطيبة وهي : خشية الله " إنما يخشى الله من عباده العلماء "

وإن لم يصلح القلب ولم تخلص النيات ولم يدار المرؤ نفسه .. فإن غيث العلم الشرعي إذا نزل على قلبه ..
فإن الحصاد سيكون ثمارا خبيثة
وسيكون العلم فقط على اللسان للجدال
وللفشخرة والمكابرة
وللدعوة للباطل
ولطرح الشبهات
ولتمييع الدين
والترزق على أبواب قنوات النفاق وتمييع الدين وخكرنة الإسلام ..
ولا ننسى (( الدكتور ))
ومن أخطرها : تلبيس الحق بالباطل ،فأنت حينما تناقش ضالا عنده شوية علم .." فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون " .

فليتأمل العاقل اللبيب هذا المثال
وليعطه حقه وقدره
وعليكم بالدعاء والإكثار منه والإلحاح على الله بقلب منكسر وحال ضارعة وإظهار الحاجة والإفتقار والذل

6- أذكر مسألة حفظ القرآن

حفظ القرآن ليس هو المراد بل هو مطية ووسيلة للهدف الأسمى
القرآن أنزل للتدبر والعمل به
وليس للحفظ المجرد
الحفظ تكفل الله به
وإنما أنت تحفظ وسيلة لأعمال أخرى

فافهم هذه يا فطن

وكثير من الحفاظ هداهم الله هم من أبعد الخلق عما في صدورهم

كثير من الحفاظ يحفظ القرآن والقرآن يلعنه

هناك من يأتي يوم القيامة والقرآن عليه حجة

نسأل الله السلامة

فافهم يا ذا اللب

7- طريقة الحفظ أوردها .. وهذه عصارة خبرات كثيرات أتيت لك بها .. فاعمل بها أخي في الله وستجد الشجرة آتت أكلها بثمار طيبة ترضي الله

طريقة تجمع بين الحفظ المتقن وَ فهم القرآن وَ العمل به وَ زيادة جوانب عدة

لو لم تخرج من الإجازة إلا والقرآن في صدرك بهذه المواصفات التي سأذكرها بإذن الله .. لكفى
وأنت في خير عظيم جدا جدا

8- قبل أن تبدأ الحفظ .. لا بد كما قلنا من صلاح القلب صلاح القلب وتجديد التوبة .. لابد من هذا لابد

9- أكرر على النقطة التاسعة وأحرص عليها

10- قبل أن تبدأ بالحفظ .. وأنت جالس استحضر معاني إيمانية سامية
فقبل البدئ قل بلسان الحال والمقال : اللهم يارب لك الحمد
أنت الذي هدتيتني
أنت الذي أجلستني هذا المجلس
لولاك لما كنت هنا أحفظ كتابك
ما أعظم مننك علي يا الله



ثم تفكر في حال الذين هم منغمسين في المنكرات
تفكر وأنت في دورة الحفظ هذه غيرك على الأقل في بيوتهم كالجيف نائمين !
ثم انظر حولك
لا أحد يفهم هذه إلا قليل
أكثر الشباب هداهم الله يأتي ويحفظ ويسمع وخلاص
فأنت تحمد الله
ثم بعد أن تحمد الله
احمد الله على أن وفقك على حمده
وقل : يارب لك الحمد أنت الذي أرشدت قلبي وأنطقت لساني وفضلتني على كثير ممن خلقت .

ثم احمد الله على أن وفقك لحمده على ما حمدته عليه
ثم ..
وهكذا في سلسلة من التحميدات ..
ومن هنا نعلم " وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها "

11- بعد هذه التزكية للقلب .. وأصبح القلب جاهزا للحفظ والتلقي والتدبر والفهم والاستيعاب
لا تحفظ !

عليك بأحد كتب التفسير وأنصح للمبتدئين أو من كانت همتهم ليست قوية ، بـ " تهذيب تفسير ابن كثير للشيخ صفي الرحمن المباركفوري رحمهم الله "

مثلا أنت اليوم سوف تحفظ وجه واحد فقط (أتلكم عمّن كانت همته ليست عالية،هذا أدنى شيء)

ومثلا الوجه الأول في سورة البقرة

افتح التفسير واقرأ تفسير الآيات
اقرأها بتدبر
وإن استطعت الخشوع والبكاء من الأخبار الجسام والآيات العظام .. فأنت والله في خير وأي خير هو !

وإن مررت بقول للصحابة يفيدك مثلا في نقاش مع منافق علماني .. احفظه أو ضع عليه خطا أو اكتبه في دفتر مستقل وسمّه ( دفتر الفوائد )

ثم بعد أن تنه تفسير الآيات التي ستحفظها

احمد الله على أنه علمك تأويل هذه الآيات ..

ثم افتح المصحف .. ولسان حالك : كلام ربي جل جلاله ..
وقلبك ممتلؤ حبا وتعظيما لله وخشية منه .

ثم ابدأ بالحفظ .

12 - أنصحك نصيحة لله.. لا تحفظ آية آية ! لا ..

بل إذا كنت ستحفظ في اليوم وجها واحدا

اقرأ الوجه كاملا كاملا من أول آية لآخر آية

طيب ليه يا أخي في الله ؟

أقولك ليه لاحقا بإذن الله

أول وجه من سورة البقرة " إن الذين كفروا "
وآخر الوجه " وما كانوا مهتدين "
>> على طبعة مجمع الملك فهد الله يرحمه ويغفر ذنبه ويعلي درجته ويجزيه عن المسلمين خير الجزاء لطباعة المصحف الشريف

أعد الوجه كاملا كاملا ..

إلى أن تحفظه

13 - في بداية الأمر ستجد صعوبة كبيرة

لكن سبحان الله

ستعود نفسك على حفظ وجه كاملا بتكراره .. وبعد اسبوعين بالكثير بإذن الله .. ستجد أن حافظتك أصبحت أقوى ! وذلك فضل الله سبحانه .

وبعد اسبوعين زود مستوى الحفظ لوجهين .. وهكذا (( أتلكم عمن كانت همته ليست قوية ))

14 - وأنت تحفظ .. التفسير الذي قرأته قبل الحفظ خليه (يرقص) في رأسك

يعني لما تمر في آية خلي تفسيرها وأقوال الصحابة والتابعين يمشي في رأسك

سبحان الله

بعد أن تحفظ الوجه

تجد أنك حفظ الوجه + حفظت التفسير + إيمانياتك إزدادت بشكل عجيب بإذن الله

طيب كيف حفظت التفسير

لأنك فهمت التفسير صح ؟
ثم أتبعت الفهم بحفظ النص ..

فكأن الحفظ ضغط على الفهم فرسخ

تخيل نفسك بعد أن تختم القرآن كيف سيكون حالك ؟

عندك المصحف .. وتفسيره .. فأي واحد يناقشك ويلف ويدور

أنت تقول له : الله سبحانه قال ... ومجاهد قال كذا .. وعكرمة ، وقال السدي بكذا .. والمراد من قوله تعالى كذا ، والآية أنزلت لكذا ،وأجمع المفسرون أن المقصود كذا ..

فالذي أمامك إيش بيقول ؟؟؟

وهذا يفيد في المواطن الحرجة .. مثل جمعة عائلية وفيه كم ضال متبع لهواه بدأ يتفيهق في مسائل المرأة والإختلاط ...



وذلك فضل الله يوتيه من يشاء

15- والحمد لله أنت انتهيت من حفظ ما عليك .. فاحمد الله
واعلم أن هذا العلم به قامت حجة الله عليك

أخي في الله

الذي حفظته .. إما أن يكون حجة لك يوم القيامة .. وإما أن يكون حجة عليك يوم القيامة

أخي في الله

عندما تقرأ " والله بما تعلمون خبير " " إنه بما تعملون بصير " .. أين أنت منها ؟

16- وبعد أن تنهي الحفظ ، أسمعه على شيخ حلقتك أو على إمام مسجد أو على أحد المقرئين المتقنين لتجويد القرآن ، وقبل ذلك : تدبر القرآن (( وما أندرهم ))

لا أزال أذكر بعضا ممن كنت أسمع لهم ، أقرأ آيات عظيمات وهو يضحك مع من بجانبه ويسمعني ! أين التدبر ؟ أعوذ بالله

احرص على الشيخ الذي يقول لك : يا فلاااااان وين بتروح من هذه الآية ؟

واحرص أيضاً على الشيخ الذي يقول : رقق أمل ارفع اخفض غن اخف سكن اقلب أدغم أطل 6 حركات اهمس اذلق .. إلخ من أجل ضبط تلاوتك لتقرأ القرآن غضاً كما أنزل

ومن جمع بين الأمرين فالحمد لله

17- اليوم الآخر ، بعد أن حفظت وجها مثلا
قبل أن تبدأ بالخطوة 11
اقرأ عن ظهر قلب الوجه الماضي (حق أمس)
ثم ابدأ بالخطوة 11 مع الوجه الجديد

وفي اليوم الثالث افعل نفس الشيء
راجع الوجهين (حق اليوم الأول والثاني) قبل أن تبدأ في الوجه الثالث بخطوة 11

ثم في اليوم الرابع مثله
والخامس مثله
والسادس مثله
والسابع مثله
ثم إذا أتى اليوم الثامن ( يعني اسبوع خلص)
أسقط في المراجعة اليوم الأول
يعني قبل أن تبدأ بخطوة رقم 11

ابدأ المراجعة من الوجه الثاني
ثم في اليوم التاسع ابدأ المراجعة من الوجه الثالث

وهكذا

إلى أن تختم القرآن

تزود وجه وتنقص وجه

وأركز على شيئين مهمين في المراجعة
1- التدبر التدبر يا إخوان
2- استحضار تفسير الآيات (خليه يتراقص في ذهنك) وأنت قارئ

18- وإن استطعت أن تقوم الليل بوجه أو وجهين أو جميع الذي ستراجعه اليوم .. فهذا ممتاز جدا جدا
صدقني سيكون له طعم خاص
لأن فاهم الآيات
وتقرأ من حفظك
فيتفرغ الذهن للتدبر واستحضار المشهد


الحمد لله أولا وآخرا

19- وهذه الطريقة تصلح مع أي متن علمي .. طبعا بفوارق اختص بها القرآن .

وبدل التفسير شرح المتن ، وَ حضور درس لشيخ يشرح فيه المتن

قد تسألون .. أنا بودي طلب العلم ، لكن في بلادي العلم هو الموسيقى وهز الوسط ، والجهل هو قال الله وقال رسوله ، وهذا إرهاب ؟! فما الحل ؟

أو

أنا فتاة لا أستطيع حضور الدورات وما إلى ذلك

الحمد لله .. أكثر الدورات تبث بثا مباشرا .. فاحرص عليها

وعندك موقع البث الإسلامي

ولكل جامع من الجوامع موقع خاص تبث فيه المحاضرات .. تقريبا أشهرها
مثل جامع شيخ الإسلام ، وجامع الراجحي ، وجامع ابن جبرين ..

20 - عليكم بتقوى الله .. واحذروا من الرياء .. واحذروا من البدعة .. العمل كلما كان أخلص لله وأكثر موافقة لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كان أنفع وأجلّ
وأكثر من ذكر هادم اللذات .. فإنه الغائب الذي طال غيابه .. والغائب إذا طال غيابه أوشك على الإياب .. فانتبه !

وأحرصك أخي طالب العلم على سماع المحاضرات التي فيها وصاية بحال قلبك .
وصايا لطلبة العلم
جلسة مع طلبة العلم

الخلاص في الإخلاص

والسلام