السلام عليكم
كنت قد نقلت لكم نتفا مما من الله به على الأخ أبو حاتم السيوطي رحمه الله من علم وحكمة
ولأنني تأثرت تأثرا شديدا بوفاته
فقد تعمدت البحث في مواضيعه لمخاولة نشرها واستدراك وتنسيق بعضها
وهذا أقل ما نفعله لأخ لنا شهد القاصي والداني بفضله
وما خط قلنه شاهد عليه
والان وجدت مبحثا له بما عنونت
لكنه مبعثر فحاولت تجميعه
واني اذ أنقله اليكم أسأل الله أن يجمعني بكاتبه في الفردوس
....
ايه
أتمنى أن ألقاه يوم القيامة مبتسما لي فأقول له فخورا ...
لقد أحببتك في الله وحاولت ألا ينقطع عملك جهدي
عل الله يغفر لي
اللهم ارحم الكاتب والناقل والقارئ:
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى لا سيما عبده المصطفى وآله المستكملين الشرفا
اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين
أما بعد : -
فقبل أن نخوض في هذا الموضوع الخطير لابد وأن نبين الدافع الذي دفع إلى كتابة هذا الكلام في مثل هذه الأيام
أحبتي في الله
إن واقع المسلمين اليوم لا يخفى على أحد منكم فقد وقع ما أخبر به الصادق المصدوق حينما قال " بدأ الإسلام غريبا ً وسيعود غريبا ً كما بدأ ، فطوبى للغرباء " رواه مسلم.
وقال " سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة، قيل وما الرويبة، قال : الرجل التافه ...وفي رواية السفيه ...وفي رواية الفويسق...يتكلم في أمر العامة.." رواه ابن ماجة وأحمد وصححه أبو عبد الله الحاكم ووافقه الذهبي وحسنه الألباني.
فإذا بسرب من المبتدعة يحاولون اقتحام بقايا العقبة لتكثيف الأمية الدينية وزيادة غربة الإسلام بين أهله..وهذا في حد ذاته نذير شؤم
فعن أبي إدريس الخولاني قال : إن للإسلام عرى يتعلق الناس بها ، وإنها تمتلخ عروة... عروة .
وعن أنس قال: قال رسول الله " من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل " رواه البخاري .
وعن عبد الله وأبي موسى-رضي الله عنهما –قالا : قال رسول الله " إن بين يدي الساعة لأياما ً ينزل فيها الجهل ويُرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج " رواه البخاري.
وإن من صور الهرج في زماننا هو الوقيعة في صحابة النبي –وزوجاته- رضي الله عن الجميع – فالأمر كما قال القائل
لو كان سهما ً واحدا ً لاتقّيتَُهُ ****لكنَهُ سهمٌ وثان ٍوثالثُ
"""ولو كانت الدعوة حبيسة الأوراق .رهينة الأدراج لهان الأمر ولكان من الخطأ الرد عليها ..وتنبيه المسلمين إليها لأنه يكون حينئذٍ إشارة لفكرة ماتت في مهدها ولفتا ً لأنظار المسلمين لينظروا في زيغها ولكن لأن :
لكل ساقطةٍ في الحي لاقطة ٌ *** وكل كاسدةٍ يوما ً لها سوق ُ """"دفع الصائل..للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم-حفظه الله-
ولذلك :-
كان من المتحتم علينا أن نبين قدر هؤلاء القوم الذين قال النبي فيهم " أنهم خير الناس " كما عند البخاري .
لأن من لم ترسخ علوم العقيدة والشريعة في قلبه ولم يفهم الإسلام فهما ً صحيحا ً ..لكان قلبه فارغا ً..
ومن المعلوم أن القلوب الفارغة إذا ألُقيت إليها أي شبه...لقلبتها سريعا ً..كما قال القائل ُ
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ***فصادف قلبا ًخاليا ً فتمكنا
لذلك كان هذا الموضوع بمثابة المصل المضاد لأي هجمة على الصحابة وغيرهم –رضوان الله عليهم أجمعين-
وإن شاء الله تعالى سنبين طرفا ً من فضائلهم بدءاً من أبي بكر الصديق وباقي الخلفاء الأربعة ..ثم بعض من الصحابة الآخرين مع ذكر فضائل كل واحد منهم..بعد ذكر فضائل الصحابة مجملا ً
إذ لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل.....
كما قال القائلوما عبر الإنسان عن فضل نفسه *** بمثل اعتقاد الفضل في كل فاضل
وليس من الإنصاف أن يدفع الفتى *** يَدَ النقص عنه بانتقاص الأفاضل
فمحاولة تحطيم الرؤوس وضرب الرموز للتوصل بذلك إلى هدم الدين وإطفاء نوره هي سياسة قديمة قِدمَ الكائدين لهذا الدين العظيم : ،
""" فمن محاولاتها الأولى : ما جرى من حديث الإفك في حق الصديقة بنت الصديق ، الطاهرة البتول ، المبرأة من فوق سبع سماوات أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنهما- فقد كان الإفك طعنة موجهة في المقام الأول إلى صاحب الرسالة ثم للرجل الثاني في الإسلام أبي بكر الصديق –رضي الله عنه- ،ثم لعائشة الصديقة التي حُمل عنها ربع الشريعة.
ومن هذه المحاولات اجتهاد أعداء السنة والتوحيد في الطعن في راوية الإسلام أبي هريرة-رضي الله عنه- ثم في المحاولات الخائبة من الطعن في صحيح البخاري باعتباره أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل الذي إن سقط-ولن يسقط إن شاء الله- سقطت السنة كلها.
ومن ذلك أيضا ً ما بدأ فيه الرافضة-قبحهم الله ونكس رايتهم- من الطعن في صحابة رسول الله وتصويرهم في أشنع صورة وأقبحها "."""
بتصرف وزيادة من كتاب( الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام) للشيخ الدكتور محمد بن إسماعيل المقدم-حفظه الله- .
فهؤلاء القوم إنما أرادوا في الأصل الطعن على الإسلام كما قال الإمام النسائي –رحمه الله- لما قيل له أن رجلا ً يتكلم في معاوية ، فقال : "إنما الإسلام دار و الصحابة الباب ، فمن نقر على الباب إنما أراد الدخول ومن أراد الصحابة ، إنما أراد الإسلام لأنهم نقلوا إلينا القرآن كما نقلوا إلينا السنة ، جزاهم الله خيرا ً "
وقال أبو محمد البربهاري- رحمه الله - " واعلم أنه من تناول أحدا ً من أصحاب محمد فهو إنما أراد محمدا ً وقد آذاه في قبره " كتاب السنة للبربهاري.
وقال الإمام أحمد-رحمه الله- "إذا رأيت أحدا ً يذكر أصحاب رسول الله بسوء فاتهمه على الإسلام " .
وقال الإمام أبو زرعة الرازي –رحمه الله- " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا ً من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن رسول الله حق والقرآن حق ، وما جاء به حق وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة ".فتح المغيث(3/101)
وقال عبد الله بن مصعب الزبيري- رحمه الله- لما سأله رجل ما تقول فيمن تنقص أصحاب رسول الله قال : " هم زنادقة وهم قوم أرادوا رسول الله بنقص فلم يجدوا أحدا ً من الأئمة يتابعهم على ذلك فتنقصوا هؤلاء عند أبناء هؤلاء ، وهؤلاء عند أبناء هؤلاء ، فكأنهم قالوا : رسول الله يصحبه صحابة السوء .. وما أقبح بالرجل أن يصحبه صحابة السوء " تاريخ بغداد للخطيب البغدادي(10/174).
وقال الإمام مالك-رحمه الله- " إن قوما ً أرادوا أن يسبوا النبيّ فلم يقدروا ، فقالوا: له أصحاب سوء " .
فكل من أراد طعن الإسلام طعن في رموزه وحملة شريعته والذابين عن حوزته بدءا ً من الصحابة ثم التابعين ثم من جاء بعدهم من المجددين لأمر هذا الدين في كل زمان كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، ثم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وهكذا ..
فالمسلسل لا ينتهي، لأن الأمر كما قال ورقة بن نوفل للنبي لما جاءه جبريل عليه السلام بالرسالة فقال له: " ياليتني فيها جذعا ً إذ يخرجك قومك ، قال: أومخرجي هم ؟ ، قال : نعم ، ما جاء رجل بمثل ما جئت به إلا عودي " . رواه البخاري من حديث عائشة-رضي الله عنها-
ومن أجل ما امتن الله تعالى به على هذه الأمة, أن بعث إليها النبي ليبلغهم رسالة الله إليهم كما قال تعالى
{لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }
""فالنبي كان نوراً على العالم كله,ففتحت البلاد وتوالت الانتصارات وجاء نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله أفواجاً, وما فارق النبي الدنيا حتى عم الإسلام جزيرة العرب ثم سطع نوره بعد ذلك في المشارق والمغارب حتى دق المسلمون أبواب فينَّا في أوروبا ووصلوا إلى حدود الصين في آسيا وكان هذا كله ببركة تربية الصحابة على الإسلام وبذلهم لإعزاز دين الملك العلام"""بتصرف من كتاب التربية على منهج أهل السنة والجماعة للشيخ أحمد فريد -حفظه الله-
فالأمر كما قال القائل:
فما العز للإسلام إلا بظلهم***وما المجد إلا ما بنوه فشيدوافصدق فيهم قول الله تعالى{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ )فهؤلاء الصحابة هم خير من وطيء الأرض بعد الأنبياء والمرسلين-صلوات الله عليهم أجمعين-
"""فهم أفضل الأمة وخير الناس لسبقهم واختصاصهم بصحبة النبي والجهاد معه وتحمل الشريعة عنه وتبليغها لمن بعدهم"""بتصرف من كتاب عقيدة التوحيد للشيخ الفوزان- حفظه الله-
وقد أثنى الله تعالى عليهم فقال:
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة
وقال تعالى:
{لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة
وقال تعالى:
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح
وقال أيضاً:
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }الفتح
وقال:
{لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون*َأَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة
وعن عمران بن حصين –رضي الله عنه- قال, قال رسول الله "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"متفق عليه
وقال "وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون" رواه مسلم وأحمد
وعن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال, قال رسول الله "لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدًّ أحدهم ولا نصيفه" رواه البخاري
وقال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد أطهر القلوب فاختاره لرسالته ثم نظر في قلوب العباد فوجد قلوب الصحابة خير القلوب فاختارهم لصحبته" رواه أحمد وصححه العلامة أحمد شاكر
وقال عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما-"من كان مستناَ فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد كانوا خير هذه الأمة أبرها قلوباَ وأعمقها علماَ وأقلها تكلفاَ, قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ونقل دينه فتمسكوا بأخلاقهم وطرائقهم فقد كانوا على الهدى المستقيم" رواه أبو نعيم في الحلية وعزاه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله إلى ابن مسعود وقال الألباني إسناده منقطع
فهؤلاء الأطهار الأبرار لهم حق علينا فقد حملوا لنا الدين كله قرآناَ وسنة, فلا بد أن نعرف قدرهم ونقتدي بهم لأن الأمر كما قال الإمام مالك:"لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"
فإذا تنازعنا في فهم شيء فلنرجعه إليهم كما قال ابن مسعود"إنكم ستحدثون ويحدث لكم فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالعهد الأول"
وقال تعالى عن اليهود:
{فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }البقرة
فهم الذين نزل فيهم القرآن وسمعوا من النبي القرآن والسنة, فلا بد أن نعرف لهم حقهم وأن نسير على خطاهم لنكون من الفرقة الناجية التي أخبر عنها النبي بقوله "وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا ما هي يا رسول الله, قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي" رواه الترمذي وحسنه الألباني
وتلك أبيات في ذكر بعض فضائل الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين-
قل إن خيرَ الأنبياءِ محمدٍ ** وأجلُّ من يمشي على الكثبانِ
وأجلُّ صحبِ الرسلِ صحبُ محمدٍ ** وكذاك أفضلُ صحبهِ العمرانِ
رجلانِ قد خُلقا لنصرِ محمدٍ ** بدمي ونفسي ذانِك الرجلانِ
فهما اللذانِ تظاهرا لنبينا ** في نصرهِ وهما له صهرانِ
بنتاهُما أسنى نساءِ نبينا ** وهما له بالوحي صاحبتانِ
أبواهما أسنى صحابةِ أحمدٍ ** يا حبذا الأبوانِ والبنتانِ
وهما وزيراهُ اللذان هما هما ** لفضائلِ الأعمالِ مستبقانِ
وهما لأحمدَ ناظراه وسمعُه ** وبقربه في القبرِ مضطجعانِ
كانا على الإسلامِ أشفقَ أهله ** وهما لدينِ محمدٍ جبلانِ
أصفاهما أقواهما أخشاهما ** أتقاهما في السرِ والإعلانِ
أسناهما أزكاهما أعلاهما ** أوفاهما في الوزنِ والرجحانِ
صديقُ أحمدُ صاحبُ الغارِ الذي ** هو في المغارةِ والنبيُ اثنانِ
أعني أبا بكرِ الذي لم يختلف ** من شرعنا في فضلهِ رجلانِ
هو شيخُ أصحابِ النبي وخيُرهم ** وإمامُهم حقاً بلا بطلانِ
وأبو المطهرةِ التي تنزيهها ** قد جاءنا في النور والفرقانِ
أكرم بعائشةَ الرضى من حرةٍ ** بكرٍ مطهرةِ الإزارِ حصانِ
هي زوجُ خيرِ الأنبياءِ وبكرُه ** وعروسُه من جملةِ النسوانِ
هي عرسُه هي أنسُه هي إلفُه ** هي حِبُُّه صدقاً بلا إدهانِ
أوَليس والدُها يصافي بعلَها ** وهما بروحِ الله مؤتلفانِ
لما قضى صديقُ أحمد َ نحبَه ** دفعَ الخلافةَ للإمامِ الثاني
أعني به الفاروقَ فرَّقَ عَنوةً ** بالسيفِ بين الكفرِ والإيمانِ
هو أظهرَ الإسلامَ بعد خفائه ** ومحا الظلامَ وباحَ بالكتمانِ
ومضى وخلَّى الأمرَ شورى بينهم ** في الأمرِ فاجتمعوا على عثمانِ
من كان يسهرُ ليلةً في ركعةٍ ** وتراً فيُكملُ ختمةَ القرآنِ
وَلِيَ الخلافةَ صهرُ أحمدَ بعدَه ** أعني عليَ العالمَ الرباني
زوجَ البتولِ أخا الرسولِ ورُكنُه ** ليثَ الحروبِ منازلَ الأقرانِ
سبحانَ من جعلَ الخلافةَ رتبةً ** وبنى الإمامةَ أيَّما بنيانِ
واستخلفَ الأصحابَ كي لا يدعي ** من بعدِ أحمدَ في النبوةِ ثاني
أكرمْ بفاطمةَ البتولِ وبعلِها ** وبمن هما لمحمدٍ سبطانِ
غصنانِ أصلُهما بروضةِ أحمدٍ ** لله دَرُّ الأصلِ والغصنانِ
أكرمْ بطلحةَ والزبيرِ وسعدهم ** وسعيدهم وبعابد الرحمنِ
وأبي عُبيدةَ ذي الديانةِ والتقى ** وامدح جماعةَ بيعةِ الرضوانِ
قل خيرَ قولٍ في صحابةِ أحمدٍ ** وامدح جميعَ الآلِ والنسوانِ
دع ما جرى بين الصحابةِ في الوغى ** بسيوفهم يوم التقى الجمعانِ
فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم ** وكلاهما في الحشرِ مرحومانِ
والله يومَ الحشرِ ينزعُ كلَّ ما ** تحوي صدورهم من الأضغانِ
واحفظ لأهلِ البيتِ واجبَ حقهم ** واعرف علياً أيَّما عرفانِ
لا تنتقصه ولا تزد في قدرهِ ** فعليه تصلى النارَ طائفتانِ
إحداهما لا ترتضيه خليفةً ** وتنصُّه الأخرى آلهاً ثاني
لا تركنن إلى الروافضِ إنهم ** شتموا الصحابةَ دون ما برهانِ
لعنوا كما بغضوا صحابةِ أحمدٍ ** وودادهم فرضٌ على الإنسانِ
حبُّ الصحابةِ والقرابةِ سنةٌ ** ألقى بها ربي إذا أحيانييتبع ان شاء الله منعا للملل
المفضلات